ما كل هذا الحقد الدفين على أعظم مطرب وملحن عربي ؟؟؟؟ ولمصلحة من؟؟؟!!
على فكرة... لم تظهر كل هذه القائمة الطويلة من اتهام عبدالوهاب بالاقتباس من الغرب إلا بعد توزيعه لنشيد سيد درويش "بلادي بلادي" لعزفه في استقبال السادات عند عودته من إسرائيل بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" حيث حنق الكثير على عبدالوهاب لذلك الاستقبال، كما أن عبدالوهاب نفسه حاول التهرب من هذا العمل وتظاهر بالمرض ولكن دون جدوى!!
فانبرى النقاد يرمون عبدالوهاب بكل نقيصة وجمعوا عشرات الأعمال التي يزعمون أنه سرقها ووضعوا لائحة طويلة عريضة، وبعضهم لاعلاقة له بالموسيقى لا من قريب ولا من بعيد ولكن ليعاقبه على فعلته (التي ولا شك أحزنت العرب كما أحزنتني أنا، ولكن لا يكون الرد بالاتهامات الكاذبة بل بالأدلة).
وكما هو معروف فإن الاقتباس إذا كان في حدود ثلاثة موازير فأقل لايعتبر سرقة، هذا أولاً.
وثانياً مسألة اقتباسه مقدمة "أحب عيشة الحرية" من سمفونية بيتهوفن (فقط ضربات الموسيقى في الثواني الأولى) فأتساءل هنا.... ما مدى تأثير هذه النقرات على اللحن ككل؟؟ أو بمعنى آخر... ما حاجة عبدالوهاب (وهو من هو) إلى تلك النقرات أو إلى بداية "أهو أنا" لإسماعيل ياسين (في حين أن تكملة "أهو أنا" وكذلك بقية الألحان لشكوكو ومؤدب وعثمان كان في غاية الروعة)؟
فهل من يبدع أروع الألحان مثل (يا جارة الوادي، خدعوها، أحب أشوفك، خايف أقول، لما أنت ناوي، عشقت روحك، ليلة الوداع، القلب ياما انتظر، مين عذبك، في الليل لما خلي، جفنه علم الغزل، ياشراعاً، سهرت، عندما يأتي المساء، ياورد مين يشتريك، الجندول، مضناك، حياتي إنت، الحبيب المجهول، قالت، كليوباترا، لست أدري، الفن، فلسطين، عاشق الروح، مقادير من جفنيك، دعاء الشرق، كل دا كان ليه، النهر الخالد،...) وعشرات القطع الموسيقية البديعة والتي لاتشبه بعضها البعض عاجز عن الإبداع حتى يسرق أو "يلطش" كما يقول البعض وكأنه حرامي فراخ، في دلالة على مدى الحقد الدفين لديهم على أعظم موسيقي ظهر في الشرق!!!!
فنحن هنا في منتدى محترم نتبادل الآراء عن فن راقٍ، فمن غير اللائق أن نستخدم مفردات مثل "يلطش" ونحن نتحدث عن موسيقار عربي عظيم خدم الموسيقى أكثر من ثلاثة أرباع القرن وكون أذواقنا بل لولاه لما ازدهر الغناء العربي ولتوقفت الموسيقى عند ما انتهت إليه عند وفاة سيد درويش!! فانظروا إلى حال القصيدة مثلاً في عهد سيد درويش (والذي لم يقترب منها) وسلامة حجازي ومحمد عثمان، وانظروا إليها لا أقول في الستينيات ولا في الخمسينيات بل في منتصف الثلاثينيات وقارنوا واحكموا !!!!!
من طور فن القصيدة غير عبدالوهاب من لحن وغنى "منك يا هاجر دائي" و "أخاف عليك من نجوى العيون" و "خدعوها" و "ياحبيبي كحل السهد" و "ياجارة الوادي" و "ردت الروح" و "علموه" و "ياشراعاً" و "أعجبي بي" ؟؟؟!!
فلتأخذوا "أعجبت بي" وقارنوها بكل القصائد في ذلك الوقت سواء ألحان القصبجي أو زكريا أو السنباطي أو غيرهم.
خلاصة الكلام... أن من يملك هذه الموهبة العظيمة والفكر الخلاق والخيال الخصب لايقتبس هذا المقطع أو ذاك لعجزه لأن من يبدع كل تلك الألحان لا تضيف له تلك المقاطع شيئاً، وكما شبهه أخونا بمن يملك مليارات ويسرق بضعة جنيهات!!!!!
بل يقتبسها (في حدود المسموح) لغرض فني، ففي مقدمة "أهو أنا" مثلاً يلفت الانتباه لتشبيه إسماعيل ياسين بالفنان العالمي، وإلا فالقاصي والداني يعرف اللحن الأصلي لها وعبدالوهاب أذكى من أن يفوته ذلك ولكنه كان قاصداً، وعلى كل حال فإن تكملة اللحن أجمل من المقدمة وكذلك ألحانه العجيبة لفيلمي عنبر وغزل البنات !! فلماذا لم يعجز فيهما ويقتبس أي لحن آخر لكي يكمل بها ألحانه؟؟!!!
إذاً فالاقتباس بحد ذاته عمل فني عبقري فهو من جهة يلفت الانتباه لشيء ما من خلالها، ومن جهة أخرى يظهر براعة الملحن في دمج الألحان الشرقية والغربية !! وليس كل ملحن يقدر على ذلك!!
العجيب أنه لم يبدأ أخونا عاشق الراست موضوعه حتى بدأت السموم تنفث في كل مكان!!!
فتجد الواحد ما إن يسمع لحناً لعبدالوهاب ويجد فيه لمحة من لحن ما حتى يأتيك مسرعاً فرحاً لأنه لقي على الموسيقار العظيم ممسكاً وينشره في المنتدى ويتهمه بالسرقة أو بـ "اللطش" !!!
الرجاء قبل تشويه سمعة موسيقار عظيم مثل عبدالوهاب أو غيره التروي وجعل الأهواء الشخصية جانباً وعدم تأجير عقولنا للغير ومحاولة تحليل الأمور ثم نحكم.
|