بشارف مقام الشوق أفزا
وأهمها وأشهرها هو بشرف الشوق أفزا للطنبوري نعمان آغا
مع أهم التسجيلات لهذا البشرف ..
بشرف الشوق أفزا للطنبوريّ نعمان آغا 1750 - 1834
يتألف هذا البشرف البديع , والذي يمتاز في مكنون صَدَفاته بجوهريِّ العَبق القديم , والنكهة العثمانيّة المميّزة
وهو من أشهر بشارف هذا المقام وأنفسها , وأكثرها طروقاً حال الغناء والعزف , سواء كان ذلك في الفصول التركيّة
أو في الغناء الشرقي أو بما يعرف بقوالب الساز لارا , أو الساز أسار لار , , أو ضمن الكلاسيك كورسّ
وهو نوع من أنواع التقديم التركي للغناء والقالب الآلي معا ويتشابه مع الفاصل التركي في نقاط ويختلف معه في نقاط أخرى وهذا اسمه Turk sanat muzıgı korosş
وبالجملة فهذا البشرف هو المقدّم والأوّل , وعليه القصد والمعوّل
وما أعلمه من بشارف الشوق أفزا هو هذه البشارف , وكلها لملحنين أتراك حصراً وهم
1 - بشرف الشوق أفزا لنعمان آغا وهو هذا الذي بين أيدينا
2 - بشرف الشوق أفزا لأرول بينغول وهو موقع على ميزان الدور الكبير
والمرقم بمقياس 28\4
3 - بشرف الشوق أفزا للنيازين رشيد أفندي وهو موقع على ميزان الدور الكبير أيضا
والمرقم بمقياس 28\4
4- بشرف الشوق أفزا لدونازتي باشا وهو موقع على ميزان الدور الكبير أيضاً
والمرقم بمقياس 28\4
5- بشرف الشوق أفزا لروشتو أريش وهو موقع على ميزان الدور الكبير أيضاً
والمرقم بمقياس 28\4
6- بشرف الشوق أفزا لكرا محمود أوغلو وهو موقع على ميزان نادر وهو إيقاع ( فيرانجي فار ) والمرقم بمقياس 28\4
7- بشرف الشوق أفزا للملحن فريد سيدال وهو موقع على ميزان الصوفيان 4\4
ومعنى النيازين , أي الناياتي , وهو من يعزف على آية النّاي التركيّة
ويتألف بشرف النعمان آغا هذا من أربع خانات عذبة وجميلة يتخلل بينهما التسليم وذلك ضمن الخانة الأولة والثانية والرابعة فقط وبنغم عجميّ جميل , أما الخانة الثالثة فقد استهلكت لوحدها طقما كاملا من الميزان الإيقاعي ومن غير أن يتضمن ذلك تسليم , بل قفزت من فورها إلى الخانة الرابعة , وهو أمر غريب حدوثه في البشرف
وهذا يعني أن الخانة الثالثة والرابعة هما متصلتان مع بعضهما البعض ومن غير العودة لأي تسليم , ونخلص من هذا إلى أن البشرف لا يحتوي بخاناته الأربعة سوى ثلاث تسليمات فقط , عندما خلت منه الخانة الثالثة , وهذا من غرائب تلحين وصناعة البشارف , والخروج به عن عن طور المألوف
وبما أن الميزان الإيقاعي هو طويل النفس , وواسع الخطا , فقد استغرقت كل خانة منه , طقما كاملا
بمعنى أن ميزان التسليم والخانة قد شكلا طقما كاملا معا ومن ضمنها التسليم 96 زمن من علامة النّوار
أو بما يعرف بالمصطلح العربي بالعلامة السوداء
دائرة العمل في هذا البشرف
سنجري الحديث حول هذا البشرف وفي خاناته الأربع وضمن والإشارة فيه إلى مواطن التحرير وبالدقائق والثواني
وضمن هذه الأسطوانة التركية النادرة , كيما يتسنى للمتابع الدارس فهم كل ما يقال, وربط كل ما يدور من حديث حول البشرف , بهذا التسجيل
فأقول وبالله المستعان :
لو دققنا في التسجيل وضمن العزف لهذا البشرف سنجد مدار اللحن على مقام الشوق أفزا قد سار على النحو التالي
الخانة الأولى والتسليم :
يبتدئ عمل اللحن في الخانة الأولى
