عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19/04/2007, 22h05
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,757
افتراضي

صلوات في هيكل الحب

عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود
يالها من طهارة تبعث التقديس
في مهجة الشقي العنيد
يالها من رقة تكاد يرف الورد
منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك ؟ هل أنت فينيس
تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ليحيي روح السلام العهيد
أنت .. ما أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
وجمال مقدس معبود
أنت .ما أنت .. أنت فجر من السحر
تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
وجلى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين
بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر
في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
وغنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فؤادي ما قد
مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي
ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن
إلى ذلك الفضاء البعيد
وتبثين رقة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غناك
إله الغناء رب القصيد
فيك شب الشباب وشحه السحر
وشدو الهوى وعطر الوجود
وتهادت في أفق روحك أوزان الأغاني ورقة التغريد
فتمايلت في الوجود كلحن عبقري الخيال حلو النشيد
خطوات سكرانة بالأناشيد
وصوت كرجع ناي بعيد
وقوام يكاد ينطق بالألحان
في كل وقفة وقعود
أنت .. أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد
أنت .. أنت الحياة في رقة الفجر
في رونق الربيع الوليد
أنت .. أنت الحياة كل أوان
في رواء من الشباب جديد
أنت .. أنت الحياة فيك وفي عينيك
آيات سحرها الممدود
أنت دنيا من الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد
أنت فوق الخيال والشعر والفن
وفوق النهى وفوق الحدود
أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي
يا ابنة النور إنني أنا وحدي
من رأى فيك روعك المعبود
فدعيني أعيش في ظلك العذب
وفي قرب حسنك المشهود
عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنى والسجود
عيشة الناسك البتول يناجي الرب
في نشوة الذهول الشديد
وامنحيني السلام والفرح الروحي
يا ضوء فجري المنشود
وارحميني فقد تهدمت في كون
من اليأس والظلام مشيد
أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت
لا أستطيع حمل وجودي
في شعب الزمان والموت أمشي
تحب عبء الحياة جم القيود
وأماشي الورى وفسي كالقبر
وقلبي كالعالم المهدود
ظلمة مالها ختام وهول
شائع في سكونها الممدود
وإذا ما استخفى عبث الناس تبسمت في أسى وجمود
بسمة مرة كأني أستل
من الشوك دابلات الورود
وانفخي في مشاعري مرح الدنيا
وشدي من عزمي المجهود
وابعثي في دمي الحرارة علي
أتغنى مع المنى من جديد
وأبت الوجود أنغام قلب بلبلي مكبل بالحديد
فالصباح الجميل ينعش بالدفء
حياة المحطم المكدود
أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي
آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين
ما جد في فؤادي الموحود
في فؤادي الغريب تخلق أكوان
من السحر ذات حسن فريد
وشموس وضاءة ونجوم
تنثر النور في فضاء مديد
وربيع كأنه حلم الشاعر
في سكرة الشباب السعيد
ورياض لا تعرف الحلك الداجي
ولا ثورة الخريف العتيد
وطيور سحرية تتناغى بأناشيد حلوة التغريد
وقصور كأنها الشفق المخضوب
أو طلعة الصباح الوليد
وغيوم رقيقة تتهادى كأباديد من نثار الورود
وحياة شعرية هي عندي
صورة من حياة أهل الخلود
كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود
وحرام عليك أن تهدمي ما
شاده الحسن في الفؤاد العميد
وحرام عليك أن تسحقي آمال
نفس تصبو لعيش رغيد
منك ترجو سعادة لم تجدها
في حياة الورى وسحر الوجود
فالإله العظيم لا يرجم العبد
إذا كان في جلال السجود


