عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14/11/2014, 19h07
مصطفى نصر مصطفى نصر غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:666781
 
تاريخ التسجيل: November 2012
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 25
افتراضي رد: حبيبه مسيكه

بين كامليا وحبيبة مسيكة
مصطفى نصر


ميلاد كاميليا وحبيبة مسيكة
ولدت ليليان فيكتور كوهين، (وشهرتها الفنية كاميليا) في 13 ديسمبر 1919 بحارة اليهود التابعة لحي الجمرك بمدينة الإسكندرية. لأم مصرية تمتلك شقة حولتها لبنسيون لتعيش من إيراده. أقامت الأم علاقة مع أحد سكان البنسيون، وحملت منه بإبنتها ليليان، لكنه هرب منها وعاد إلى بلده إيطاليا، فانتقلت المرأة لأحضان نزيل آخر من نزلاء بنسيونها، استطاعت أن تقنعه بأن يتزوجها وأن ينسب ابنتها إليه وأن ينفق عليها.
عاشت كاميليا في أسوء حالة يمكن أن تعيشها فتاة. فيحكي أحد مخرجي السينما بأنه رآها في أحد الأسانسيرات قبل أن تشتهر وتغتني، وكانت " الخياطة " واضحة في ملابسها المهترئة. وتسببت حالة الفقر هذه بآلام في صدرها وسعال، حتى حذرها الأطباء، بأنها لو أهملت حالتها سيتحول المرض إلى سل لا علاج له.
وولدت الفنانة التونسية حبيبة مسيكة في عام 1896 بحارة اليهود بمدينة " تستور" بالشمال الغربي لتونس التي تعتبر أحد معاقل الطائفة اليهودية هناك. أطلقت عليها أسرتها – التي تعاني الفقر – اسم مارجريت وألحقتها بمدرسة الطائفة الإسرائيلية بحارة الحفصية، لكنها لم تواصل تعليمها، وتركت الدراسة وعملت مع والدها في دكانه. تعلقت مارجريت أكثر بأسرة أمها، فقد كانت خالتها ليلى سفيز تجيد غناء الأدوار الكلاسيكية وتعزف على البيانو بمهارة، فعلمتها العزف على البيانو. ودعتها للعمل في كازينو صغير تمتلكه، كما أن خالها خيّلو كان ماهرا في العزف على آلة الكمان، فعلم ابنة أخته بعض الأدوار وقدمها في الحفلات التي كان يقيمها في بيوت وجهاء المدينة. واضطرت مارجريت لحاجتها إلى المال أن تغني وترقص في الحانات، وأطلقت على نفسها اسم حبيبة.
حبيبة سميكة
كاميليا وحبية مسيكة في طريقهما للشهرة والمال

