احبائى
اقدم لكم من روائع ام كلثوم القديمة
حبيبى يسعد اوقاته
اللحن ده اعمل سنة 1943 بيرم التونسى وزكريا احمد
نوعية اللحن ده اولا لأنه صعب جدا يعنى بالطبع تعبت جدا فى تدوينه لكن مايمرش من غير قصة او مقال , انا خلال عملى فى الوسط الفنى كان حرصى الشديد انى اتعلم كل حاجة مش زى ناس كتير همهم الاول كسب المال , كان من زملائى واصدقائى العازفين ناس عواجيز كنت احرص على التكلم معهم واخليهم يحكوا مشوارهم يعنى منهم ناس عزفت فى الزمن ده الاثلاثينيات والاربعينيات وبالطبع العازفين الشاطرين كانوا بيعزفوا مع كل العمالقة يعنى مع ام كلثوم وعبد الوهاب واسمهان وفريد وكلهم ... طبعا الحوار معاهم بيمثل عدة مدارس
لما نرجع للحن الرائع ده اول شىء بيرم التونسى اكبر شاعر فى مصر قال انا اخشى على الفصحى من بيرم , طبعا الكلمة دى لها مضمون خطير يعنى كان الشعر واصل لأعلى مستواه الفنى وكان الشعب بيتذوقه ويفهمه ويحفظه لكن كانت اللهجة العامية او الزجل يعنى كلمات الاغانى بالعامية دون المستوى .. وداخل فيها كلمات من لهجات اخرى .. لكن بيرم عمل مدرسة وهى تنقيح الكلمات والمعانى بحيث وصلت الى درجة عالية من الكمال .. وبالطبع تأثر به كل شعراء العامية والمستوى ارتفع عموما .. لما نرجع لزكريا حنلاقى المقدمة الموسيقية هنا على طريقة الدولاب يعنى الفرقة الموسيقية بتبقى حافظة دولاب جملة فى مقام ما البياتى مثلا .. والملحن اصلا مش بيعمل مقدمة ولكن الفرقة لما اللحن بيكون بياتى بتعمل الدولاب البياتى ولكم يكون راست بدعمل دولاب راست وهكذا ودور الدولاب سلطنة المطرب وتوصيله الى المقام .. وده الشىء اللى ثار عليه عبد الوهاب وابتدا يعمل مقدمة وبعدين المقدمة ارتقى شأنها حتى انها ممكن تبقى مقطوعة موسيقية مستقلة .. وده من ثمار العمالقة ايضا ان كل تجديد بتعمله بيبقى نهج وتطوير تمشى عليه كل المدارس التالية ..
البشر نوعين نوع عنده حاسية فنية بيحس بالجمال ونوع تانى ما احبش اتكلم عنه .. النوع الاول دايما تحس انه بيحن للماضى لأنه كان اجمل .. يعنى انت النهارده سنة 2013 لو فكرت حتلاقى سنة 2010 اجمل .. و1980 اجمل واجمل والحياة كانت اسهل واحسن .. كان الفنانين بيحنوا لأيام الاربعينات بالرغم من عدم وجود كل انواع الرفاهية الحديثة لكن الحياة كانت اجمل بكتير يعنى اقل حاجة مثلا مكانش فيه لاتكييف ولا مرواح ولكن عمرهم ما شعروا بفظاعة الحر زى دلوقتى .. يعنى احنا مثلا فى مصر تكييف السيارة من الكماليات اوى لكن فى الكويت مثلا اللى ماعندوش تكييف ممكن يموت من الحر طيب كانوا بيعملوا ايه زمان ايام لما كانوا بيسافروا بالقوافل .. نرجع للحن كانت طبيعة زكريا احمد انه بيعمل اللحن لكن بيترك فيه مساحة مش اقل من 30% لتجويد ام كلثوم عبد الوهاب والسنباطى مثلا العكس
يعنى لما تحلل انت عمرى مثلا مش حتلاقى اكتر من 1% مساحة ممكن هى تعمل فيها حاجة من عندها .. كانت زمان ام كلثوم لما كانت بصحتها كانت بتغنى 3 وصلات الوصلة الواحدة من ساعة الى ساعة ونصف واحيانا اطول .. تنفيذ الاغانى كان بيبقى فى الحفلة النهاردة لو فيه اغنية جديدة بعكس كل المطربتغنيها فى الوصلة الثانية بتكون غنت فى الوصلة الاولى الاغنية اللى قبلها ( يعنى آخر اغنية عملتها قبل الجديدة ) وفى الوصلة التانية تغنى الجديدة بيكون صوتها بعد غناء ساعة ونصف سلكك وفتح وهى بقت فى اعلى مستوى .. اما فى الوصلة الثالثة كانت اما بتختار اغنية من القدامى او ممكن حد من اصدقائها اللى كانوا بيدخلوا يسلموا عليها بين الوصلة الثانية والثالثة ( طيب ليه مش بين الوصلة الاولى والثانية ) لأنها كانت بتستعد لحن الجديد .. كان ممكن حد عزيز عليها اوى من اصدقائها يطلب اغنية قديمة وتكن من زمان كذا سنة ماعنتهاش او عملت عليها بروفات .. كان هنا بييجى دور فلتة الزمان المرحوم محمد عبده صالح عازف القانون كان حافظ كل حرف غنته بالموسيقى والكلمات ولو تلاحظوا كانت دايما وقفتها بينها وبينه خمسة سم عشان كان بيلقنها الكلام ..
كان عبده صالح اسمو فى الوسط الفنى الديزل يعنى القطار السريه اللى بيمشى مففيش حاجة تقف فى طريقه .. حتى لو الفرقة مش فاكرين الاغنية ( ودى واضحة جدا فى التسجيل الشائع واللى انا كتبت منه الاغنية دى ) انو هو حافظ وادخل زى الغول والفرقة بتقول زيه
المهم ان ام كلثوم فى الوصلة الثالثة بعد ماتكون غنت 3 ساعات قبلها وصوتها اسلك مايكون والمقامات كلها اشتغلت معاها وييجى اللحن لزكريا احمد بتطلع من عندها كل الروئع
اترككم مع النوتة انا طبعا حاولت ابسط اللحن على قد ما اقدر بدون ان تضيع منه حاجة
مع اطيب تحياتى