رد: كتاب العادة للشيخ أحمد الوافي
2
الكتاب أولا أو في مصالحة القارئ مع عصره
إن الاهتمام بتطوير علاقتنا بالمتلقي يفترض أن نهتم بالكتاب ذاك الذي يعدّ مدخلا أساسيا للقراءة والتأويل.لقد استفاق الباحث ” هشام بن عمر” على هذا الهم فتوجه نحوه لاستبدال الواقع السيء بواقع أحسن.
ولعل ما يعانيه الفرد التونسي العربي من ضعف في الاهتمام بالكتاب يؤدي بنا إلى الانتباه لهذه الظاهرة السلبية داخل واقع مجتمعنا المعرفي و الفني والثقافي: “إن الإحصائيات أثبتت أن العربي يقرأ 4 صفحات في السنة والتونسي يقرأ 3 دقائق في اليوم ويقضي 3 ساعات أمام التلفاز وهو ما يستوجب إعادة النظر وتدعيم علاقة القارئ بالكتاب” .لعله ذاك المجتمع الذي ما خرج عن الأسس المقدسة لتاريخ شفوي لا يعترف بتغير الأحوال والوقائع.إن الواقع العربي برمته يعاني من هذا الإحراج حيث تصبح القراءة للكتب لعنة.
إن “هشام بن عمر” جسد ذاك البحث عن متلقي آخر لأنه انخرط في حداثة أخرى يقتضيها ذاك الوعي الآخر بالحضارة العربية في عمق احتفائها بالحرف والتراث والفنون حيث المخطوط و الغناء والطرب فيتأسس القول المحتفي بالمعنى حيث عمق التواصل
و التجريد .
|