ياشعر

ياشعر أنت فم الشعور ، وصرخة الروح الكئيب
ياشعر أنت صدى نحيب القلب ، والصب الغريب
ياشعر أنت مدامع علقت بأهداب الحياة
ياشعر أنت دم ، تفجر من كلوم الكائنات
ياشعر ! قلبي ـ مثلما تدري ـ شقي ، مظلم
فيه الجراح ، النجل ، يقطر من مغاورها الدم
جمدت على شفتيه أزراء الحياة العابسه
فهو التعيس ، يذيبه نوح القلوب البائسه
ابدا ينوح بحرقة ، بين الأماني الهاويه
كالبلبل الغريد مابين الزهور الذاويه
كم قد نصحت له بأن يسلو ، وكم عزيته
فأبى وماأصغى إلى قولي ، فما أجديته
كم قلت : صبرا يافؤاد ! ألا تكف عن النحيب ؟
فإذا تجلدت الحياة تبددت شعل اللهيب
ياقلب ! لاتجزع أمام تصلب الدهر الهصور
فإذا صرخت توجعا هزأت بصرختك الدهور
ياقلب ! لاتسخط على الأيام ، فالزهر البديع
يصغي لضجات العواصف قبل أنغام الربيع
ياقلب ! لاتقنع بشوك اليأس من بين الزهور
فوراء أوجاع الحياة عذوبة الأمل الجسور
ياقلب ! لاتسكب دموعك بالفضاء فتندم
فعلى ابتسامات الفضاء قساوة المتهكم
لكن قلبي وهم ـ مخضل الجوانب بالدموع ـ
جاشت به الأحزان ، ّا طفحت بها تلك الصدوع
يبكي على الحلم البعيد بلوعة ، لاتنجلي
غردا ، كصداح الهواتف في الفلا ، ويقول لي :
طهر كلومك بالدموع ، وخلّها وسبيلها
إن المدامع لاتضيع حقيرها وجليلها
فمن المدامع ماتدفع جارفا حسك الحياه
يرمي لهاوية الوجود بكل مايبني الطغاه
ومن المدامع ماتألق في الغياهب كالنجوم
ومن المدامع ماأراح النفس من عبء الهموم
فارحم تعاسته ، ونح معه على أحلامه
فقد قضى الحلم البديع على لظى آلامه

ياموت

ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ورميتني من حالق ، وسخرت مني أي سخر
فلبثت مرضوض الفؤاد أجر اجنحتي بذعر
وقسوت إذ ابقيتني في الكون أذرع كل وعر
وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سرّي
وأُعدّهُ فجري الجميل ، إذا ادلهمّ علي دهري
وأعده وردي ، ومزماري ، وكاساتي وخمري
وأعدّه غابي ، ومحرابي ، وأغنيتي وفجري
ورزأتني في عمدتي ، ومشورتي في كل أمرِ
وهدمت صرحا ، لا ألوذ بغيره ، وهتكت ستري
ففقدت روحا ، طاهرا ، شهما ، يجيش بكل خير
وفقدت قلبا ، همّه أن يستوي في الأفق بدري
وفقدت كفا ، في الحياة يصدّ عني كل شر
وفقدت وجها ، لايعبّه سوى حزني وضري
وفقدت نفسا ، لاتني عن صون أفراحي وبشري
وفقدت ركني في الحياة ، ورايتي ، وعماد قصري
ياموت قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ياموت ! ماذا تبتغي مني وقد مزقت صدري ؟
ماذا تود ، وأنت قد سوّدت بالأحزان فكري
وتركتني في الكائنات أئن ، منفردا بإصري
وأجوب صحراء الحياة ، وأقول : أين تراه قبري؟
ماذا تود من المعذب في الوجود بغير وزر ؟
ماذا تود من الشقي ، بعيشه ، النكد المضر ؟
إن كنت تطلبني فهات الكأس ، أشربها بصبر
أو كنت ترقبني فهات السهم ، أرشقه بنحري
خذني إليك ! فقد تبخر في فضاء الهم عمري
وتهدّلت أغصان أيامي ، بلا ثمر وزهر
وتناثرت أوراق أحلامي على حسك الممر
خذني إليك فقد ظمئت لكأسك ، الكدر الأمر
خذني فقد أصبحت أرقب في فضاك الجون فجري
خذني ، فما أشقى الذي يقضي الحياة بمثل أمري
ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالارزاء ظهري
ياموت ! قد شاع الفؤاد ، وأقفرت عرصات صدري
وغدوت أمشي مطرقا من طول ماأثقلت فكري
ياموت ! نفسي ملّت الدنيا ، فهل لم يأت دوري ؟
كــالمقابر .. صَدى صمتٍ يتردد !


