عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 20/03/2014, 08h55
الصورة الرمزية احمدعلى
احمدعلى احمدعلى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:13006
 
تاريخ التسجيل: January 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 212
افتراضي رد: محاولة لشرح بعض الأغراض في القصائد المغناة بالأيكة الكلثومية

محاولة ضعيفة أيضا لشرح قصيدة سلوا قلبى

سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا" "لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا

تبدأ هذه القصيدة في سلاسة وهدوء ومثل كل القصائد العربية التقليدية فهي تنحو في مقدمتها منحى يتعلق بشؤون الفؤاد والنجوى والحيرة إزاء ما يجتاح القلب من الجسم، حسب الرؤية العربية له، من تقلبات وعدم استقرار. ولكن لم الشكوى والضيق من عضو في البدن لايأتمر بأمر العقل، ولا يسلك سلوك الرشاد وهو المتقلب، المتغير التابع للجمال والعاطفة.



وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ" "فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَومًا" "تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

هنا يبدأ شوقي بالتصعيد وياخذ بالقارئ في قوله ‘’الدمع’’ إلى الشعور بانه يكاد يبكي ويستفيد من حرف العلة ‘’الألف في ‘’الجوابا’’ للانتقال بالقارئ إلى درجات أعلى من الأجواء...


وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ" "هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا

فيعود إلى درجات أدنى وأهدأ للتمهيد إلى درجة أعلى في كلمة ‘’الضلوع’’ في البيت التالي حيث ينتقل بالقارئ إلى جنبات متعددة وكأنه يجول بك في الجوف وبين الضلوع، مصوراً رحلة القلب وفي موقعه وسط الصدر ومسبغاً عليه صفات الحركة والقيام بالتصفيق.


تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ:وَلّى" "وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ: ثابا

وَلَو خُلِقَتْ قُلوبٌ مِن حَديدٍ" "لَما حَمَلَتْ كَما حَمَلَ العَذابا

ثم يفاجئك بالإنتقال بالمعنى إلى التسليم إلى المقادير وإعطاء القلب العذر فيما يفعله وما يفعل به.
ويعطي لقلبه الوسيلة، بالقول بأن ما يحمله يفوق ما تتحمله من قلوب من حديد. هذا الانكسار ، والركون إلى الواقع والقبول بالأسوأ هو قبول بشري بضعف الإنسان أمام عواطفه وآماله التي لا تتحقق. فالمقادير هي السيدة، وقدرة الإنسان على الفعل محدودة.
وإن لم تقبل هذا الأمر ولازلت بعيداً عن التسليم فالبيت التالي كفيل بتحقيق الأثر. فليس أقدر على تبيان مأساة الإنسان كتتالي فقده للأحبة والأصدقاء. هذه هي المقدمة للموت، فموت المحيطين هو بداية موت الفرد والأصعب إن كان الموتى هم الأحبة والصحاب.




وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي" "كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا
فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي" "لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا
جَنَيتُ بِرَوضِها وَردًا وَشَوكًا" "وَذُقتُ بِكَأسِها شَهدًا وَصابا



هذا هو الدرس الأكبر، والنتيجة المستقرة في العقل، بهذا تبلغ القصيدة قمة عالية ربما فاقت القمة الأكثر شعبية والأكثر انتشاراً والمرتبطة بالبيت الذي اشتهرت به القصيدة وهو القول:

وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى" "أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اغتِصابا



ويليه البيت المتعلق بـ ‘’خلق الليالي’’ التحذير من الاغترار بالدنيا...
فبعد الحزن والتسليم والكمد الأبدي ينبري الشاعر في تنبيه يقرب من التهديد للمستمع بعدم الوقوع في المصيدة وعدم الانخداع بالمظاهر من هذه الدنيا القصيرة الفانية، التي لا تعطيك من المسرات إلا لتتبعها بالأحزان والآلام



وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي" "كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا
جَنَيتُ بِرَوضِها وَردًا وَشَوكًا" "وَذُقتُ بِكَأسِها شَهدًا وَصابا

هنا تتوقف الأمور كلها حيث يبدأ الدين فالحكم هو حكم الله ولا غير ذلك، والباب هو باب العلي القدير لا مدخل من غيره ولا مخرج من سواه.


فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللهِ حُكمًا" "وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا


ثم تختم القصيدة بالمديح النبوي في أجمل صوره

وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً" "وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا

وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى" "أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اغتِصابا

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي" "وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا


ولقد تداخلت حين برزت بالمعارك الوطنية التي كان يخوضها الشعب المصري حينها، واعتبرت الابيات التالية وخاصة (( وما نيل المطالب بالتمني )) الشهير بمثابة تحريض على الثورة ضد الإنجليز.


وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى" "أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اغتِصابا

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي" "وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ" "إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري" "بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا

فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ" "إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا
مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا" "فَحينَ مَدَحتُكَ اقتَدتُ السَحابا

سَأَلتُ اللهَ في أَبناءِ ديني" "فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا

وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ" "إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا


يقول الشاعر أبا الزهراء كناية عن نبى الله محمد ص قد علا قدرى بالمدح فيك بيد أن وه أمنية من الشاعر بأنه تمنى لو أنه ينتسب لرسول الله (ص)
مدحت علية القوم فأزداد قدرى بين الخلائق وعندما مدحتك يامحمد شعرت وانى قد أجتزت السحابا بالدعاء
وقد دعوت الله وسألته فى أخوانى فى الدين وإن كنت وسيلتى إلى الله يامحمد أجابنى
وليس للمسلمين سواك حماية من المهالك إذا أصابهم ضرا أو سؤا
رد مع اقتباس