عرض مشاركة واحدة
  #272  
قديم 25/12/2013, 14h32
الصورة الرمزية محمد حكيمة
محمد حكيمة محمد حكيمة غير متصل  
مواطـن مسـاهم
رقم العضوية:39598
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 73
المشاركات: 171
افتراضي رد: نـعـمـة

لاحظت وأنا أتصفح عناوين أغاني نعمة في حرف اللام أن أغنية ( ليعتني بشد الهوى يا دوجة ) قد نسبت للشاعر عمر بن سالم. وللتاريخ أردت أن أصحح هذه المعلومة فأقول :
كثيرا ما تبدأ شهرة قصيدة أو أغنية في البوادي والأرياف وبصفة عامة في الأوساط الشعبية وتغنى في المزارع وتحت بيوت الشعر وعلى قمم الجبال بدون آلات موسيقية أو بآلات بسيطة (كالبندير والدربوكة) وحتى بالنقر على آنية أو علبة طماطم. وعندما تبلغ شهرتها جميع الآفاق وتصبح حديث حفلات الأعراس والختان والحج يتلقفها الموسيقيون ويلحنونها أو يقننون لحنها الأصلي ليطوعوها للآلات العصرية المعقدة ليغنيها أشهر الفنانين كالشيخ العفريت أو حبيبة مسيكة أوصليحة أونعمة أو خميس ترنان أو محمد النوري.
وكان من بين الفن الشعبي المعروف والشائع في البوادي والأرياف ما يعرف بالغنيا وهو فن يعتمد في العرس والختان أو في فرحة الذهاب للحج ( التشويق ) وتعتمد السهرة على فنانين رئيسيين (الغناي ) كل فنان يرد عليه من ورائه مساعدين إثنين (السعفة ) أو (الزعفة )حسب نطق الجهات. وقد يتطوع أخد الهواة بطريق في الغناء ليريح الفنانين الأصليين. ومما يشترط في القصيدة في منطقة الساحل أن تكون مطبوعة يذكر فيها الشاعر في ٱخرها اسمه ونسبته وتسمى " الكبة ". (انظر في موقع سماعي : " فن الغنيا في أفراح الساحل التونسي"
ومن ٱشهر شعراء مثل هذه القصائد في أواسط القرن التاسع عشر في عهد أحمد باي الشعراء أحمد بن موسى وملاك والعربي النجار.ومن بعدهم بقليل أحمد البرغوثي والميساي وبالقاسم. ثم في بداية القرن العشرين عبادة وشبيل الجبراني وأحمد الشاوش وصولا إلى محمد الصغير ورجب القربي.
ومن القصائد التي اشتهرت في أواسط القرن التاسع عشر هذه القصيدة موضوع مداخلتي هذه ( ليعتني بشد الهوى يا دوجة ) فقد نظمها الشاعر الغمراسني الأصل وابن العاصمة سكنا ووفاتا وأشهر الملازمين لأحمد باي ' أحمد بن موسى ' والمتداول شعبيا قبل أن تغنيها نعمة بعشرات السنين أن أحمد بن موسى نظمها للباي نفسه ليقدمها هدية لزوجته دوجة..
والقصيدة مثبتة شعبيا لأحمد بن موسى وليس لعمر بن سالم ومثبتة أيضا في ديوانه الذي طبعته الدار التونسي للنشر سنة 1989 .والأهم من كل ذلك " الكبة " التي تختم بها القصيدة كاملة ( نعمة تغني منها مقتطفات ) التي يقول فيها الشاعر مثبتا نسبة القصيدة له :
سلامي نايا *** غنيت على دوجة سبايب دايا
بن موسى ظاهر شيخ ع الغنايا *** ساكن قصر عالي صعيب دروجة
وختاما وللتاريخ أيضا فإن قصيدة من فراق غزالي التي غنت منها صليحة جزءا يسيرا هي أيضا مرت بنفس المسيرة فقد نظمها شاعر من مدينة المكنين عاش في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين واسمه أحمد الشاوش واشتهرت في الأوساط الشعبية وفي الغنايا قبل أن تغنيها صليحة. ويقول في كبتها
ما تنساوش *** صاغ المعاني احمد ولد الشاوش
ليه القدر محال كان يتهاوش *** بلادو المكنين يا للي تصغالي
ولي تسجيل فيديو للقصيدة في صيغتها التقليدية من أداء المرحوم الحاج محمد مازيغ يعاونه كسعفة عمر التايب وعلي الكريمي وحمادي بالحاج وذلك في تظاهرة كبرى للشعر الشعبي في دار الثقافة ابن خلدون سنة 1984 .
نفس المسيرة أيضا مرت بها قصيدة " يا فاطمة بعد النكد والغصة " قبل أن يغني جزءا منها الشيخ العفريت. والأن لا أستحضر شاعرها ولكن غناها كاملة وبنسبتها لشاعرها الشاعر والغناي المعروف في الساحل وفي إذاعة المنستير وتلميذي وابن مدينتي ' البشير بكار ' وحضرت أنا بنفسي الحفلة في أحد أعراس أقاربي منذ عامين. وبمجرد رجوعي لمدينتي سأخذها منه وأمدكم بها.
وسأمدكم بالثلاث قصائد كاملة وموثقة لأصحابها من خلال ( الكبة ) فيها حالما تفتح في الموقع التحميلات.
محمد عامر حكيمة ( الناصر )

رد مع اقتباس