رد: الشيخ ياسين التهامى
رُبَّ لَيْلٍ ظَفِرْتُ بالبَدْرِ ونُجومُ السّماءِ لمْ تدْرِ
حفِظَ اللهُ لَيلَنا ورَعَى
أيَّ شمْلٍ منَ الهَوى جمَعا
غَفَلَ الدّهْرُ والرّقيبُ مَعا
ليْتَ نهْرَ النّهارِ لمْ يجْرِ حكَمَ الله لي علَى الفَجْرِ
علِّلِ النّفْسَ يا أخَا العَرَبِ
بحَديثٍ أحْلَى منَ الضّرَبِ
في هَوَى مَنْ وِصالُهُ أرَبي
كلّما مرّ ذِكْرُ مَنْ أدْري قُلْتُ يا بَرْدَهُ علَى صدْرِي
صاحِ لا تهْتَمِمْ بأمْرِ غَدِ
وأجِزْ صِرْفَها يَداً بيَدِ
بيْنَ نهْرِ وبُلْبُلٍ غَرِدِ
وغُصونٌ تَميلُ منْ سُكْرِ أعْلَنَتْ للغَمامِ بالشُّكْرِ
يا مُرادِي ومُنْتَهى أمَلي
هاتِها عسْجَدِيّةَ الحُلَلِ
حلّتِ الشّمْسُ منْزِلَ الحَمَلِ
وبُرودُ الرّبيعِ في نشْرِ والصَّبا عَنْبَريّةُ النّشْرِ
غُرّةُ الصُّبْحِ هذِهِ وضَحَتْ
وقِيانُ الغُصونِ قدْ صدَحَتْ
وكأنّ الصَّبا إذا نفَحَتْ
وسَما طِيبُها عنِ الحَصْرِ مِدْحَةً في عُلا بَني نصْرِ
هُمْ مُلوكُ الوَرى بِلا ثُنْيا
مَهّدوا الدّينَ زيّنُوا الدُّنْيا
وحَمَى اللهُ منْهُمُ العلْيا
بالإمامِ المُرَفَّعِ الخَطْرِ والغَمامِ المُبارَكِ القَطْرِ
للشاعر لسان الدين بن الخطيب
|