عرض مشاركة واحدة
  #108  
قديم 08/04/2013, 15h58
الصورة الرمزية tarab
tarab tarab غير متصل  
عيسى متري
رقم العضوية:2256
 
تاريخ التسجيل: juin 2006
الجنسية: فلسطيني مع جنسيه مكسيكيه
الإقامة: المكسيك
العمر: 67
المشاركات: 4,179
افتراضي

توثيق أغاني بدايات عبد الحليم حافظ


كشف البحث في سجلات برامج الإذاعة أن أول إذاعة لعبدالحليم حافظ كانت بعد الساعة السادسة من مساء الاثنين 5/3/1951م، حيث قدمته الإذاعة باسم عبد الحليم شبانه في حلقة برنامج " ركن الأغاني الخفيفة" التي أذيعت فيما بين السادسة والسادسة والربع من مساء ذلك اليوم، حيث سبقته المطربة الراحلة نادية فهمي بأداء أغنية " يا ساكن وادي الأوهام" من تأليف محمد متولي وألحان عبد الحميد توفيق زكي، ثم اختتم عبد الحليم الحلقة بأغنية " ذكريات " وهي من نظم محمود جبر ألحان عبد الحميد توفيق زكي، إن الثابت لدينا الآن عن أغنية عبد الحليم الأولي يدعم ما رجحنا قبلاً من احتمال أن تكون حلقة برنامج " ركن الأغاني الخفيفة " ليوم الاثنين 19/2/1951م هي الحلقة التي حل فيها عبد الحليم مكان كارم محمود، حيث يشير ما نشر من تنويه عن تلك الحلقة أن كارم محمود كان سيتغني بأغنية " ذكريات "، التي قال التنويه عن الحلقة المشار إليها إنها من تأليف محمود جبر وألحان عبد الحميد توفيق زكي ! (الإذاعة المصرية: العدد 831، 17/2/1951م، ص22) . جاءت الإذاعة الثانية لعبد الحليم شبانه - كما كانت تقدمه الإذاعة آنذاك -في حلقة برنامج " ركن الأغاني الخفيفة " التي أذيعت في الحادية عشرة وخمس دقائق من صباح الأربعاء 14/3/1951م، حيث اشترك مع المطربة نادية فهمي في أداء ثنائية " محلاها الدنيا " والتي كانت من نظم عبد الفتاح عبدالمقصود وألحان عبد الحميد توفيق زكي، ولأغنية عبد الحليم الثانية أكثر من دلالة مهمة، حيث يشير توقيت إذاعتها - وهو بعد تسعة أيام من إذاعة أغنيته الأولي - إلي أن الصوت الجديد قد ثبت أقدامه جيداً في الإذاعة منذ إذاعته الأولي، بينما تأتي الدلالة الثانية من كل من أغنيتىّ عبد الحليم الأوليين معا، حيث يتضح أن الأغنيتين قد سبق لأكثر من صوت غنائي تقديمهما قبل عبد الحليم، مما يعني أن المطرب الصاعد لم يجد غضاضة في أن يغني ما سبق لغيره أن تغني به، وهو ما ينفي تماماً مقولة إنه كان يرفض غناء أغنيات سبق لغيره أن تغني بها، تلك المقولة التي أوردها البعض علي لسانه وقبل أن يعرف اسمه الشهرة و بالنص التالي : " أنا لا أغني إلاّ ألحاني الخاصة بي " (خالد محمود وأسامة صفار : المصدر السابق)، ويأتي ثالثاً وأخيراً فيما يرتبط بأغنية عبد الحليم الثانية من دلالات ما لها من قيمة فنية، وهو ما عبر عنه فيما بعد ملحنها عبد الحميد توفيق زكي من أن : لحنها علي إيقاع (الباسادوبلو) الاسباني ،واستخدم فيه (أي اللحن) تعدد التصويت لأول مرة في أغنية مصرية خفيفة، فالأغصان يؤديها بنفس الكلم مطرب ومطربة بلحنين مختلفين متوافقين تستسيغهما الأذن الشرقية " (عبد الحميد توفيق زكي : المصدر السابق، ص 93) . توالت أغنيات عبد الحليم الجديدة خلال ما تبقي من عام 1951م من أيام، حتي بلغ عدد ما قدمت الإذاعة له من أغنيات قبل انتهاء العام بيوم واحد ثلاث عشرة أغنية، فإذا ما نحينا جانباً أول أغنيتين - وقد سبق الحديث عنهما قبلاً - فإن بيان الإحدي عشرة أغنية الأخري متضمناً اسم الأغنية وتاريخ إذاعتها الأولي سوف يكون علي النحو التالي :
(الكون جميل : 21/3/1951م) –
(الأصيل الذهبي : 16/4/1951م) –
(أهلا باللي واحشني : 23/4/1951م) –
(يا وردة لسه منورة : 1/5/1951م) –
(تهاني : 3/5/1951م) –