من صوت الفا قافزاً إلى صوت الكردان ( جواب الدو ) ومن غير الطروق لعمل حجاز مصوّر على الكردان ومن ثمّ ليدور اللحن فيما بين هاتين الدرجتين
وليعمل حجازاً مصوّرا ومرتكزاً على صوت ( الفا ) من بعدها , والذي هو قرار ( حجاز كار الفا ) طبعاً , مع ملامسة صوت ( المي ) والذي هو بمثابة حساس حجاز ( الفا ) ذاك
وكلُّ ذلك بما يشكّل بالجمع ( الجنس الأعلى ) لمقام الشوق أفزا
ثم يمهد للتسليم بهبوطه رويداً رويداً للإتيان بالجنس الأدنى والثاني للمقام وبطريقة القفل بجنس العجم بعد أن يتلاعب بين تلك النقاط الثلاث
حجاز الفا وحساسه وصوت الكردي مختتماً هبوطه بقراره لعجم العشيران
ونلاحظ مدى جمالية التسليم ورشاقته وهو يظهر لنا عبق العجم الجليل والخاشع وبحركة لهو راقصة ومفرحة ولذيذة
*التسليم كان في بداية 43 ثانية وحتى الدقيقة الواحدة والأولى من بداية التسجيل وما قبل ذلك من الزمن فقد كان لبداية الخانة الأولى للبشرف
اختار نعمان آغا القفل والتسليم في بشرفه ولمقام الشوق افزا من شخصية العجم عشيران والإنتهاء به ولم يكن الإختيار من الطريق الثاني للمقام وهو الإنتهاء والقفل بالنو أثر والمصور على درجة السي بيمول
الخانة الثانية والتسليم :
جاء العمل في الخانة الثانية ووفقاً للقواعد القديمة في بنائها وهو السير فيها وضمن قرارات المقام بداية ومن ثم المتابعة في مناطق الوسط للمقام ومن غير الإقتراب للأصوات الحادة للطبقة إلا بملامسة خفيفة للحجاز المصور على درجة الكردان , ومن ثم العودة للمناطق الوسط لاستلام التسليم من بعدها
كل ذلك جاء وضمن جمل لحنية فتانة أخاذة , لا تقلّ روعة عن سابقتها من الخانة الأولى
ابتدأت الخانة الأولى في الدقيقة( 1, 1 ثانية ) وحتى( 1, 44 ثانية ) وليأتي التسليم مرة ثانية من ( 1, 44 ثانية ) وحتى الدقيقتين (2دقيقة ) من التسجيل وتنتهي معه بذلك الخانة الثانية والتسليم
الخانة الثالثة فقط ومن غير تسليم :
ابتدأت الخانة الثالثة ومن المناطق الجوابية الحادة وكما هو معهود ومعروف عند أرباب وصناع البشارف وذلك باللعب ضمن أصوات المحير ( جواب الري ) وملامسة أصوات العجم والهبوط رويداً رويداً إلى قرارات المقام .
وهناك تقطيعة موسيقية جميلة جداً , وردت في الخانة الثالثة تلك وتحديداً عند الدقيقة ( 2, 31 ثانية ) ذكرتني ببداية تسليم بشرف العجم كردي للمعلم اسماعيل حقي بك , حيث تشابهت معها بنفس الفكرة والسياق والتقطيع
بالنسبة لزمن التسجيل وللخانة الثالثة فقد ابتدأت من ( 2دقيقة 1 ثانية ) وانتهت في الدقيقة الثالثة ( 3 دقيقة ) تماما ومن غير إيراد للتسليم في ضمنها , بل انتقلت من فورها للخانة الرابعة .
الخانة الرابعة مع التسليم :
ابتدأت الخانة الرابعة في بداية الدقيقة الثالثة وهي تجمع في سير ودائرة اللحن بين قرارات المقام ووسطه ومناطق الجوابات الحادّة فيه
وكما هو متعارف عليه في بناء الخانة الرابعة
وانتهت تلك التضمينات في ( 3 دقيقة و 38 ثانية )
وليأتي من بعدها التسليم فيما تبقى من زمن التسجيل حيث ينتهي في
(3 دقيقة و 58 ثانية ) وينتهي من بعدها هذا البشرف الأسطوريّ الجميل , ذو النكهة الكلاسيكية البحتة , والملامح القديمة المعتّقة
وفي المرفق التسجيل الكلاسيكي والنظيف للبشرف كاملا مع إرفاق لصور النوطة وصورة للطنبوريّ نعمان آغا