صديقي العزيزين الأستاذين الجميلين أيمن بيك وعصام بيك المحترمين
بصراحة ولا أخفي عليكما، فإن الفضول الشديد هو الذي دفعني لكي أجري هذه التجربة لكي أقطع الشك باليقين، ومن ثم تشجعت أن أنشر هذا البحث المتواضع لكما وللجميع.
طبعا لا شك في أن الموزع هو أندريه رايدر، لكن الشك كان في هل أن هذا التسجيل هو تراكات وكان التسجيل الأول مع العود! وهذا ما قمت بإثباته.
بالتأكيد فإن الأستاذ الناقد الذي كتب هذا الكلام وهو أن محمد عبد الوهاب سجل هذا النشيد على شكل تراكات هو كلام غير صحيح، لسببين:
الأول هو ما قمت به أنا من إثبات.
الثاني هو عدم وجود نظام التراكات في مصر والدول العربية.
أذكر بأننا كنا ندخل كفرقة كبيرة للاستوديو في مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، وكانت الاستوديوهات كبيرة جدا بحيث أن الأوركسترا يضيع فيه من مساحته الكبيرة. وكان يوجد مهندسين صوت من مستوى رفيع للغاية، أذكر منهم الأستاذ زكريا، والأستاذ نصر الذي كان يعمل في استوديو الأهرام "أو النيل" لا أذكر، على العموم كان في نهاية شارع الهرم.
كان المطرب أو المطربة تدخل مع الفرقة أو الأوركسترا ونسجل سويا، وكانت المشكلة هي لو وقع خطأ في نهاية الأغنية يتوجب علينا أن نعيدها من الأول، وأحيانا حينما تكون الأغاني طويلة نأخذها على أكثر من جزء.
وفي العراق لم يختلف الحال، عدا أن الاستوديوات لم تكن بمساحة استوديوات القاهرة.
فيما عدا المرة الوحيدة التي ذكرتها وكان نشيدا مطلوب أن نسجله في يومها وكنت أنا من كتب التوزيع الموسيقي، وكان لدينا ساعتين فقط لإنجاز العمل، ولا أخفيكما بأنني كنت قد كتبت عملا صعبا للأوركسترا، وهذا ما اضطرني أن أترك الكمان وأقف لكي أقود العمل لكي أنجزه بأسرع ما يمكن، أي بساعتين فقط.
لم يتمكن المطرب "والذي هو نفسه الملحن" من أن يسجل صوته لأنه كان يعزف معنا في الأوركسترا. وبعد أن ذهبنا جميعا للبيت، وعلى ما أذكر كان ذلك في اليوم الثاني أدخل المطرب صوته، وصوت بعض الآلات لاحقا على نظام التراكات، حتى أن عازف الأوبوا كان غائبا يومها وكنت قد كتبت له بارت مهم له.
لقد كان ذلك في بداية الحرب مع إيران، وكان على النشيد أن يبث في اليوم التالي وبشكل يومي. وبالمناسبة فإن التسجيل هو عندي، لكن علي أن أستأذن الملحن والمغني قبل أن أنشره في سماعي.
أخيرا، أعتذر لأنني دردشت كثيرا معكما.
خالص المحبة
أحمد الجوادي