رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
الرباط الزمني والرباط اللحني
توجد علامتان متشابهتان في الموسيقى لكنهما تختلفان كليا في الوظيفة، هتين العلامتين هما:
الرباط الزمني أو Slur أو أحيانا ممكن أن تسمى (سنكوب).
يستخدم هذا الرمز بين نوتات من نفس الدرجة ولغرض إطالة زمن النوتة. فمثلا لو كانت لدينا موسيقى من ميزان 2\4 وكانت نوتة طولها خمسة نوارات "على سبيل المثال"، فنكتبها على ثلاثة بارات، بلانش في البار الأول وبلانش في البار الثاني ونوار في البار الثالث، ونضع فوقها الرباط الزمني، لكي تعزف وكأنها نوتة واحدة.
في بعض الأحيان حينما يكون الأمر متاحا نستطيع أن نطيل زمن النوتة بواسطة استخدام النقطة أو النقطتين أو الثلاثة التي تكتب بعد النوتة لإطالة زمن النوتة. لكن هذا الشيء يتضارب في الكثير من الأحيان مع قواعد ونظريات الموسيقى، لذا نضطر أن نستخدم الرباط الزمني بدلا من استخدام النقطة. وأحيانا أخرى تكون تفعيلات البار لا تسمح باستخدام أزمنة طويلة، لذا يستعاض عنها بالرباط الزمني. مثلا لو كان لدينا موسيقى مبنية على ميزان 6\8، وكانت النوتة الأولى "مثلا" طولها ما يساوي بلانش، في مثل هكذا ميزان ليس بالإمكان كتابة بلانش، لذا يجب أن يفصل البلانش ليصبح: نوار منقوط مربوطا برباط زمني إلى كروش.
ملاحظة: حينما يكتب الرباط لأكثر من نوتتين، فيجب أن يوضع بين كل نوتتين متاليتين ولا أن يوضع رباط واحد من أول نوتة لآخر نوتة، هذا خطأ.
هذه بعض الأمثلة:

الرباط اللحني أو Tie أو تسمى أحيانا (ليجاتو) أو (علامة العبارة) أو (Phrase Mark).
هذه العلامة أو الرمز هو عبارة عن قوس يوضع بين نوتتين (أو أكثر) تختلف في التسمية، كأن تكون (دو – ري) أو (دو – مي – فا – لا)، إلخ.
وظيفة هذا الرمز هو أن تعزف النوتات بسلاسة أي بدون قطع بينها، أي أن تكون النوتات مترابطة.
لو أننا جربنا وكتبنا لأوركسترا محترفين نوتة بدون الأربطة اللحنية لكانت النتيجة أن النوتات غير مترابطة أي أن العازفين يعزفون النوتات ويتعمدون أن يضعوا "نفس" صغير جدا بين نوتة وأخرى، سبب ذلك أن المؤلف لم يكتب الرباط اللحني، وهذا يعني أن المؤلف يريد هذا.
كيفية استخدام الرباط اللحني!
الرباط اللحني له شكلان من الاستخدام:
الشكل الأول هو للآلات الوترية، وهو الرباط اللحني الذي يكتب للآلات الوترية أي عائلة الكمان، مثل هذا الرباط اللحني يسمى (ليجاتو)، وهذا يعني أن العازف عليه أن يعزف هذه النوتات بقوس واحد. لكن علينا أن نفرق حيث أن هناك أشكالا أخرى أيضا تكتب للآلات الوترية وفيها رباط لحني، لكن تحت الرباط اللحني ممكن أن توضع نقاط، أو خطوط خفيقة فوق كل نوتة، هذه لن تكون ليجاتو، بل هي أشكال أخرى من تكنيك القوس وبحسب الشكل والسرعة.
في بعض الأحيان يتطلب العمل أن تكون هناك نوتة طويلة جدا يجب أن تعزف من إحدى مجاميع الآلات الوترية، بحيث لا يكفي طول القوس لعزفها، في مثل هذه الحالة يتم تغيير القوس بين العازفين وذلك بالنظر إلى رئيس قسم هذه المجموعة (كأن تكون مجموعة الكمان الثاني) لكي يغيروا مع بعض أي أن تبقى الأقواس موحدة، لكن يجب على العازفين أن لا يغيروا في نفس اللحظة تماما لكي لا يقطع الصوت، أي بتتابع خفيف بين عازف وآخر وبشكل غالبا ما يكون عشوائي.
