عرض مشاركة واحدة
  #165  
قديم 22/12/2013, 20h26
الصورة الرمزية أحمد الجوادي
أحمد الجوادي أحمد الجوادي غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:625469
 
تاريخ التسجيل: February 2012
الجنسية: عربي
الإقامة: السويد
العمر: 73
المشاركات: 692
افتراضي رد: الجمل الموسيقية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة armendo مشاهدة المشاركة
الأستاذ الجليل والفنان الجميل احمد الجوادى

الحقيقه انا لدى تساؤلين تعليقا على مقالك الجميل الذى اشكرك عليه اولهما:

ما السبب الذى يجعل ملحنا لحن كلمات الأغنيه كامله ان يطلب من ملحن آخر كتابة المقدمه الموسيقيه للأغنيه؟,وانا اتفهم ان يلجأ الى موزع لأن التوزيع علم منفصل تماما عن التلحين اما ان يلجأ الى ملحن آخر لكتابة المقدمه وهذا ما لا استطيع تفهمه .

ثانيا:هنا لابد لى ان اتساءل عن مدى اهمية المقدمه الموسيقيه للأغنيه عند تلحينها وهل هى مجرد قطعه موسيقيه منفصله عن سياق الأغنيه وما يربطها بالأغنيه فقط لازمه دخول مكونه من ثلاث او اربع جمل من نفس مقام الكوبليه ليقوم المطرب بالغناء وكما تعلم ان هناك الكثير من الأغانى مقدمتها الموسيقيه هى فقط عباره عن جملتين من الكوبليه الأول .

ام ان المقدمه الموسيقيه للأغنيه يجب ان تكون من صميم نسيج الأغنيه ككل وان تكون معبره عن الجو العام للأغنيه وما تحتويه من مشاعر واحاسيس وتكون الأغنيه بكاملها وحده واحده.

مع ارق تحياتى وعميق احترامى

احمد (ارمندو)
أخي وصديقي الغالي الأستاذ احمد (ارمندو) المحترم

أشكرك من الصميم على أسئلتك الهادفة.

مع شديد أسفي فهذه هي الحقيقة المرة التي نعيشها الآن في ميدان الموسيقى والأغنية العربية.
ما هو متعارف عليه أن يرسل الملحن الأغنية بصوته وبدون مقدمة أو لازمة للموزع، والموزع عادة يقوم بالمهمة أي أنه يضع المقدمة واللازمات وما تبقى من لوازم التوزيع وطبعا يكون ذلك بحسب رؤية وكفاءة الموزع.
يؤسفني أن اقول بأن الكثير جدا من موزعي اليوم هم لا يعرفون النوتة بل فقط يعرفون كيف يتعاملون مع الأورج بحرفية، وهذا ما يؤهلهم لأن يكونوا موزعين، لكنني لا أعمم فمثلا صديقي وأخي الصغير الموسيقار المعروف يحيى الموجي درس دراسة أكاديمة عالية جدا في نفس الكونسيرفتوار الذي تخرجت أنا منه وتخرج بعدي بحوالي أربع سنوات، مثل الأستاذ يحيى وأمثاله كثر طبعا يكونوا ملمين بقواعد الهارموني والنظريات والأوركستريشن. لكن الباقي وهم كثر لا يعرفون شيئا عن هذا.

أروي لك قصة طريفة أذكرها منذ الثمانينات حينما كنت في عمان/ الأردن:
كنا نسجل مجموعة من الأغاني فيما يسمى وقتها (كاسيت) لأحد أكبر المغنين في استوديو في عمان، وإذا بي أفاجأ وأنا في الاستوديو وأثناء العزف بأن المقدمة الموسيقية مأخوذة بالضبط من أغنية تركية.
بعد التسجيل سألت الموزع والذي هو صديق مقرب جدا لي: لماذا أدخلت هذا اللحن التركي في الأغنية؟
رد علي قائلا: أنا متعمد أن أفعل ذلك.
أظن أن هذه القصة تعني الكثير.

كما كتبت في مشاركتي حينما كنت في العراق كان الملحن يعطيني اللحن كاملا مع المقدمة واللازمات وغير حتى أنه كان يحاول أن يتدخل ويطلب مني أي نوع من التوزيع أن أكتب.
أغلب الملحنين الكبار كانوا يأتون بي بالنوتة مكتوبة بخط يدهم، إلا ما ندر، أذكر ذات مرة أن أحد الملحنين الكبار وهو ملحن قديم جدا وقد لحن لناظم الغزالي وهو عازف كمان ممتاز، طلب مني أن أكتب له نوتة أغنية مستعجلة سنسجلها في اليوم الثاني، لكن بدون توزيع، وفعلت ذلك في الإستراحة.

