عرض مشاركة واحدة
  #570  
قديم 09/05/2013, 13h08
الصورة الرمزية أحمد الجوادي
أحمد الجوادي أحمد الجوادي غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:625469
 
تاريخ التسجيل: February 2012
الجنسية: عربي
الإقامة: السويد
العمر: 73
المشاركات: 692
افتراضي رد: نوتات من تدوين أحمد الجوادي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي آل ربح مشاهدة المشاركة
صباحكم سعيد ايها الموسيقيون
سؤال استاذي الفاضل أحمد الجوادي،
هل من الممكن عمليا أن يصل مستوى العازف في قراءة النوتة بحيث يقرأ ويعزف مباشرة بشكل صحيح دون تدرب مسبق؟
إذا كان الجواب موجبا، فكم تحتاج هذه المهارة زمنيا من التدريب ؟؟ سنتين ثلاث أربع ؟

وشكرا سلفا
صديقي العزيز أستاذ علي المحترم

أولا أهلا وسهلا بك صديقا عزيزا في منتدى سماعي.

ثانيا: بالنسبة للعزف من المرة الأولى، فإن كل المحترفين يجب أن يتمتعوا بهذه الخاصية.
في الأوركسترات توضع النوتة لعمل ما كأن يكون سيمفونية لمؤلف معين، بعد وضع النوتة أمام الأوركسترا يبدأ المايسترو بقيادة العمل للمرة الأولى بدون توقف من أجل أن يتعرف العازفين على العمل وكيفية قيادته من قبل المايسترو، عادة في المرة الأولى لا يوقف المايسترو الأوركسترا ليعطي ملاحظاته.
هذا يعني أن عازف الأوركسترا يجب أن تكون لديه هذه اللياقة، أي القراءة من الوهلة الأولى.
في الفرق الشرقية في يومنا هذا وحينما تكون فرقة ممتازة، أيضا يجب أن يتمتع العازفين بخاصية القراءة من الوهلة الأولى.

حينما كنت في عمان/ الأردن، كنا ندخل الاستوديو ونحن فقط أربع كمنجات أو خمسة أو ستة "بحسب حاجة الموزع أو الملحن، وبحسب الدعم المادي"، حينما ندخل الاستوديو غالبا لم نكن نعرف من هو الملحن، ومن هو الموزع، ومن الذي سيغني. توضع النوتات أمامنا وفي غضون وقت معين علينا أن ننتهي من تسجيل التراكات المطلوبة. ما يعني أن عازف الاستوديو المحترف يجب أن يتمتع بذلك.
أروي لك هذه القصة القصيرة:
ذات مرة أتى أحد أصدقائي من العراق وكان عازفا جيدا، لكنه أثناء التسجيل عطلنا كثيرا لأنه لم يكن يتمتع بالقراءة من الوهلة الأولى. بعد أن أكملنا التسجيل، نادى علي صاحب الأستوديو (وكان موزعا معروفا وكان أيضا أحد طلابي)، وقال لي بالحرف:
استاذ أحمد، أرجوك أن لا تجلب "فلان" معكم مرة أخرى.
أنا أروي لك حينما كنت في الأردن لأنني الآن منقطع عن التسجيلات في الاستوديو، فهنا لا يوجد مثل هكذا نظام، لكنني لم أنقطع من العزف مع الأوركسترات الغربية وأحيانا الفرق الشرقية الصغيرة جدا. لكن الأمر هو نفسه في البلاد العربية، حيث أن الممول عن العمل سيدفع ساعات استوديو وهي مكلفة، فمن لا يتمتع بالقراءة من الوهلة الأولى ليس له مكان في الاستوديو. هذه الخاصية اسمها Sight-reading أو Prima Vista.

علي أن أقول بأن هذه الخاصية تختلف قوتها من موسيقي لآخر، فهناك موسيقيين أهداهم الله هذه الهبة، وهناك موسيقيين من لديهم سرعة القراءة ليست سريعة، وهذا الأمر لا يعني أن الموسيقي أو العازف الممتاز جدا يجب أن يتمتع بهذه الخاصية، هناك بعض العازفين والسولويستات من يتمتعون بها وهناك من تكون لديهم ضعيفة، لكنه في نفس الوقت مستواه عالي جدا. والعكس، هناك عازفين ليسوا أكفاء جدا لكن لديهم هذه الخاصية كبيرة.

أذكر ذات مرة حينما كنت أستاذا في الأكاديمية الأردنية للموسيقى، كان لدي درس كمان مع أحد طلابي وهو عازف أكثر من رائع. أتى لزيارتنا وفد وهم طلاب من مدرسة لكي يتعرفوا على الموسيقى، وتفاجأنا بزيارتهم، فطلبت الإدارة من أن يسمعهم طالبي هذا "والذي هو الآن نجم كبير جدا" شيئا من عزفه، وضعت أمامه نوتة لم يشاهدها من قبل، وطلبت منه أن يعزفها لهم، وقرأها من بدايتها لنهايتها وكأنه قد تمرن عليها 100 مرة، فعلت ذلك لأنني أثق بقدرات طالبي النجيب هذا.

عادة الموسيقي المبتدئ غالبا ما يفتقد هذه الخاصية، لكن ممكن تنميتها.
كيفية تنميتها:
على الدارس أو الطالب أو الموسيقي أن يبدأ بعزف نوتات تكون دون مستواه، لكي لا تأتيه مشاكل تقنية، وأنصح بأن يغير كل يوم النوتة التي يضعها لكي يقرأها. بعد مرور فترة معينة سيجد نفسه بأنه قد تمكن أكثر بكثير من السابق للقراءة من الوهلة الأولى. لو حصل خطأ، عليه أن يكمل.
الأمر يحتاج للمارسة والوقت لا أكثر. أما الوقت المطلوب، فذلك متروك لدأب العازف، ممكن خلال سنة يتحسن كثيرا، وممكن أن يحتاج سنتين أو ثلاثة، لكنه لابد وأن يتحسن.

خالص محبتي

أحمد الجوادي
رد مع اقتباس