(يا سلام : 30/5/1951م) –
(شكوي : 9/6/1951م) –
(أنت حبي : 2/7/1951م) –
(يا طارحين الشبك : 23/12/1951م) –
(يانهار نادي : 7/11/1951م) و
(ظالم : 30/12/1951م)،
ويرتبط هذا العدد من الأغنيات التي قدمها عبد الحليم في الشهور الستة الأولي من مشواره مع الغناء العديد من الملاحظات التي سوف نجملها في الآتي : أن قصيدة " لقاء " لم تكن واحدة مما غني عبد الحليم في بداية مشواره مع الغناء، حيث كانت الأغنية التاسعة عشرة فيما غني عبد الحليم منذ بدايته المشار إليها في هذه المقالة، وقد أذيعت قصيدة "لقاء" لأول مرة في السادسة من مساء الأربعاء 2/4/1952م وبعد أكثر من عام علي إذاعة أغنية عبد الحليم الأولي، وتدور ثاني الملاحظات حول اسم الشهرة " عبد الحليم حافظ " الذي أطلق علي الفتي القادم إلي قمة الغناء بسرعة الصاروخ، فهناك من يقول إنه لم يقدم باسم عبد الحليم شبانه في برامج الإذاعة سوي مرة واحدة (عبد الحميد توفيق زكي : المصدر السابق، ص 85)، ولكن سجلات برامج الإذاعة تكشف أن اسم عبد الحليم شبانه ظل مرتبطاً بالمطرب الجديد عند تقديمه في أغنياته الثماني الأولي، وتغير اسمه إلي عبد الحليم حافظ مع تقديمه لأغنيته التاسعة، وهي أغنية " شكوي " التي أذيعت في الثامنة وعشرين دقيقة من مساء السبت 9/6/1951م، حيث نوهت الإذاعة عن الأغنية في مجلة " الإذاعة المصرية " مع التذكير بأن المطرب صاحب الأغنية هو " عبد الحليم حافظ " (الإذاعة المصرية : العدد 847، 9/6/1951م، ص21)، وأضافت الإذاعة إلي ذلك نشر صورة عبد الحليم - ولأول مرة - في الصفحة رقم 37 من عدد مجلة " الإذاعة المصرية " الذي حمل التنويه عن الأغنية، ومن الملاحظات المهمة المرتبطة بأغنية "شكوي " أيضاً أنها كانت اللقاء الأول بين صوت عبد الحليم والحان رفيق دربه كمال الطويل، وقد لقيت تلك الأغنية من اهتمام الإذاعة الكثير، ومن مظاهر هذا الاهتمام أن الإذاعة عهدت بتوزيع لحن الأغنية موسيقياً إلي الموسيقي والموزع المعروف فؤاد الظاهري، وظلت الأغنية تقدم في برامج الإذاعة مصحوبة بالجملة التالية: " التوزيع الموسيقي لفؤاد الظاهري "، وفيما يلي نجتزئ المقطعين التاليين من أغنية " شكوي " التي نظمها إبراهيم رجب : أقول لمين وأشكي/وأروح لمين وأحكي/وانت منايا/وانت هنايا/وانت هوايا/نسيت عهود ودي/ولكنش ده ودي/مهما يطول بعدك/أنا علي عهدي/وأقول لمين/وأشكي لمين/وانت هنايا
وتكشف أغنية " ظالم " - وهي آخر ما غني عبد الحليم في عام 1951م - عن ملاحظة مهمة، وهي أن هذه الأغنية والتي كانت من تأليف سمير محبوب ومن تلحين محمد الموجي، كانت هي اللقاء الأول بين صوت عبد الحليم وألحان الموجي، وأن إصرار الكثرة الغالبة من الكتاب والنقاد علي القول بأن " صافيني مرة " هي اللقاء الأول بين صوت عبد الحليم وألحان الموجي كان خطئاً كبيراً،
وتأتي بعد ذلك ملاحظة أهم ترتبط بالأغنية السابعة وهي أغنية " تهاني " والتي كانت من نظم الشاعر محمد عبد الغني حسن ومن ألحان عبد الحميد توفيق زكي، وقد قدمت هذه الأغنية ولأول مرة في حلقة " ركن الأغاني الخفيفة " التي أذيعت في السادسة إلا ربع من مساء الخميس 3/5/1951م، جاءت الأغنية في سياق مجموعة من الأغنيات تضمنتها الحلقة، وكانت جميعها مخصصة للاحتفال بعيد الجلوس الملكي وبعقد قران الملك فاروق وزوجته الثانية الملكة ناريمان صادق، وبذلك تنسف هذه الملاحظة تماماً ما روجه البعض من خلال احتفالات الذكري السنوية لرحيل عبد الحليم فيما مضي من أعوام، من أنه صوت ثورة يوليو الذي لم يتلوث قط بالغناء للعهد الملكي البائد !.


بقلم : د. نبيل حنفي محمود

.