وبالنّظر في تاريخ الآلات الموسيقية نلحظ أنّ الآلات الموسيقية شهدت تطوّرا عبر العصور بتطوّر الحضارة الإنسانية وبالتالي لا يمكن أن نستثني الرباب من عملية التطوّر شأنه شأن العديد من الآلات التي شهدت مؤخرا تطوّرا جزئيا من خلال جملة من الإضافات والتعديلات على غرار آلة العود الذي أضيف له حديثا وترا سادسا و سابعا وآلة القانون التي زيد فيها عدد العُرب لتسهّل على العازف ضبط درجات المقام المطلوب ويتفرّغ أكثر للزخرفة وأستبدل الجلد الطبيعي بجلد " بلاستيكي" للمحافظة أكثر على التعديل كما برزت أشكال جديدة للكمان "الكهربائي" وإن كان من الصعب تقييمها في الوقت الراهن .
وخلاصة القول أنّ الرباب الجديد استجاب لحاجيات العازفين التقنية والتعبيرية وحتى الجمالية و برهن على تماسكه وجمال صوته من خلال التغيرات التي طرأت عليه ولعلّ أفضل طريقة للمحافظة عليه هي الممارسة ومحاولة توظيفه من جديد في الفرق الموسيقية وبذلك تثري رصيد الآلات الوترية المجرورة بهذه الآلة ذات الرمزية التاريخية و ذات الدلالة الحضارية ...
فإلى أي مدى يمكن أن يستعيد الرباب - في نسخته المتطوّرة - مكانته في التخت الموسيقي التونسي ؟
(2012 /05/ 23 علي السياري)