رد: براهيم عليوان
و بدأت رحلته الطويلة الشاقة مع الفن و الحياة الفنية و كان ذلك في صيف عام 1939 يومها علم أن الإذاعة اللبنانية بحاجة إلى مطربين فقرر الالتحاق بالقطاع الموسيقي في إذاعة لبنان و فعلا استطاع إبراهيم أن يحقق النجاح بعدما أجرت له اللجنة الفنية الإذاعية الامتحان الصوتي و كان إبراهيم عليوان بين عداد الفائزين بتفوق و كانت اللجنة الموسيقية يومذاك مؤلفة من: يوسف فاضل, صابر الصفح, محي الدين سلام, بهيج ميقاتي, محمود الرشيدي, و إدمون مجاعص.
و كان الفنان إبراهيم عليوان أول من دخل الإذاعة و أول من غنى فيها و في ذلك اليوم ذهبت عائلة الفنان إلى بعض الأقارب في منطقة زقاق البلاط الذي كانوا يملكون جهاز الراديو ليستمعون إلى صوت الفنان الشاب ابراهيم عليوان البالغ من العمر 18 سنة و هو يغني أول أغنية له و هي موشح "مطلع الفجر أرى أم مطلعك".
و في السنة نفسها )1939( غنى في سينما كريستال و كان صديقه و جاره المطرب صابر الصفح يجلس في اللوج و يستمع إليه و يومها قيل في ابراهيم عليوان الفنان الشاب الذي يبدأ خطوات مشواره الفني الأولى أن قماشة صوته تشبه قماشة صوت صابر الصفح و كثيرا ما كان صوته يحدث تساؤلا عند السامعين عن هوية الفنان الذي يغني من الإذاعة فمنهم من كان يقول إبراهيم عليوان و منهم من يقول صابر الصفح و منهم من يقول محمد عبد الوهاب و هذه حقيقة معروفة و ليس فيها دعاية أو دعابة. و في السنة نفسها سافر إلى سوريا حيث غنى من كلمات الشاعر رامز الحداد قصيدة:
" يا ملاك الحب يا أنس الحياة
يا حنين الروح يا نجوى صلاتي
رددي الآهات عن قلبي و هات
قبلا سكرى كلحن النغمات
كم تناجينا سحابات الليالي
و نشدنا الحب في دنيا الخيال
و بعينيك بدا رسم خيالي
باسم الثغر سعيدا لا يبالي
نحن للحب خلقنا يا ملاكي
و على الإخلاص شيدت هواك
ليس لي في الكون من هوى سواك
فاحفظي الحب فها روحي فداك"
و بروح لا تعرف الكلل بقي الفنان ابراهيم عليوان مثابرا على موهبته و في وقت قصير سطع نجمه و انتشرت أغانيه في طول البلاد و عرضها.
و في سنة 1940 تزوج الفنان ابراهيم عليوان من ابنة عمته فاطمة الشيخ حسن المكي و سكن بملك والده لمدة ثلاث سنوات و انتقل بعدها للسكن في منزل في منطقة تلة الخياط أقام فيه خمس سنوات و عاد بعدها إلى السكن في ملك والده من جديد و كان هذا المنزل الذي انتقل إليه في تلة الخياط ملاصقًا لمنزل الفنانة الكبيرة سعاد محمد التي كانت آنذاك لا تزال طالبة في المدرسة تصعد على السلم الخشبي من حديقة منزلها إلى منزل الفنان ابراهيم عليوان و تسمعه و تتعلم الغناء و كثيرًا ما كانت ترافقه إلى الحفلات التي كان يدعى إليها لتغني و لتبدأ طريق الشهرة و قد قالت عنه في لقاء إذاعي عندما اشتهرت: "هناك صاحب أجمل صوت و هو ابراهيم عليوان و لكن لا أعرف لماذا لم يأخد حقه". نعم لقد كانت سعاد محمد وفية فمن فترة لسيت ببعيدة في أعادة لحديث لها على ال bbc كانت تتحدث أن من تتلمذت على يديه و أخذها للإذاعة اللبنانية هو أمير اللّيالي الفنّان إبراهيم عليوان.
|