العراق يتذكر رضا علي بعد 8 سنوات على الرحيل
العراق يتذكر رضا علي بعد 8 سنوات على الرحيل
فنانون ونقاد يشيدون بالإرث الكبير لمبدع ساهم بتطوير الأغنية في بلاده وشغل حيزا هاما على خارطة الموسيقى العربية.
ميدل ايست أونلاين
بغداد - استعاد فنانون ونقاد عراقيون في شارع المتنبي في بغداد الجمعة الدور الكبير والمؤثر في مسار الاغنية العراقية والعربية للفنان الراحل رضا علي الذي عمل على تطوير الاغنية ومدها بالروح العراقية.
وقال الناقد والباحث الموسيقي سعدي السعدي في جلسة ادارها الاعلامي عادل العرداوي في قاعة بيت المدى ان "الفنان رضا علي ترك ارثا موسيقيا وغنائيا كبيرا سيبقى راسخا في الوجدان".
واضاف ان هذا الارث "يحكي دوره المؤثر والكبير في رسم ملامح تطوير الاغنية في العراق بل امتد تأثيره الى الساحة الغنائية العربية".
وتابع السعدي "للفنان الراحل رمزية وخصوصية في ما يتعلق باغنيته العراقية المشبعة بالعاطفة والانسانية والجمال مما دفع بتجربته لكي يمتد تأثيرها على الساحة الغنائية العربية".
وذاع صيت الفنان رضا علي المولود في جانب الكرخ في بغداد العام 1929، في حقبة الخمسينيات بعدما قدم لونا غنائيا ولحنيا تميز بذائقة عاطفية وانسانية حتى اصبح محط اهتمام الفنانات العربيات وفي مقدمتهن فائزة احمد وسميرة توفيق.
درس علي في معهد الفنون الجميلة في بغداد وكانت بدايته مع قسم التمثيل قبل ان يتخصص بالموسيقى وانضم نهاية الاربعينيات الى فرقة الاذاعة وشكل مع الشاعر الغنائي سيف الدين ولائي في ما بعد انموذجا للاغنية العراقية الجميلة وقدما اغاني عدة تجاوزت شهرتها الساحة العراقية.
وتحدث الباحث والاعلامي رفعت محمود في الجلسة قائلا ان "المكانة اللافتة التي شغلها الراحل على خريطة الاغنية العراقية والعربية كانت سر تعلق العراقيين به حتى بقي خالدا في الذاكرة ويبقى لونا متفردا ورمزا للاغنية وهو يؤسس لمرحلة متكاملة في تطور الاغنية".
واشار الى انه "كان يفترض ان تقدم هذه الجلسة الاستذكارية او الاستعادية في السادس من ابريل من هذا الشهر، الذكرى الثامنة لرحيله".
وتعرض الفنان الراحل رضا علي في ثمانينيات القرن الماضي الى مضايقة السلطة والتهديد بترحيله بكونه كرديا حتى اصبحت اغانيه في تلك الفترة محتجبة عن البث الاذاعي.
ولم يقتصر دور علي على الغناء والتلحين فقط بل شارك في افلام سينمائية عديدة منها "لبنان في الليل" الذي تم تصويره في بيروت بمشاركة صباح وسميرة توفيق ورشدي اباظة، وغنى فيه اغنيته الشهيرة "اسالوه لا تسالوني".
واهتم رضا علي بتقديم القصائد المغناة فغنى للشاعر زكي الجابر قصيدة "ذكريات" وكذلك غنى القصائد الدينية الرمضانية.
وقدم الفنان مجدي حسين خلال الاحتفالية مع فرقة التراث العراقي عددا من الاغاني التي اشتهر بها الفنان رضا علي وابرزها اغنية "سمر سمر" حيث تفاعل مع تلك الوصلات الغنائية الحضور.
وغادر الفنان رضا علي العراق مطلع العام 1999 بعد تكريمه من قبل نقابة الموسيقيين واستقر في المانيا من اجل العلاج من امراض كان يعاني منها وواجه هناك ظروفا مادية صعبة لغاية دفعته للعمل بعيدا عن الفن، قبل ان يعود بعد غزو العام 2003. وقد توفي في السادس من ابريل 2005.
واغنى الفنان الراحل المكتبة في دار الاذاعة والتلفزيون باعمال غنائية رائعة ما زالت ترددها الاجيال المختلفة وتعيدها الى زمن الماضي الجميل.
ومن اغانيه الذائعة الصيت "خلهم يكولون" و"مركب هوانا" و"على الميعاد" و"سرب الكطا" و"جيرانكم يا اهل الدار" و"ياورد الورود" و"سلمنا ياريح الهاب" و"خي لاتسد الباب" وغنتها فائزة احمد في بغداد العام 1956.
التعديل الأخير تم بواسطة : ابوعلي خفاجي بتاريخ 29/04/2013 الساعة 06h42
|