لا أخفي عليك فلدي عدد كبير جدا في الإذاعة العراقية من الأغاني التي قمت أنا بتوزيعها، لكن ما بقي لدي هو عدد قليل جدا من هذه الأغاني. سألت قبل فترة عن التسجيلات التي كنا نسجلها في تلفزيون الموصل حيث أننا كنا نسجل أغنيتين كل أسبوع على أقل تقدير، سألت مدير الموسيقى السابق في الإذاعة عن هذه الأغاني، فرد علي قائلا:
مع شديد الأسف فقد دخل الغوغائيين لمبنى الإذاعة والتلفزيون وسرقوا كل الأشرطة، وكانوا يسحبون الأشرطة وراءهم مثل اللعب!!! شيء أزعجني للغاية. تصور أن يضيع المئات من أعمالك بهذه الطريقة الهمجية.

المهم عودة لأسئلتك

لقد كتب الأستاذ عادل جملة غاية في الأهمية:

اقتباس:
دايما الملحن الكبير اللى عايز يوصل رسالة ما فى الاغنية...إلخ
فعلا الملحن المحترم لا يقبل بأن يتدخل شخص آخر في لحنه بتاتا إن كان يحترم عمله ويحترم فنه.

بالنسبة للمقدمة الموسيقية للأغنية يجب أن تكون متناغمة تماما مع الأغنية وحتى لو أن الموزع هو من وضعها عليه أن لا يحسس أو يشعر السامع بأن هناك فرق بين المقدمة والأغنية، وأن ينساب اللحن بدون أي فجوات.
لوأعدت سماع الأغنية الكردية التي وضعتها سابقا وهي في الرابط أدناه، ستجد أن المقدمة بدأت بعيدة بعض الشيء عن لون الغناء، لكنني شيئا فشيئا وقبل التمهيد للغناء بدأت أقترب من لون اللحن الأصلي لكي لا تحصل فجوة، حتى أنني استخدمت صوت آلة تركية (الكمنتشة) لكي أوحي بالمنظقة الجغرافية وأن لا أبتعد عن إقليم كردستان وحتى أن الأسلوب التركي كان معششا على آخر جملة، ولاحظ البارين الأخيرين قبل الغناء وكأنهما ينتظران المغني لكي يغني، وأيضا لاحظ بعد نهاية غناء المذهب كيف أن الموسيقى تبدأ بسلم وبلون آخر من الموسيقى وتعمدت أن يكون فيه بعض الحداثة، ولاحظ أيضا يوجد سولوين للكمان تعمدت أن يكون الأسلوب مغايرا بعض الشيء عن سابقه لكي أقترب شيئا فشيئا من الأغنية الأصلية ولاحظ تسليمي للكوبليه، لقد استخدمت نفس هذه الموسيقى ثلاث مرات، في الكوبليه الثاني لكن مع اختلاف بسيط في سولو الكمان الأول، واستخدمت نفس اللحن في نهاية الأغنية، ولاحظ اللازمات الاعتراضية التي تتخلل الغناء، ولاحظ أيضا مجموعة الكمانات التي تعزف أوكتاف مع المغني:

https://vimeo.com/82477493

بالمناسبة أقول سر لا يعرفه إلا القلة، كل شيء في هذه الفيديوات وأقصد التراكات هو من صنعي، أي لم يكن معي في الأستوديو أي شخص آخر سوى كماني وكومبيوتري!

كذلك فعلت في أغنية يابا يابا والتي هي للملحن المعروف رضا علي.
الأغنية الأصلية لرضا علي لم يكن فيها مقدمة موسيقية حالها حال أغلب الأغاني العراقية في ذلك الوقت، حيث أن المقدمة هي ذات لحن الأغنية، هذه هي الأغنية الأصلية:

‫ظٹط§ط¨ط§ ظٹط§ط¨ط§ ط´ظ„ظˆظ† ط¹ظٹظˆظ† - ط±ط¶ط§ ط¹ظ„ظٹ Iraqi Song - yaba yaba‬‎ - YouTube

وهذه مرة ثانية الأغنية التي وزعتها أنا:

‫ظٹط§ط¨ط§ ظٹط§ط¨ط§ ط´ظ„ظˆظ† ط¹ظٹظˆظ†/ ط£ط*ظ…ط¯ ط§ظ„ط¬ظˆط§ط¯ظٹ Yaba Yaba/ Ahmad Al-Jawadi‬‎ - YouTube

لا يمكن أن يشعر السامع بأن المقدمة الموسيقية هي من صنع ملحن آخر حيث تأتي بانسيابية.

