عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18/12/2014, 09h46
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: June 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ ..أبو الطيّب المتنبي (مترجم)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضوان حسن عبد الحليم مشاهدة المشاركة
كيف تترجم كلمة المانويه و هى فرقه خرجت فى العصر العباسى تقول بأن الخير من النور و أن الشر من الظلام و قد قيلت هذه القصيدة فى كافور الإخشيدى حاكم مصر بعد ان لجأ إليه المتنبى بعد خصام مع سيف الدوله الحمدانى ولم يعط المتنبى ما كان يصبوا اليه

أهلاً بك وسهلاً مرة ثانية الأخ العزيز أ / رضوان
وبالنسبة لسؤال سيادتك عن كيفية ترجمة كلمة (المانوية) ،، أعتقد والله أعلم أنها جاءت في النص الفرنسي
كما هي دون ترجمة لما تعنيه الكلمة ،، لان المترجم يقوم بترجمة النص كما هو ،،وهنا في هذا النص كلمة (المانوية)
جاءت كإسم معرف بأل ولذا ذكرها في هذا الشطر كالتالي :le Manichéisme mentait

أما بخصوص ترجمة القصيدة من الفصحى الى لغة عربية مبسطة فهاهو شرح القصيدة لأبي العلاء المعري
طبعاً هناك شروحات كثيرة لهذا النص ،،ولكني وجدت أن أوضحهم وأبسطهم هو شرح المعري .


كان الأسود، أي كافور، قد تقدم إلى البوابين وأصحاب الأخبار، فكانوا كل يوم يرجفون بأنه

قد ولاه موضعاً من الصعيد وغيره، وينفذ إليه قوماً يعرفونه ذلك، فلما كثر هذا وعلم أن أبا الطيب

لا يثق بكلام يسمعه حمل إليه ستمائة دينار ذهباً، فقال هذه القصيدة

يمدحه وأنشدها يوم الخميس لليلتين خلتا من شوال.


أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ ......... وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ


شرح أبي العلاء : قال المعري: يخاطب حبيبه يقول: أنا أحاول أن أغلب شوقي إليك،

وهو يغلبني لا محالة، لأنه أغلب مني: أي أقدر على الغلبة، وأعجب من هجرك لي،

ووصلك أولى بأن أعجب منه؛ لأن عادتك الهجر، فليس هو بعجيب، وإنما العجب من الوصل.


أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى .......... بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ


شرح أبي العلاء : قال المعري: يقول: من عادة الأيام أنها تقرّب البغيض، وتبعد الحبيب،

فلم لاَ تغلط مرة فتقرب الحبيب وتبعد البغيض?


وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً ........ عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ


شرح أبي العلاء : قال المعري: التئية: التثبت والتلبث.

والحدالي: موضوع بالشام: وغرب: جبل. ولله سيري! تعجب. وتئية: نصب على التمييز

يقول لله سيري حين جعلت الحدالى وغرب عن يميني وقصدت مصر فما كان أسرعه، وأقل تمكني فيه!

وقيل: أراد جعلت هذين المكانين في جانب المشرق، وسرت إلى جانب المغرب. وهو مصر


عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ ......... وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ



شرح أبي العلاء : أحفى الناس بِي: أي أشدهم اهتماماً في البر بي. وعشية: بدل من "العشية" الأولى.

يقول: لله مسيري، عشية جفوت من هو ألطف الناس بي، وأشدهم اهتماماً بأمري: يعني سيف الدولة،

يظهر الندم على فراقه، وأصوب الأمرين: الأمر الذي تركته لما قصدت كافوراً وجفوت سيف الدولة،

مع اهتمامه بأمري. وعن ابن جني: أنه كان ترك الجادة وتعسّف، ليخفي أثره،

خوفاً على نفسه، فترك أقصر الطريقين.


وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ ......... تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ


شرح أبي العلاء : قال المعري: المانويّة: قوم من المجوس ينتسبون إلى رجل اسمه: ماني.

وهم يقولون: إن النور مطبوع على الخير والصلاح، والظلمة مطبوعة على الشر والفساد.

فهو يقول: إنهم كذبوا في قولهم، فكم من نعمة للّيل عندي، تدل على كذبهم في أن الظلمة لا تفعل الخير.


وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ ......... وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ



شرح أبي العلاء : قال المعري: هذا تفسير للبيت الأول يقول:

كم مرة سترني الليل عن الأعداء عند سيري فيما بينهم!

وتمكني فيه من زيارتي الحبيب المحجوب! وهذا كله خير حصل لي من الظلمة.


وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ ......... أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ


شرح أبي العلاء : قال المعري: كمنته: أي كمنت فيه.

يقول رداً على المانوية في قولهم: "إن النور لا يفعل الشر".

رب يوم كمنت فيه خوفاً من أعدائي وطال عليّ، كما يطول الليل على العاشقين،

وكنت أنتظر فيه الشمس حتى تغرب، ليظلم الليل فأسرى فيه وأنجو من أعدائي.

وهذا شر حصل من النور، فبطل قولهم: "إنه مطبوع على الخير، لا يقدر على الشر".

قال ابن جني: حدثني المتنبي قال: لما أنشدته قال: غيرك يستطيل الليل، فقبحا له! كيف عرف معناه?!
__________________
رد مع اقتباس