رد: مشاركات خارج موضوع طلبات النوتة
أستاذ عادل بعد التحية :
في ردك الكريم فيما يخص علاقة الفن بالسياسة لفت انتباهي بعض الأفكار و أريد أن أناقشها :
أولاً : الدين الإسلامي ليس مجرد عقيدة روحانية مجردة (للأسف ليس كذلك) بل هو منهج سياسي و اجتماعي و اقتصادي ، و بالتالي مصطلح الإسلام السياسي ليس غريباً أو طارئاَ ، فالتاريخ الإسلامي مليء بالحروب و الفتوحات ( الاحتلال ) و المعاهدات و الاتفاقات ذات الطابع السياسي و حتى القرآن الكريم و السنة النبوية مليئة بالأفكار السياسية ، وفي هذا يتقاطع كثيراً مع الدين اليهودي ، أما المسيحية فتكاد تكون منهج أخلاقي مرن أكثر منه عقائدي إذا ما استثنينا بعض المعتقدات و الواجبات الدينية.
ثانياً : فيما يتعلق بقناة العربية فالمسألة نسبية فهي شريفة عند جلّ المصريين و العكس صحيح فيما يتعلق بسوريا مثلاً أو العراق، فهي قناة فتنة عند البعض و قناة حق و عدالة عند الآخرين .لكن بنظرة حيادية لهذه القناة و انطلاقا من حقيقة تمثيلها للأسرة المالكة السعودية و التي تحكم بلداً يعد المنبع الرئيسي للأفكار السلفية المتطرفة ،فهي من حيث المبدأ لا تستحق هذا التوصيف الذي أطلقته عليها .
ثالثاً : اثار استغرابي قولك بأنك لن تستمع إلى فنان لا يحب الفريق عبد الفتاح السيسي ! عندما حصل انقلاب عسكري في مصر 1952هل عزف الناس عن سماع أم كلثوم باعتبارها مطربة العهد الملكي البائد ! هل على السوريين أن يختاروا بين الاستماع إلى ميادة أم أصالة !هل نتهم غيرنا بالتعصب لرأيه و ننسى أنفسنا .
رابعاً : اسمح لي أن أبدي رأيي فيما يتلعق بما يحصل في مصر: الأخوان المسلمون فشلوا فشلاً ذريعاً في قيادة البلاد و من حق الشعب أن يثور عليهم ، و ما فعله الفريق عبد الفتاح السيسي مبررٌ إلى حد ما ، لكن أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية فهذا انقلاب على الديمقراطية الوليدة في مصر ( انقلاب أبيض ) و أعتقد من الأفضل أن يترشح رئيس مدني فمصر متخمة بالعقول النيرة و الشخصيات القيادية . المشكلة أن شعوب هذه المنطقة لم تصل إلى نضج سياسي كافي لتحديد مصيرها وما زالت محكومة بعقل جمعي لا يرأى رئيس الدولة إلا بزي عسكري أو بزي ديني ...
لكن في النهاية إن كان هناك خيارين لا ثالث لهما فالحكم العسكري أفضل في هذه المرحلة من تاريخ مصر .
عذراً على الإطالة وتقبل تحياتي و أمنياتي للشعب المصري بالخير و الازدهار في كل اختيارته .
|