[انور الحارث]

معتقل حي وميت
تحسس خاتمه الذهبي , وهو يتنفس الصعداء.خمسون عاما وهي تعتقله في قفص أبدي.
تكتم على أنفاسه ,تعد له خطواته ,تلاحقه باستمرار بأسئلتهااا :أين كنت ؟ ولمااا تأخرت؟
لم يكن يعي أنه بعقد القران هذا قد وهبهاا نفسه .وأصبح ملكااا لهااا . حتى سقطت ورقته من الدنيااا. ونال قرار الأفراج من السماء
ليرتاح من هذااا الجحيم ,الذي ظل يرزح تحت وطأ ته لسنوات عديدة.
ولكنأنّىله أن يرتاااح منهااا حتى فى العالم الأخر.لم تترك روحه تشعر بالهدوء والسلام والطمانينة .,
كانت تحمل إليه باقات الزهور ,والرياحين والمنثور. وتقيد الشموع وتعلق القناديل وهى تخاطبه
كنت دائمااا تقول:" كل منا حين يموت فسوف يحمل أسراره معه إلى القبر"
فترى أى سر هو ذاك الذي حملته ودفنته وهوالأن معك . ليتك لم تخبرني أنك عرفت إمرأة أخرى غيري.,
ليتك تنطق الأن.
بعد موته وفي الأربعينية أمسكت كل صوره ,مزقتهااا واحدة تلو الاخرى . تركت واحدة تخاطبهاا من حين لأخر:"
كم كنت غشاشاااا".
الأن ترقد معه فى القبر نفسه نسى المرحوم فى غمرة مشاغل الدنياا
أن يفصلهاا عنه ألى مقبرة أخرى بعيد ة تقضى هناك عقوبة الموت
وهاهى تجثم فوقه حتى بالقبر.
كان الله بعون الرجل المرحوم
بقلم : أنور الحارث