أخي الغالي دكتور حسن حفظك الله
أرجو أن لا تعتذر عن أي تأخير. فلكل منا حياته ومشاغله
أيام الطفولة، أظن في السنة الخامسة أو السادسة ابتدائية، أذكر أننا تعلمنا قصة قصيرة عن طالب فقير اسمه هشام، لكنه كان ذكيا جدا لدرجة أنه كان يكتب الشعر. لكن بالطبع ليس بمقدرة الاستاذ بشير عياد
كانت أمنيته أن يكون له بجاما، ولكن فقر اسرته لا يسمح بمثل هذا التبذير
في نهاية السنة المدرسية، وبناء على نتائجه الباهرة، قرر المعلمون أن يتبرعوا له بثمن بجاما كجائزة وكمفاجأة
كاد هشام أن يطير فرحا، وعندما استلم البجاما من الخيّاط، (الترزي) دعى الزملاء والاصدقاء للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة
بدأوا باللعب واللهو والقفز والشد والدفع الى أن حصل الحادث الرهيب، اذ أن احدى الحركات أدت الى مزق البجاما
حزن هشام وبكى على نكبته الكبرى ثم أنشد يقول
دقوا الطبول ونكسوا الاعلاما ........ يا للخسارة مزقوا البـيـجاما
بردى ينوح أسا ويـبكي مخبرا ....... أرض الكنان بما أصاب هشاما
هذه القصة البسيطة، من وجهة نظري المتواضعة، تشبه تماما ما حصل بمصر، تونس، ليبيا، واليمن. اذ لم تـتجاوز فرحتهم بثوراتهم مدة فرحة هشام بـبـجامته
ان القلب حزين، والعين دامعة على كل ما يجري في وطـنـنا العربي الكبـيـر، وليس مصر فحسب، من المآسي والآلام
ندعو الخالق تعالى أن يحفظكم ويحفظ مصر وكل وطـنـنا العربي من كل سوء، وأن يعيد على الوطن الكبير نعمة الامن والخير والطمأنينة والاستقرار
هذا ودم واسلم يا رعاك الله