عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 19/03/2014, 00h32
الصورة الرمزية سعود القويعي
سعود القويعي سعود القويعي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:446244
 
تاريخ التسجيل: July 2009
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 283
افتراضي رد: مجلة موسيقار الأزمان ( العدد الثالث )


حكاية الرحيل و... وداع الجسد



لرحيل موسيقار الأزمان روايتان احداهما الاشهر وهي كالتالي

بعيد عودته الى بيروت من زيارة طبيبه الانجليزي د/ جيبسون
وفي بيته بمنطقة اللويزه انتابته حالة الم شديد في صدره وجاء طبيب القلب اللبناني ابراهيم الحجار وبعد فحصه أمر بنقله سريعا الى مشفى الحايك رغم معارضة الموسيقار فقد سئم المستشفيات والاطباء والعلاج
وادخل يوم الاثنين في الغرفه ( 205 ) ووضع في العناية المركزه فقد توقفت كليتاه وامتلأ جسده بالماء علاوة على تضخم الكبد والقلب , وبقي الطب يجاهد لتخفيف ما أصابه , يوم الاربعاء ظهرت عليه علامات الصحة , لكنها كانت صحة خادعه , بل صحوة الموت , حتى كان يوم الخميس 26/12/1974م .

الساعة الرابعة عصرا كانت الى جواره خطيبته سلوى وكاميليا ابنة اسمهان وزوجها رياض جنبلاط ,اضافة الى اخوه غير الشقيق منير الأطرش .
استمع الى احدى حفلات اول همسه من اذاعة الأردن .
ثم اذيع آذان المغرب , فأخذ يدعو ربه وينادي : يارب
بعدها قال الموسيقار لسلوى : انا جائع وطلب منها مهلبيه وموزه
ناولته ملعقة صغيره من صحن مهلبيه , ولم يقدر على تناول اخرى , فقد بدأ يشعر بحرقة شديدة في معدته والم في صدره .


سارعت سلوى الى الهاتف لأستدعاء الطبيب بينما دنا منه رياض واخذ يرفعه لأعلا السرير , فقال الموسيقار :
انا متضايق يارياض انقذوني
سأله رياض : مابك ؟ بماذا تشعر ؟
فرد عليه الموسيقار من وسط المه وتعبه :
حرقان في معدتي , ارجوكم انقذوني .
دخلت الممرضة مسرعة بجهاز الأوكسجين ووضعته على فمه , فأبعده بيده وهو يصرخ بها : ابعديه عني , ارجوكم انا اختنق عايز اعيش ... عايز اعيش
ثم وجه كلامه لرياض :
يارياض ارجوك مدد قدمي على السرير مش قادر احركها .

ومد رياض يده اليمنى لقدم الموسيقار واخذ يحركها بينما اسند يده اليسرى الى رأس الموسيقار واخذ يزيحه الى الأسفل بهدوء , وفجأه انزلق رأس الموسيقار واصطدم بأعلا السرير , في لحظة وصول الدكتور ابراهيم ومساعديه , واخذوا في تدليك قلبه وجسده كهربائيا ولمدة 45 دقيقه بلا امل, فقد كان الموت اسرع .


توفي الموسيقار قبل دخول الطبيب بدقائق قليله .

كان فؤاد في الكويت سافر الى هناك لحظور ليلة رأس السنه مع بعض اصدقائه وجاء مسرعا اثر تلقيه الخبر , اما دنيز فكانت في المطار تبحث عن احدى حقائب الموسيقار التي تأخرت ضمن عفش الطائره .
وتم نقل جثمان الموسيقار الى بيته تمهيدا لأجراءات نقله الى مصر .
هذه هي الرواية الأولى والمعروفه

الرواية الثانيه تقول :

ان الموسيقار توفي بمنزله في بيروت , وان فؤاد كان حاضرا , وانه لحظة وفاته كان نصفه الأعلا على السرير وقدماه على الأرض , مما يعني ان النوبة فاجأته وهو يجلس على حافة السرير , وغرفته التي كان فيها مكونة من سرير ودولاب , ومجموعة قليله من الكراسي والطاولات الصغيره فوقها بعض الآلات الموسيقيه , والعديد من الكتب متناثرة على الأرض معظمها عن الموسيقى, ومما يذكر في هذه الرواية ان عود الموسيقار وجدوه محطما وان الموسيقار بنفسه حمله غاضبا يائسا , وضرب به الحائط , لأمر في نفسه لايدريه الا هو ! ربما كان يودعه متيقنا انه لن يعزف عليه مرة اخرى .

الأقرب هي الرواية الأولى , لكن لماذا تم نقله الى بيته , هل لأبعاد الصحافيين عن تصويره ميتا ؟ بدليل توافدهم على بيته مع مجاميع الفنانين , ومنع فؤاد الجميع من الدخول بكل غلظه .

متى حضر فؤاد من الكويت وباشر حراسته
ومن امر بنقله وله الحق في هذا ؟
ولماذا تمت مراسم تجهيزه بمنزله وليس المشفى ؟

مانعلمه انه لم يسمح لأحد برؤية الموسيقار بعد وفاته سوى مجموعة مكونه من الطبيب كاتب شهادة الوفاه , وممثل الدوله اللبنانيه الذي ينهي اجراءات ترحيل النعش الى مصر , ومن قام بإجراءات ختم التابوت بالشمع وتأمينه .
قال فؤاد في حينها في تسجيل صوتي انه منع الجميع من رؤيته لأن لون بشرة الموسيقار تغيرت واصبحت داكنه نتيجة الفارق الزمني بين موته ولحظات المنع , وهذا يدل ان الموسيقار توفي في المشفى , واخذ بعض الوقت الى ان حضر فؤاد من سفره ونقله الى بيته بعيدا عن عيون الفضوليين وعلى راسهم الصحافيين , فالفقيد شخصية عامه والسبق الصحفي الذي تفوز به أي صحيفة مشفوعا بالصور حتما سيميزها ويرفع مبيعات ذلك العدد .
هذه روايتان والأصح هي الأولى , لكن الحقيقة في النهايه ان موسيقار الأزمان غادرنا جسدا , لكنه يبقى بيننا نغما يكذب خبر موته مانسمعه ونشاهده كل يوم عبر الأثير المرئي والمسموع .

رحمه الله رحمة واسعه



رد مع اقتباس