في مدينة تستور تعرفت حبيبة مسيكة على شاب يهودي مثلها اسمه لياهو ميموني. كان تاجرا ثريا. فانفق عليها بسخاء. وطلب منها أن تعيش معه في تستور، لكن شهرتها كانت قد سبقتها إلى مدينة تونس، وجاءها المتعهدون عارضين عليها مبالغ طائلة لتغني في محلاتهم المشهورة هناك. فسافرت إلى تونس العاصمة.
كما أن كاميليا تركت الإسكندرية وسافرت إلى القاهرة للبحث عن المال والشهرة. تعرفت على المخرج أحمد سالم في صيف 1946 بفندق وندسور، وكانت تعلم إنه لا ينتهي من قصة غرام؛ حتى يُسرع للانتقال إلى أخري. فطلبت منه أن تشاهد العرض الخاص لفيلمه الجديد الماضي والمجهول. فأعجب بجمالها وقدمها للوسط السينمائي، فظهرت عام 1947 في فيلم القناع الأحمر مع فاتن حمامة وبشارة واكيم ومن إخراج يوسف وهبي.
نجاحها في هذا الفيلم شجع المخرجين والمنتجين للبحث عنها. فظهرت في أفلام: الكل يغني مع أميرة أمير وفيلم فتنة مع يحيى شاهين ومحمود إسماعيل وفيلم خيال امرأة مع كمال الشناوي وإسماعيل يس وفيلم الروح والجسد مع محمد فوزي وشادية وكمال الشناوي وفيلم أرواح هائمة مع أحمد علام ولولا صدقي وفيلم الستات كده مع محمد أمين ومحمود شكوكو وفيلم شارع البهلوان مع كمال الشناوي وحسن فايق وإسماعيل يس وفيلم صاحبة الملاليم مع محمد فوزي وشادية وفيلم نص الليل مع كارم محمود وهدى شمس الدين وعزيز عثمان وفيلم ولدي مع محمود المليجي وأحمد علام وفيلم القاتلة مع فريد شوقي وكمال الشناوي وزوزو شكيب وفيلم امرأة من نار مع رشدي أباظة ولولا صدقني وفيلم بابا عريس مع نعيمة عاكف وشكري سرحان وفيلم قمر 14مع محمود ذو الفقار وحسن فايق وفيلم المليونير مع إسماعيل يس وفيلم العقل زينة مع نور الدمرداش وهند رستم وعبد الفتاح القصري وآخر أفلامها المصرية كان آخر كدبة مع سامية جمال وفريد الأطرش ومثلت في فيلم أميركي اسمه " الطريق إلى القاهرة " وقدمت مسرحية واحدة باسم خطف مراتي.
بينما قدمت حبيبة سميكة أغاني: علـى باب دارك والربيـع منور ويا محلا الفسحة وهونت راسي للسهرة وعليا وهبالي ومن وسط قلبي. وأصبحت مشهورة على مستوى البلاد العربية كلها، وبعض دول أوربا، فقد سافرت كثيرا إلى فرنسا، وكانت شديدة الإعجاب بالممثلة الشهيرة سارة برنار وشاهدت الكثير من ومسرحياتها، وهذا جعلها تسعى لتكون ممثلة مسرحية مثلها. فتعرفت بجورج أبيض، ومثلت بعض المسرحيات معه. وقد أقبل الشعب التونسي عليها، فقد جمعت بين جمال الخلقة وجمال الصوت وبراعة الأداء. فغنت ورقصت ومثلت. وعملت مع فرقة المستقبل لمحمود بورقيبة المسرحي التونسي الكبير – شقيق الرئيس التونسي الأسبق - وكانت تغني باللهجة التونسية والشامية. وغنت مالي فتنت بلحظك الفتان من تأليف علي الجارم وتلحين صبري النجريدي وكانت من أوائل ما غنت أم كلثوم وغنت باللهجة المصرية طلعت يا محلى نورها وزوروني كل سنة مرة لسيد درويش. وغنت أغنية سبق أن غنتها المطربة المصرية سمحة البغدادية:
على سرير النوم دلعني
جاني الحليوة العصرية
وجاب لي بيرة وشمبانيا
شرب وفرفشني شوية
وعلى سرير النوم دلعني
بوسته كمان أنا في خده
يا محلى جماله وقده
ونمت أنا على صدره
وعلى سرير النوم دلعني
عطف عليه بجماله
يا محلى غمزه وهزاره
سبته يعمل ما بداله
وعلى سرير النوم دلعني
وعن شهرتها في ذلك الوقت يقول الموسيقار الدكتور محمد القرفي: لم تكد تبلغ سن العشرين حتى صار لها صيت في دنيا الرقص والغناء وأصبحت تتحكم في قلوب المولعين بحياة الليل والفرجة
كونت حبيبة سميكة ثروة كبيرة جدا، أهلتها لكي تكَوَّن حرس خاص لها سمي بـ" عسكر الليل" ليحموها من أعدائها ومنافسيها.