كذلك الحال مع أغنية الراحل صالح الكويتي، لكنني أدخلت فيها مقدمة فيها الكثير من الغرابة والحداثة بالنسبة لوقت صالح الكويتي، إذ أنني تعمدت سرعة التحويلات المقامية وتلاحظ أن كل عبارة لحنية هي في مقام آخر غير مقام الأغنية، لكن حينما تدخل الأغنية الأصلية (سولو الكمان) لا تلاحظ بتاتا بفارق بالرغم من الحداثة التي تعمدتها في المقدمة. هذه هي الأغنية مرة ثانية:

Yal Mashi, Iraqi Song Arabic Violin ظٹط§ظ„ظ…ط§ط´ظٹ ط§ظ„ظ„ظ‡ ظˆظٹط§ظƒ ط£ط؛ظ†ظٹط© ط¹ط±ط§ظ‚ظٹط© - YouTube

أما مقدمة أغنية يالماشي لصالح الكويتي فقد كانت المقدمة بإيقاع مغاير وليس بإيقاع الجورجينا، وأنا شخصيا أحببت أن أعمل شيئا آخر، حتى لو لاحظت في توزيعي أنني استخدمت صوت آخر للبيانو زيادة في الحداثة، حتى أن المقدمة الموسيقية التي كتبتها أنا تذكرك تماما بأجواء بغداد الجميلة، لا أخفي عليك بأنني واجهت مشكلة وهي أن ربع التون العراقي يختلف كثيرا عن ربع التون المصري، وأنا متشبع كثيرا بالموسيقى المصرية، وكان علي أن أتحسس كثيرا أثناء عزف ربع التون لكي يبدو عراقيا وليس مصريا. هذه هي الأغنية الأصلية:

‫ط³ظ„ظٹظ…ظ‡ ظ…ط±ط§ط¯ { ظٹط§ظ„ظ…ط§ط´ظٹ ط§ظ„ظ„ظ‡ ظˆظٹط§ظƒ.}‬‎ - YouTube

بالمناسبة فأنا لم ألتق بصالح الكويتي حيث أنه هاجر قبل أن أولد، لكنني على اتصال بابنه شلومو وهو يسمع أعمالي وتوزيعاتي لأغاني والده، ولدي أغنية أخرى لم أنشرها بعد في اليوتيوب، سأحاول أن أنشرها قريبا بإذن الله.

لو أعدت سماع الأغنية التركمانية، لن تحس بأي فارق بين الألحان التي أدخلتها والألحان الأصلية:

Yavuz Ilkay ( Askin Izi). Kerkأ¼k - YouTube

ولو سمعت مباشرة الأغنية الثانية لن تشعر بأن السولو الأول والذي هو سولو شيللو هو نفس السولو الذي استخدمته في الأغنية الأولى، وكذلك لن تشعر أين دخلت الأغنية أو اللحن الأصلي، هذه الأغنية الثانية:

Yavuz Ilkay - ( ala wala) .Kerkأ¼k - YouTube

لو لاحظت أن أسلوب توزيعي للأغنية الثانية مختلف تماما عن الأغنية الأولى لأن الأغنية الأولى يقصد فيها الملحن أن تكون تركية من الطراز الكلاسيكي، بينما الأغنية الثانية هي أغنية تركمانية من مدينة كركوك، المدينة التوأم لمدينة الموصل (مدينتي).

وزيادة في الاطلاع فسوف أسأل عددا من أصدقائي المقربين مثل الأساتذة الكبار الموسيقار يحيى الموجي والمايسترو مجدي طلعت والدكتور فتح الله أحمد صالح عن وضع التوزيع هذه الأيام في البلاد العربية حيث أنني تركت الوطن العربي منذ أكثر من إثنا عشر عاما وسأوافيكم بردودهم.

نعم يجب أن تكون المقدمة واللازمات ليست بعيدة من الغناء ومن نفس النسيج تماما.

لك مني خالص محبتي وشكرا على أسئلتك التي تغني الموضوع

أخوكم/ أحمد الجوادي
رد مع اقتباس