عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 10/03/2014, 22h16
رضوان حسن عبد الحليم رضوان حسن عبد الحليم غير متصل  
مواطـن مسـاهم
رقم العضوية:502847
 
تاريخ التسجيل: mars 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 255
افتراضي روائــــــــــــــــــــــــــــــــع عربيـــــــــــــــــه

تناولت فى المقاله السابقه بعجالة قصيدة الأطلال من حيث التجربه الشعريه و قلت أن عنصرى التجربه الشعريه وهما العنصر الفكرى بما يشمله من الفكرة و الوجدان و العنصر التعبيرى بما يشمله من عناصر اللفظ و الصور البلاغيّه و الموسيقى واضحان تماما بالقصيدة و الآن إلى شئ من التفصيل :
العنصر الفكرى :
الفكرة : كما قلت سابقا هى واضحة و جليّه فى كل شطرة فانظر الطرح العام للقضيه فى أول شطره من أول بيت ثم انظر كيف يتكرر الطرح فى كل بيت بل فى كل شطره من القصيدة
يافؤادى رحم الله (لا تسل أين )الهوى أى أنّه كان حبا و انتهى ثم تتكرر نفس الفكرة فى الشطره الثانيه أو توضحها كان صرحا من خيال فهوى ثم يعود فى البيت الثانى ليؤكد الفكرة و يبرزها إسقنى و أشرب على أطلاله و الأطلال هو أثر لشئ تولّى و أندثر ثم يعاود التأكيد على المعنى وأرو عنّى طالما الدمع روى إذن كل شطرة تؤكد نفس المعنى أن هذا الحب العظيم انتهى و تحطّم وأنّه كان خيال ، و على هذا تبدو وحدة القصيدة واضحة جليّه فالفكرة واحدة وتتوالى الأبيات لتؤكد نفس المعنى أو تشرح هذه الفكرة .
اما الوجدان فيبدو أن شاعرنا الرقيق عاش قصة حب ملتهبه عظيمه صادقة كابد فيها من الأشواق ما كابد وعانى من الوجد ما عانى وعلى قدر ما كابد وعانى و التهبت مشاعرة صاغ هذة الأحاسيس و المشاعر فى قصيدة جميله كتب لها صـدقُة فى مشاعرة و أحاسيسه الخـــلود لهذه القصيدة .
العنصر التعبيرى :
ويشــمــل كــمــا قــــلــنا الألفـــــــــاظ و الصور البلاغيه و المــوســــيــقى
الألفــــــــــــــاظ كما قلنا أن كل لفظه فى القصيدة أختيرت بعناية حتى لتبدوا وكأنها اللفظه التى لاغنى عنها فى هذا الموضع و لا يمكن تغييرها و دلّلنا بألفاظ البيت الأول
يافؤادى رحم الله الهوى ... كان صرحا من خيال فهوى
وانظر الى الهوى فى آخر الشطر الأول وآخر الشطر الثانى فالكلمة واحدة و لكن المعــنيان مختلفان فالأولى هى الحب و الغرام أما الثانيه فهى السقوط و الإنتهاء وانظر إلى أسقـنى و أشرب فـفـيهما ترادف جميل أكّد المعنى ووضّحه كذلك فى الشطر الثانى من هذا البيت وارو عنى طالما الدمع روى وإن كان هناك بعض النقاد الذي لم يعجبهم تشبيه الحسن و الجمال على شدته بظالم الحسن وصف النور بالنذير و فجر الهجر بالحريق فى قوله
وَإِذَا ٱلنُّــورُ نـَذِيــرٌ طَـالـِعٌ ....... وَإِذَا ٱلْفَـجْـرُ مُطِــلٌّ كَٱلْحَــرِيقْ
وانظر إلى كلمات بنينا خيال هل رأيت هذا الخيال الذى يُبنى ثم كلمات مشينا تثب عدونا هل كان هذا تدرجا فى الحب ففى الأول عندما تعارفوا و التـقـوا مشوا ثم ذاد الحب شيئا فـبدأوا الوثب ثم وصلوا إلى منتهى الحب فـانـتهـو إلى العدو ثم انظر الى التضاد الجميل فى الساهر الذى من كــثـرة سهـره يـغـفـوا.
الصور البلاغيه :
وهى كما قلت كثيره جدا جدا فكما استشهدت فى المقاله السّابقه بالشطر الأول من البيت الأول رحم الله الهوى وقد صوّر فيها الحب بإنسان ميت و حذف الإنسان الميت و أتى بصفة من صفاته و هى الرّحمة فى إستعارة مكنيّه جميلة كذلك فى الشطر الثانى تشبيه جميل كان الهوى صرحا من خيال وهو الحب .
و للحديث بقية إن شاء الله .




رد مع اقتباس