كما كونت كاميليا ثروة كبيرة فاستطاعت أن تجمع خلال خمس سنوات ثروة لا تقدر. فقد أقامت علاقات غرامية مع الكثير من الأغنياء والساسة، منهم السيد اللوزى، صاحب مصانع الحرير بالقاهرة، الذي قدمها لمجتمع الساسة والأثرياء، ثم قدمها بوللى للملك فاروق وقيل إن العلاقة بينها وبين الملك استمرت أربع سنوات.
وتشترك حبيبة سميكة مع كاميليا بأن كلا منهما كانتا على صلة بالمخابرات الصهيونية. فقد ساهمت حبيبة في المساعدة على ترحيل يهود تونس إلى فلسطين، ومدت كاميليا إسرائيل بالأسرار التي يبوح بها الملك فاروق في انفرادها به، وقت الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1948.
نهاية مأساوية لليهوديتين
كنت كاميليا تعاني من آلام في صدرها، فقد عاودها مرضها القديم الذي لازمها أيام الفقر. بعد أن أفرطت في شرب الخمر والتدخين. فاتصلت بأحد الأطباء الكبار في سويسرا فحدد لها موعدا للفحص، لكنها لم تجد مكانا في الطائرة، وشعرت بالخيبة وكادت تعود إلى بيتها، لكن الكاتب الكبير أنيس منصور، أضطر أن يؤجل سفره بعد أن حجز تذكرة السفر؛ لمرض أمه المفاجئ، فكانت تذكرته من نصيب كامليا.
انفجرت الطائرة التي تركبها كاميليافور إقلاعها من مطار القاهرة في طريقها إلى سويسرا بالقرب من الدلنجات – بحيرة، واحترقت الطائرة بكل ما فيها، وتفحمت جثث الركاب، ولم يتبق من كاميليا الجميلة سوى حذاء ساتان أخضر بلون الفستان الذي كانت ترتديه وقت ركوب الطائرة. ماتت ليليان فيكتور كوهين ( الاسم المكتوب على قبرها ) في 31 أغسطس 1950.
أما الفنانة التونسية حبيبة مسيكة فقد عادت مساء يوم الاثنين 20 فبراير 1930من سهرتها في بيت العائلة الإسرائلية لومبروزو، بعد أن ودعت معجبيها. وصعدت إلى شقتها، كانت وحدها في بيتها الكبير الذي يشبه القصر، ونامت بعد وقت قصير بينما كان حراسها ( عسكر الليل ) بعيدين عنها.
كان الياهو ميموني اليهودي مثلها، وعشيقها السابق قد هددها أكثر من مرة، لأنها تركته وعاشرت غيره رغم كل ما قدمه إليها، لم تكن تخافه، وكانت تستخف بتهديده. فحراسها( عسكر الليل ) قادرون على قتله قبل الوصول إليها، لكنه استطاع التسلل إلى حجرتها، فقد قابلها كثيرا في هذا البيت، ويعرف كل مداخله. تركها حتى استغرقت في النوم وألقي عليها جالون بنزين وأضرم النار في جسدها مباشرة، وعندما استيقظت وحاولت الفرار، فدفعها إلى النار، ثم هرب وعاد إلى الفندق الذي يعيش فيه في العاصمة تونس.
انتقلت حبيبة سميكة إلى المستشفى وتعذبت وعانت حتى ماتت يوم الجمعة 24 فبراير 1930 وخرج الآلاف لوداعها، وتم دفنها في مقبرة بورجل.
للآن لم يحسم الخلاف في أسباب موت كاميليا، فالبعض يرى أن الملك فاروق كان وراء الحادث الغامض، بعد أن تأكد إنها خانته وعادت إلى أحمد سالم غريمه، كما أنها خدعته ونقلت ما كان يحكيه لها لمخابرات إسرائيل، وآخرون – ومنهم أنيس منصور - يرون أن إسرائيل وراء قتلها لإخفاء سر علاقتها بهم.
وكذلك الوضع مع حبيبة مسيكة، فهناك من يرى أن قتلها كان أمرا حتميا لعلاقتها الواضحة مع المخابرات الصهيونية، وأن الياهو ميموني كان مجرد أداة للتنفيذ. وآخرون يرون أن منافساتها في تونس أمثال: فضيلة حتمي وشافية رشدي؛ كن وراء قتلها، بعد أن تفوقت عليهن. وصارت أهم منهن جميعا. فاستأجرن الياهو ميموني الذي كان يعاني من حالة احتياج مالي شديدة ، بعد أن أنفق على حبيبة كل ما يملك. فقام بقتلها.

التعديل الأخير تم بواسطة : Mohakim بتاريخ 15/11/2014 الساعة 11h52
رد مع اقتباس