عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 01/10/2013, 16h28
رضوان حسن عبد الحليم رضوان حسن عبد الحليم غير متصل  
مواطـن مسـاهم
رقم العضوية:502847
 
تاريخ التسجيل: March 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 263
افتراضي روائـــــــــــــع عربيـــــــــــــــــــــــــــه

الزمان ابريل عام 1933 عندما نشرت مجلة ابوللو فى عددها أنذاك قصيدة صلوات في هيكل الحب للشاعر الشاب المبدع التونسي أبي القاسم الشابي تلك المجله التي كان يصدرها في القاهرة الدكتور أحمد زكي أبوشادي كان الجو العام حينئذ تسيطر عليه المدرسه الكلاسيكيه فى الشعر العربى و على رأسها أمير الشعراء احمد بك شوقى و ينافسه شاعر النيل حافظ ابراهيم و تنادينا من بعيد بعض قصائد لمحيى هذا الفن والأدب من مرقده محمود سامى البارودى الا من بعض قصائد هنا وهناك من جبران ومطران فتأتى هذه القصيده لتنفجر فى الشعر العربى كالزلزال وتبدأ معها المدرسه الرومانسيه فى الشعرفترى قصائد لمحمودحسن إسماعيل و ابراهبم ناجى و أحمد زكى ابو شادى كلها تبدأ فى تقديس المحبوب و جعل بيت المحب كانه الكعبه و العلاقه الروحيه به كانها صلاه
جائت هذه القصيده
ثورة شعرية عارمة، أوقدت نارها في شعر الثلاثينيات وماتلاها من عقود، ولفتت الأنظار بشدة ـ في مشرق الوطن العربي ومغربه ـ إلى موهبة شعرية بازغة، تسطع أضواؤها الأولى بتجليات هذه الشاعرية المغايرة، المتفردة خيالاً وصوراً ومعجماً وتدفقاً موسيقياً وحرارة عاطفية.

لقد نشر الشابي على صفحات مجلة أبوللو ـ التي كان صدورها تعبيراً عن حركة شعرية جديدة وتجسيداً للنزعة الرومانسية في الإبداع الشعري العربي الحديث ـ إحدى عشرة قصيدة خلال عامي 1933 و 1934 حتى كان رحيله المباغت، ومن بعد الرحيل توقفت المجلة نفسها عن الصدور. لكن قصيدته الأولى (صلوات في هيكل الحب) تظل أهم هذه القصائد، وأكثرها تأثيراً في الذوق الشعري لمعاصريه: شعراء ونقاداً وقراء، بحيث يمكن القول إنها كانت بمنزلة بيان شعري مفعم بهذه الروح الشعرية الجديدة، التي تمردت على السائد والمألوف، وساعدت على تعميق مسار جديد للشعر يغاير المسار الذي كان شوقي وحافظ تجسيداً له حتى رحيلهما في عام 1932 قبل نشر قصيدة (الشابي) بشهور قليلة، والتي يقول ديوانه إنه أبدعها في الثلاثين من جمادى الأولى عام 1350 هـ الموافق للثاني عشر من أكتوبر عام .1931

عذبةٌ أنتِ كالطفولةِ، كالأحلام
كاللّحن، كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء
كالورد، كابتسام الوليد
يا لها من وداعةٍ وجمال
وشباب منَّعم أُمْلود!
يا لها من طهارة، تبعثُ التقديـ
ـسَ في مهجة الشقيِّ العنيد!...
يا لها رقَّةً يكادُ يَرفُ الوَر
ْدُ منها في الصّخرة الجلمود!
أيُ شيء تُراكِ؟ هل أنتِ (فينيسُ)
تهادتْ بين الورى من جديد
لتُعيدَ الشبابَ والفرح المعسولَ
للعالم التعيس العميد!
أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأر
ض ليُحيي روحَ السلام العهيد!
أنتِ.. ما أنتِ؟ أنت رسمٌ جميلٌ
عبقريٌ من فنِّ هذا الوجود
وجمالٍ مُقَدَّسٍ معبود
أنتِ.. ما أنتِ؟ أنتِ فجرٌ من السحر
تجلّى لقلبِيَ المعمود
فأراه الحياةَ في مونِق الحسن
وجلّى له خفايا الخلود
أنتِ روح الربيع، تختال في
الدنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورود
وتهبُّ الحياةُ سكرى من العطر
ويدوي الوجودُ بالتغريد
كلما أبْصرتْكِ عينايَ تمشِين
بخطوٍ موقَّعٍ كالنّشيد
خَفَقَ القلبُ للحياة، ورفّ الزّهرُ
في حقل عمريَ المجرود
وانتشتْ روحيَ الكئيبةُ بالحبِّ
وغنتْ كالبلبل الغرِّيد
أنتِ تُحيِينَ فؤادي ماقد
مات في أمسيَ السعيدِ الفقيد
وتَشِيدينَ في خرائِب روحي
ماتلاشى في عهديَ المجدود
من طموح إلى الجمالِ إلى الفنِّ
إلى ذلك الفضاء البعيد
وتبُثِّين رقة الشوق، والأحلامِ
والشدوِ، والهوى، في نشيدي
بعد أن عانقتْ كآبةُ أيَّامي
فؤادِي، وألجمتْ تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غنّاكِ
إله الغناءِ، رَبُّ القصيد
فيكِ شبّ الشَّبابُ، وشَّحهُ السِّحرُ
وشدوُ الهوى، وعِطْرُ الورود
وتراءى الجمالُ، يرقص رقصاً
قُدُسياً، على أغاني الوجود
وتهادتْ في أفْقِ روحِكِ أوزْانُ
الأغاني، ورقْةُ التغريد
فتمايلتِ في الوجود، كلحْنٍ
عبقريِّ الخيالِ حلوِ النشيد:
خطواتٌ، سكرانةٌ بالأناشيد،
وصوتٌ، كرجْع ناي بعيد
أنتَ..، أنتِ الحياةُ في قدْسها السامي،
وفي سحرها الشجيِّ الفريد
أنتِ.. أنتِ الحياةُ، في رِقّةِ الفجر
وفي رونق الربيع الوليد
أنتِ.. أنتِ الحياةُ كلَّ أوانٍ
في رُواءٍ من الشباب جديد
أنتِ.. أنتِ الحياةُ فيك وفي عيـ
نيكِ آياتُ سحرها المَمْدود
أنتِ دنيا من الأناشيد والأحلام
والسحْر والخيال المديد
أنتِ فوْق الخيال، والشِّعرِ، والفنِّ
وفوّقَ النُّهَى وفوق الحدود
أنتِ قُدْسي، ومَعبدي، وصباحي
وربيعي، ونشوتي، وخلودي.
رد مع اقتباس