عرض مشاركة واحدة
  #190  
قديم 08/04/2013, 07h01
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: November 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 79
المشاركات: 686
افتراضي وداعا شهرزاد....اجمل اصوات الزمن الجميل بعد ام كلثوم

تم اليوم، الأحد، دفن الفنانة شفيقة محمد السيد الشهيرة بـ "شهرزاد" والتى توفيت أمس السبت، عن عمر يناهز 85 عامًا، وتم دفنها بمدافن العائلة ظهر اليوم بمدينة نصر.
لم تكن شهرزاد مجرد مطربة، مرت فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، بل هى واحدة من أجمل الأصوات وصاحبة حنجرة ذهبية وصوت من أجمل الأصوات، رحلت شهرزاد فى هدوء تاركة وراءها تراثا غنائيا متنوعا ورحلة إنسانية ثرية، خصوصا وأنها كانت امرأة مميزة وسيدة وربة منزل من طراز رفيع كانت تعرف معنى "اللمة"، وكيف تحافظ على عائلتها وتأخذ أحفادها فى حضنها، تعلمهم الكثير وتسقيهم حب الفن، المغروس فيها بالفطرة.
رحلت شهر زاد أمس السبت بعد مشوار طويل من العطاء الفنى، بدأ عام 1947 عندما قدمت أوبريت "العشرة الطيبة" بالأوبرا لمدة ثلاثة شهور، وكان عمرها وقتها 19 عاما فقط، ثم تم تقييدها فى الإذاعة كمطربة عام 1952 بأغنية "أول ما جيت فى الميعاد" لحن رياض السنباطى، لتنطلق بعدها فى مشوارها الفنى الذى قدمت خلاله 300 أغنية، أشهرها "عسل وسكر" لحن فريد الأطرش، "فى ضل الورد" لحن محمد عبد الوهاب، "أنت احلويت"، "فى القلب هنا"، "ادينى من وقتك ساعة"، "المنديل"، "أحب اسمك"، "يا ناسينى" رائعة رياض السنباطى، "غيرك أنت ماليش"، "كدابين"، "أفكر فيه وينسانى"، كما قدمت مجموعة كبيرة من الأوبرتات الشهيرة منها "العشرة الطيبة"، "ألف ليلة وليلة"، "يا ليل يا عين" و"الباروكة".
وتعلمت "شهرزاد" عزف العود على يد زوجها محمود رمزى، والذى كان عازف التشيللو الأول فى فرقة أم كلثوم، وأنجبت منه ابنها الوحيد يسرى.
خلال مشوارها الفنى تعاونت مع أهم الملحنين فى مصر منهم العبقرى رياض السنباطى ،وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ،والملحن الفذ بليغ حمدى، والعمالقة كمال الطويل ومحمد الموجى وسيد مكاوى ومحمد سلطان ومحمود الشريف وعبد العظيم محمد وسابق زمانه الملحن منير مراد.
واشتركت شهرزاد فى بطولة عدد كبير من الأفلام السينمائية منها "أمير الدهاء" و"الهوى غدار" و"أمير الانتقام" و"زينب" و"عاشت فى الظلام" و"ابن البلد" و"الأحدب".
لم تكن شهرزاد مجرد مطربة، مرت فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية بل هى واحدة من أجمل الأصوات وصاحبة حنجرة ذهبية وصوت من أجمل الأصوات، ورحلت فى هدوء تاركة وراءها تراثا غنائيا متنوعا ورحلة إنسانية ثرية، خصوصا وأنها كانت امرأة مميزة وسيدة وربة منزل من طراز رفيع كانت تعرف معنى "اللمة"، وكيف تحافظ على عائلتها وتأخذ أحفادها فى حضنها، تعلمهم الكثير وتسقيهم حب الفن، المغروس فيها بالفطرة.
ومع تلك المطربة والسيدة المدهشة عاشت هبة يسرى طفولتها، وكانت الحفيدة المقربة من جدتها شهر زاد تعلمت منها الكثير، لذلك عندما كبرت هبة ودرست الفن قررت أن تصنع فيلما عن جدتها العظيمة، تروى عنها وعن مشوارها وكفاحها، وترصد من خلال رحلتها وضع المرأة وعلاقتها بالرجل، وكيف كانت تلك العلاقة شديدة التحضر، ولكن للأسف حالة التردى المجتمعى انعكست على شكل هذه العلاقة فى الوقت الحاضر..
لذلك جاء فيلم هبة "ستو زاد" أول عشق شديد التميز والممتعة ويحمل دفئا إنسانيا وانفعاليا، حيث تروى هبة من خلال الفيلم علاقتها المميزة والفاعلة فى حياتها مع جدتها المطربة صاحبة الصوت القوى والمميز "شهر زاد"، وأيضا صاحبة الشخصية القوية، والتى تأسر من يقترب منها.
والفيلم ليس سيرة ذاتية عن شهر زاد المطربة التى اشتهرت فى الخمسينيات من هذا القرن، ولحن لها كبار ملحنو مصر.
وكتب عنها الرئيس الراحل السادات فى كتابه صفحات مجهولة، ووصفها بمطربة الثورة الشجاعة، والتى غنت يوم 23 يوليو فى حفل للجيش بعد اعتذار المطربة أم كلثوم خوفا من فشل الثورة وغضب القصر، ولكنه فيلم عن أصالة تلك الإنسانة وارتباطها الشديد بأسرتها وأحفادها وقصة حبها المميزة مع زوجها، وأيضا فيلم عن التناقضات التى بات المجتمع المصرى يعانى منها، حيث تلقى هبة الضوء على تلك الازدواجية من خلال شخصية والدها "يسرى"، والذى أنه من المفترض قد نشأ فى أسرة فنية وكان يعزف فى فترة وراء العديد من المطربين إلا أنه يرى، وبجمل واضحة، أن المرأة مكانها المنزل، ومن الممكن أن تتعلم إلى أن تتزوج، وهى القناعة التى تعاندها ابنته، والتى عملت أيضا فى مجال الفن، وهو ما يذكره دائما بعقدة أن والدته كانت نجمة مشهورة، وأجادت "هبة" توظيف ما تيسر لها من أرشيف جدتها من صور وتسجيلات صوتية وفيديو، وأضفى حوارها مع المطربة الكبيرة سحراً خاصاً، خصوصا وأن شهرزاد رغم تقدمها فى العمر بدت متأنقة وشديدة العفوية.
رحم الله الفنانة الأصيله شهرزاد بقدر ما امتعتنا بصوتها العذب الفريد الذى لاينسى
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس