رد: الموسيقار على ماهر
هل يكتفي علي ماهر بما وصل إليه مكتفيا بما حققه من خلال هذا اللحن وهذه الأغنية .. هل أغنية طوالي بكل ما قيل عنها وقتها هي حد طموح علي ماهر والتي من خلالها وصل القمة وأصبح مشهورا ..
الإجابة بالتأكيد لا .. لذا قرر الفنان علي ماهر خوض تجربة أخرى وبشكل مختلف ، خطر له هذا الخاطر وهو يقلب صفحات أحد دواوين شاعر الشباب علي صدقي عبدالقادر فاستوقفته كثيرًا قصيدة تتغنى بليبيا عنوانها ( بلد الطيوب ) ، وحدث نفسه قائلا : هذا هو التحدي القادم . لماذا لا تخرج هذه الأبيات التي تفيض بالحب والوفاء لليبيا إلى الناس بشكل لائق.
كانت الساحة الغنائية حينها مليئة بالرواد والمبدعين فمن سينافس ملك تلحين القصائد – كما كان يسمى – المبدع المرحوم كاظم نديم ، فالشعر الفصيح ملعبه المفضل وهو فارسه بلا منازع .. لكنها تجربة على كل حال ..
أكمل علي ماهر اللحن المفعم بروح تراثنا الليبي الأصيل وطلب من الفنان المغربي عبدالهادي بلخياط أن يؤديها ، لكنه وبإشارة ذكية من الأستاذ خليفة التليسي - وكان وقتها وزيرا للثقافة (1968) - اقتنع أن يغنيها صوت ليبي ذلك أنها أغنية ليبية تتغنى بحب ليبيا العظيمة وسيكون الأمر ناقصا لو تغنت بصوت غير ليبي لذا وقع الاختيار على الفنان المرحوم محمود كريم وقد أحسن الاختيار .. فلا أعتقد أن ليبيًا استمع إلى بلد الطيوب ولم تحرك فيه مشاعر وأحاسيس تهتف بحب ليبيا ..
هذه النجاحات المتتالية لعلي ماهر لخصها أحد المقالات في مجلة الإذاعة والتلفزيون – وقتها – بعد أن زين العدد بصورة للفنان وهو يحمل على كتفه آلة الجيتار ، فقد أسهب صاحب المقال في الإشادة بهذا القادم الجديد والذي استطاع باقتدار أن يقارع كبار الملحنين في فترة قصيرة ، وكيف تمكن من كسر احتكار الفنان كاظم نديم ميدان القصائد بل عمل على فتح الطريق أمام تطوير الأغنية الليبية .
__________________
لو تؤمريني فوق نسمة انطير*** ونجيبلك حزمة نجوم تنير
تضوي طريق الحب للانسان***يا ليبيا و تزرع ترابك خير
أبوعاصم
|