[تيمورالجزائري]

الشيخ حمو فرقاني 1884 - 1971
من جيل بابا عبايد قارة بغلي. حمو فرقاني، و اسمه الحقيقي رقاني حمو، من مواليد1884 بقسنطينة.. لم يكن استثناء من بين أبناء جيله إذ دخل المدرسة القرآنية مبكرا و أظهر هو الآخر قوة في الذاكرة و إمكانيات طيبة في حفظ القرآن الكريم.. متأثرا بالجو العائلي، تعلم الشيخ حمو حرفة الطرز و أظهر باكرا ميوله للموسيقى. التي تمكن من أساسياتها في رحلته من فندق لآخر، رحلة صقلت موهبته و اكسبته مهارة العزف و الأداء و عمقت ولاعته الفنية.. مستفيدا في ذلك من نطاق صوته الجميل، عزفه المتميز و ريشته المبهرة، طريقته الخاصة في الغناء، و كلها عوامل جعلته ينال مراتب الشرف على الساحة القسنطينية التي كانت تعج بالمواهب الفنية.. من أمثال بابا عبايد، الشيخ حسونة علي خوجة، الإخوة بسطانجي...
لم يبخل الشيخ حمو بصوته الجميل على مآذن المدينة، من الجامع الكبير إلى سيدي لخضر مرورا بسيدي ميمون، حيث كان مؤذنا متميزا بهذه الصوامع، آذانه كان بالطريقة الحنفية تفنن فيها الشيخ حمو بصوته، و كثيرا ماكان الناس يتوقفون لسماع آذانه.
دخل الشيخ حمو أوساط لخوان و عيساوى و نال...
مرتبة شيخ اعمل.. و كان بذلك واحدا من فرسان الحضرة.. ثم يبتعد الشيخ حمو عن الزاوية، ويترك جانبا فن الطرز، ليتفرغ تماما للموسيقى، و يبرز قدرات هائلة خاصة بعد تعرفه على الشيخ بن مصابح الذي فتح عينيه على الشعر الشعبي.. هكذا يصبح الشيخ حمو مغردا للحوزي والمحجوز ، بريشته المميزة التي كثيرا ما أرقصت مستمعيه..
قمة عطاء الشيخ حمو فرقاني بلغها في الفترة من 1926 و 1928 و فيها سجل ما يربو عن 40 أسطوانة. نتوقف عند سنة 1928 لنتذكر أنها سنة مو لد محمد الطاهر، و ليس صدفة أن يتحول هذا الذي ولد في قمة عطاء والده الفني، بين نغمات الحوزي و إيقاعات المحجوز بريشة نسرية فذة،، مستمعا للآذان الحنفي بصوت طروب، إلى شيخ المالوف الأول إنه الحاج محمد الطاهر الفرقاني الذي يطير فيما بعد بالمالوف إلى كل أصقاع الدنيا و يسمع صوت قسنطينة في كل المحافل الفنية..
يمكن للشيخ حمو بعد هذا أن ينام هنيئا في استراحته الأبدية لأنه ترك خلفه خطا لكبار الفنانين عزفا و أداء، سليم و الزواوي فرقاني مثال ساطع عن ذلك..
توفي الشيخ حمو سنة 1971 و قد أدى ما عليه تاركا بعد حياة حافلة بالإنجازات الفنية، خلفا يقتدى به.. الشكر بين هذه السطور موصول إلى كل عائلة رقاني.