يارفيقي

يارفيقي ! وأين أنت ؟ فقد أعمت جفوني عواصف الأيام
ورمتني بمهمه ، قاتم ،قفر ، تغشيه داجيات الغمام
خذ بكفي ، وغنني يارفيقي ، فسبيل الحياة وعر امامي
كلما سرت زل بي ، في مهوى ، تتضاغى به وحوش الحمام
شعبته الدهور ، وانطمس النور ، وقامت به بنات الظلام
راقصات ، يخلبن في حلك الليل ويلعبن بالقلوب الدوامي
غنني ، فالغناء يدرأ عنا الساحر الجن ...، ساكن الآجام
قد تفكرت في الوجود ، فأعياني ، وأدبرت آيسا لظلامي
أنشد الراحة البعيدة ، لكن خاب ظني واخطأت أحلامي
فمعي في جوانحي أبد الدهر فؤاد إلى الحقيقة ظآمي
ماتراخى الزماان إلا وألقى في طواياه قبضة من ضرام
تتلظى ، يد الحياة ، وزادت معضلات الدهور والأعوام
اظمأت مهجتي الحياة ، فهل يوما تبل الحياة بعض أوامي ؟
يارفيقي ! ماأحسب المنبع المنشود إلا وراء ليل الرجام
غنني ، ياأخي ، فالكون تيهاء ، بها قد تمزقت أقدامي
غنني ، علني أنيم همومي ، إنني قد مللت من تهيامي
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
فلقد حز في فؤادي مايلقون من صولة الأسى الظلام
فإذا سرّني من الفجر نور ساءني مايسر قلب الظلام
كم بقلب الظلام من أنة تهفو بغصات صبية أيتام
ونشيج مضرم من فتاة ، ابهظتها قوارع الأيام
ونواح يفيض من قلب أم فجعت في وحيدة البسام ،
فطم الموت طفلها ، وهو نور في دجاها ، من قبل عهد الفطام
زأنين معدم ، ذي سقام ، عضه الدهر بالخطوب الجسام
ماإخال النجوم إلا دموعا ، ذرفتها محاجر الأعوام
فلقد ضرم الشجون بنوها ، فإذا بالشجون سيل طام
وإذا بالحياة في ملعب الدهر تدوس الرؤوس بالأقدام
وإذا الكون فلذة من جحيم ، تتغذى بكل قلب دام
وهم في جحيمهم يتناغون بما في الوجود من انغام !
عجابا للنفوس ، وهي بواك ، عجبا للقلوب ، وهي دوام
كيف تشدو وفي محاجرها الدمع ، وتلهو مابين سود الموامي ؟!
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
يارفيقي ! لقد ضللت طريقي ، وتخطت محجتي أقدامي
خذ بكفي ، فإنني تائه ، أعمى ، كثير الضلال والأوهام
وانفخ الناي ، فالحياة ظلام ، مالمرتاده من الهول حام
ملء آفاقه فحيح الأفاعي ، وعجيج الآثام والآلام
فانفخ الناي ، إنه هبة الأملاك للمستعيذ بالإلهام
واغذذ السير ، فالنهار بعيد ، وسبيل الحياة جم الظلام ..


الطفولة

لله ماأحلى الطفولة ! إنها حلم الحياة
عهد كمعسول الرؤى مابين اجنحة السبات ..
ترنو إلى الدنيا ، ومافيها بعين باسمه
وتسير في عدوات واديها بنفس حالمه ..
إن الطفولة تهتز في قلب الربيع
ريانة من ريق الأنداء في الفجر الوديع
غنت لها الدنيا أغاني حبها وحبورها
فتأودت نشوى بأحلام الحياة ونورها
إن الطفولة حقبة شعرية بشعورها
ودموعها ، وسرورها ، وطموحها ، وغرورها
لم تمش في الدنيا الكآبة ، والتعاسة ، والعذاب
فترى على أضوائها مافي الحقيقة من كذاب

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/07/2009 الساعة 07h56
رد مع اقتباس