[أحمد الجوادي]

مساحة الأصوات البشرية

تصنف الأصوات البشرية إلى أربع أصناف أو أنواع رئيسية
نوعين للأصوات النسائية ونوعين للأصوات الرجالية، هناك تقسيمات أخرى أكثر من هذه تستخدم للمغنين، لكنني سوف أركز على هذه الأنواع الأربعة لأن الهارموني التقليدي يُدَرّس على أساس هذه الأصوات الأربعة، أي أنه على دارس الهارموني أن يكتب الهارموني لهذه الأصوات الأربعة. (هناك طريقة أخرى كتابة الهارموني للأصوات الأربعة للكيبورد أي لآلة البيانو).

الأصوات النسائية:
أولا: صوت السوبرانو، وهو الصوت النسائي الحاد أو العالي.
ثانيا: صوت الآلتو، وهو الصوت النسائي الغليظ "أو الأصوات الواطئة من الأصوات النسائية".
هناك صوت آخر لا يستخدم في دراسة الهارموني وهو صوت الميتزو سوبرانو.

الأصوات الرجالية:
أولا: صوت التينور، وهو الصوت الرجالي الحاد "نسبة للرجال".
ثانيا: صوت الباص، وهو الصوت الرجالي الغليظ.
هناك صوت آخر غير مستخدم في دراسة الهارموني وهو صوت الباريتون.
تختلف الكتب في تسمية مساحة هذه الأصوات لكن الاختلاف يكون فقط بنوتة واحدة، على العموم فهذه هي المساحات الصوتية للأصوات البشرية.

تسمى هذه الأصوات ب
SATB
ويرمز كل حرف إلى اسم الصوت وهو على حسب التسلسل من الشمال لليمين، سوبرانو، آلتو، تينور، باص.

تكتب هذه الأصوات على مدرج من سطرين، يستخدم مفتاح صول للسطر الأعلى ويستخدم مفتاح فا للسطر الأسفل، بالضبط كما يكتب البيانو (ليس دائما)، السطر العلوي تكتب فيه الأصوات النسائية والسطر السفلي تكتب فيه الأصوات الرجالية.
وحين تكتب مع الأوركسترا أو بشكل منفرد فيكتب على مدرج موسيقي مكون من أربعة أسطر، السطر الأول والثاني يستخدم مفتاح صول، والسطر الثالث يستخدم مفتاح صول مع علامة 8 أسفل المفتاح للدلالة على أن هذا المفتاح يقرأ أوكتاف أوطأ، والسطر الرابع يستخدم مفتاح فا.

هذه هي المساحة الصوتية لكل نوع من هذه الأصوات، لقد كتبتها على مدرج من سطرين موسيقيين، وتحتها كتبتها على مدرج من أربع أسطر.
لقد كتبت المساحة الصوتية بشكلين مراعيا الفروق الموجودة بين الكتب، ومع ذلك فتوجد بعض الكتب قد أضافت نوتة أو أكثر للأسفل وللأعلى على المدى الصوتي لهذه الأصوات.




Handel: Messiah, For unto us a child is born (Sir Colin Davis, Tenebrae, LSO) - YouTube

في هذه الحركة من عمل هاندل "ميسايا" والتي تعني (سيدنا) "المسيح" (عليه السلام)، اسم الحركة "طفل قد ولد" (ويقصد به سيدنا المسيح عليه السلام). نشاهد دخول الصوت النسائي السوبرانو في الدقيقة 0:17 ثم يليه دخول الصوت الرجالي التينور في 0:30 وتحصل محاكاة بين الصوتين في بداية دخول صوت التينور، بعد ذلك كتابة بوليفونية، ثم يدخل الصوت النسائي الآخر وهو صوت الآلتو في 0:44 ثم يدخل مباشرة صوت الباص الرجالي في 0:47 وعلى بعد بار موسيقي واحد، وتبدأ محاكاة بين هذين الصوتين، وهكذا إلى آخر الحركة. (نلاحظ في في الفيديو بعد دخول صوت الآلتو بقليل كان هناك رجال يغنون مع هذا الصوت، على الأرجح هم بعض من التينور، لكن هاندل كتب هذا الجزء لصوت الآلتو بدون التينور).

هذه نوتة اقتطفتها من نفس الحركة وقد اخترت جزء تشترك فيه الأصوات الأربعة وهي تغني نفس الأزمنة أي لا وجود لأي كتابة بوليفونية في هذه القصاصة. الكتابة هنا هارمونية.
نلاحظ أنه في الغناء وحينما تكون هناك كلمات جرت العادة أن لا تكتب المجاميع الزمنية للموسيقى بسبب الكلمات. ومن هنا أتت فكرة أن بعض الاعمال الكنسية العربية تكتب نوتتها من اليمين إلى الشمال لكي تأتي الكلمات تحت الأزمنة الموسيقية مثلما هو الحال في الموسيقى الغربية.



في الكتابة للأصوات الأربعة باستخدام مدرجين لو حصل تداخل بين الأصوات يكون واضحا، مثلا السوبرانو يغني نوتات أوطأ من الآلتو، أو العكس، والتينور يغني أوطأ من الباص "هذا نارد الحدوث". التداخل بين السوبرانوا والآلتو، وبين الآلتو والتينور مستخدم لدى المؤلفين الكبار. يجدر الذكر بأن كتابة التداخل ممنوع على الطالب دارس الهارموني. في حالة التداخل بين السوبرانو والآلتو يكون جليا لو كانت للنوتات عصا، إذ تكون عصا نوتة السوبرانو نازلة للأسفل بينما عصا نوتة الآلتو صاعدة للأعلى ما يشير إلى حصول تداخل، لكن ذلك لا يكون ظاهرا للعيان بشكل واضح حين الكتابة باستخدام مدرج من أربع أسطر.
هذا مثال للتداخل بين صوتي الآلتو والتينور، مثل هذا التداخل هو الأوسع حدوثا بين أنواع التداخل. يكون التداخل عادة لنوتات قليلة، مثل هذا النموذج لهاندل أيضا. نلاحظ بالرغم من أن المفتاح هو مفتاح صول تحته علامة الأوكتاف أي أن الأصوات الصادرة هي أوطأ من مفتاح صول العادي بمسافة أوكتاف، مع هذا فإن النوتات التي أشرتها باللون الأحمر قد صعدت فوق نطاق نوتات الآلتو.



نلاحظ هنا حالة التداخل بين صوتي السوبرانو والآلتو على مدرج من سطرين. لقد اقتطفت هذه البارات الأربعة من هاندل، في المرة الأولى كتبتها مثلما كتبها هاندل، لكن في المرة الثانية تعمدت كتابة تداخل بين صوتي السوبرانو والآلتو. وفي المرة الثالثة قمت بتكبير الزمن، أي مضاعفته.



خالص تحياتي

أحمد الجوادي