الشكل الثاني وهو المستخدم لآلات النفخ "والغناء". هذه غالبا ما تسمى، أي أن العازف عليه أن يعزف النوتات المكتوبة والمربوطة بهذا الشكل بنفس واحد وأن لا يأخذ نفس بين النوتات التي تحت علامة الرابط اللحني لكي تسمع النوتات مترابطة تماما ولا يوجد بينها أي فراغ أو سكتة صغيرة جداً.
بالنسبة لكتابة الرابط الزمني للآلات الوترية فهي تتطلب أن يكون المؤلف ملما تمام الإلمام بكيفية كتابة الأقواس للوتريات، ويوجد الكثير من المؤلفين من هم أصلا عازفي كمان، ففي هذه الحالة سيسهل كثيرا كتابة ما يدعى بأقواس الوتريات. ومن ليست لديه دراية عن علم الآلات وعن كيفية كتابة الأقواس للوتريات فلن يتمكن من كتابة الرابط بشكل صحيح، إذ أن المؤلف (أو الموسيقي) الذي يكتب هذه الأقواس يجب أن يعرف كيف يستخدم القوس وكم نوتة ممكن أن تعزف في القوس الواحد، وهذا شيء ليس له حدود إلا بمعرفة عازف آلة وترية.
أما بالنسبة لكتابة الرابط لآلات النفخ أو الغناء، فهو لا يتطلب دراية كما هو الحال مع الآلات الوترية، بل كل ما عليه هو أن يكتب الرابط كرابط لحني كما يريد أن يكون، وعلى العازف أن يطبق ذلك، إذ أن الرابط في آلات النفخ ممكن أن يكون أطول بكثير من الآلات الوترية لسبب أن سعة النوتات التي تعزف في القوس هي سعة محدودة، بسبب طول القوس. على العموم يجب أن يراعي الموسيقي أو المؤلف أن نفس عازف الآلة النفخية محدود ولا يستطيع أن يكتب أكثر من طول نفس البشر العادي.
لكن هناك بعض الآلات التي تستطيع أن تعزف نوتات كثيرة جدا وبدون توقف، وأخص آلتي الأوبوا وأختها الكبيرة الهورن الإنجليزي أي الكورنجلي. هتين الآلتين لها ريشة مزدوجة وممكن بواسطة ذلك أن يأخذ العازف نفس وهو يعزف بدون أن يقطع النفس، تماما مثلما يفعل عازف الزرنة أو المزمار البلدي، حيث أنه يأخذ نفس بطريقة معينة ويملأ فمه بالهواء ويستمر بضخ الهواء للآلة ولا ينقطع الصوت. هذا النوع من التكنيك مقتصر على هتين الآلتين.
حتى آلة الباسسون أو الفاجوت فليس متاحا لها العزف بهذه الطريقة أي أنها ليست مريحة مثل الأوبوا والهورن الإنجليزي.
لكن هناك استثناءات كثيرة، مثلا نجد في بعض الأحيان عازفين آلات أخرى مثل الساكسوفون وحتى الناي يعزفون بهذه الطريقة.
هذا فيديو لعازف ساكسوفون سوبرانو شهير جدا، نلاحظ أنه يعزف بهذه الطريقة:
kenny G circular breathing NAMM 2010-HD-1.mov - YouTube
هذا قصيد سيمفوني لسيبيليوس العزف الرئيسي هو للهورن الإنجليزي أو الكورانجلي:
Sibelius - The Swan of Tuonela. AVI OSTROWSKY - Conductor, Norwegian Radio Orchestra - YouTube
في هذا السولو من سيمفونية دفورجاك الثامنة كتب دفورجاك سولو طويل جدا للفلوت، نلاحظ كيف يسترق العازف النفس بين النوتات لكي لا يكون هناك قطع في الموسيقى، لو نشاهد البارت نلاحظ أن دفورجاك كتب الرابط تقريبا كل بار، لكن مع ذلك فإن السولو طويل.
Dvoإ™أ،k: Symphony No. 8 / Abbado آ· Berliner Philharmoniker - YouTube
هذه بعض الأشكال:

خالص تحياتي
أحمد الجوادي
التعديل الأخير تم بواسطة : أحمد الجوادي بتاريخ 16/09/2013 الساعة 01h04
|