استعمال الألوان في النوتة
شكرأ أستاذ عادل على تفضلك بالرد ، و موضوع قراءة النوتة بالعلامات الإيقاعية ( كما وضحته مشكورا )هام جداً و يتعارض مع فكرة تلوين أقسام النوتة .تحياتي لحضرتك.
أخي العزيز سليم.
لقد أعجبتني فيك روح البحث والاجتهاد من حيث تبسيط النوتة وذلك باستعمال الألوان لتحديد مدة الزمن.
في بداية تحديد كل قاعدة، يجتمع المختصون ويدرسون جميع السبل المتاحة لتحديد هذه القاعدة، ولطالما لا تتعارض مع الإستعمال فهي تظل سارية المفعول، والجميع يطبقها وليس له الحق في تغييرها، إلا إذا وصلت إلى حدودها ولم تعد تساير التطور.
هناك عاهة تصيب البشر بنسبة 4 في المائة (8 للرجال و 0.5 للنساء)، وهذه العاهة كما يعرفها الجميع تسمى الدالطونيزم Daltonisme، ومعناها أن المصاب لا يُفرّق بين الألوان، خصوصا الأحمر والأخضر، وهو أشكال ودرجات. وهذا سبب كافي جدا كي لا نستعمل الألوان في الموسيقى.
والنقطة الثانية هي أن كل لون له طول موجة معينة، وتتثر تأثرا كبيرا مع الإضاءة، بحيث إذا كانت الإضاءة صفراء، فاللون الأزرق يظهر وكأنه أخضر، وكلما ضعفت الإنارة، تقاربت الألوان إلى الرمادي.
ثالثا، المطبوعات تفقد ألوانها مع مرور الوقت، وبهذا، النوت ستفقد معناها في المدى الطويل (أو المتوسط حسب جودة الألوان).
نقطة أخيرة، المدون لا يمكنه أن يظل يغير في الأقلام من حرف إلى حرف. وكذلك المدون يمكنه أن يدون مقطعا عَبَرَ بخاطره وهو جالس على مقهى، والأقلام قد لا تكون بحوزته.
أخي سليم، بالنسبة لإشارات المرور، لابد وأن تكون ضوئية، لأن الضوء يجلب الأنظار خصوصا باليل، ولتفادي العاهة المذكورة، أقر المختصون أن يكون اللون الأحمر دائما في أقصى العمود (في الأعلى إذا كان العمود عموديا، وفي اليسار إذا العمود أفقيا). ومع كل هذا، وخصوصا في الظلام، الدالطونيان لا يمكنه أن يميز عن بعد إذا كان الضوء في الأعلى أو الأسفل، ولهذا السبب في كندا (بعض مناطق كيبيك)، بدأ الشروع في إضافة أشكال هندسية إلى الإشارات الضوئية، وهي الدائرة والمعين والمربع.
أخي العزيز سليم، أرجو أن أكون قد توفقت في التوضيح.
مع تحياتي- فؤاد
|