[سعود القويعي]

الصراع المفتعل بين موسيقار الأزمان وعبد الحليم حافظ

منذ صعود نجم العندليب مع انطلاقة ثورة 1952م واحتظان الشعراء والملحنين لموهبته , ووضعه في منافسة غير متكافئه مع موسيقار الأزمان لغاية في انفسهم , كون الموسيقار هدد عرش عبد الوهاب وتقدم الصفوف على انداده من الملحنين , واصبح شمسا تنير سماء الفن , وللأسف ان هذا الأحتظان تسبب في ايذاء نظراء عبد الحليم الذين ظهروا معه او بعده بقليل امثال محمد رشدي ومحرم فؤاد بينما بقي الموسيقار في صعود وثبات لاينكره عليه الا جاحد او جاهل او ذي مصلحه , ورغم ان عبد الحليم نشأ يتيما وعاش فترة في ملجأ ايتام وعانى من الظلم والشتات والتهميش , وكان الأولى ان يترك هذا تأثيرا عليه لأنه عرف معنى الظلم والخطأ , لكنه بسبب الهاله اللحنيه والاعلاميه التي انبثق منها شخصه , وصل به الأمر ظاهريا على الأقل ان يعتبر نفسه منافسا للموسيقار في ميدان الفن , رغم علمه بالفارق الكبير بينهما زمنيا وقيمة فنيه مختلفه غير متكافأه , ووصل الأمر بخياله ان اخذ على نفسه ان لايغني لحنا للموسيقار !, فهو يرى في ذلك انتقاصا من قيمته الفنيه ان يغني له لحنا !
بينما هو يعلم يقينا ان لحن للموسيقار سوف يجنح به الى سماء المجد , ويدخله في حسابات مع والده الروحي عبد الوهاب فخسر بذلك نجومية تجعله من الخالدين , رغم قيمة من ساندوه ودفعوا به امثال مصطفى امين وعبد الوهاب وصلاح جاهين , فقدموا له الألحان والقصص ولونوا افلامه , وغمروه بالدعايه , واوصلوه الى مكتب عبد الناصر , فرأى في نفسه فلتة زمانه فأخذ الخطأ منه مأخذه حتى على ام كلثوم !
لكن ام كلثوم وضعته في حجمه الطبيعي فجاء اليها راكعا مستسلما يقبل يدها ويبدي الندم , لكنه مع الموسيقار الأمر بالنسبة اليه مختلف , فيدلي احيانا بتصريحات لاقيمة لها بعد ان اوهمه منافقيه ومنتفعيه بأنه اعظم من موسيقار الأزمان الذي لايتعدى كونه وافدا من الخارج .
هذا هو موسيقار الأزمان وهذا هو عبد الحليم الذي وصل به العيب الى مهاجمة جمهوره الذي دفع له قيمة التذكره وجاءه مستمعا .