[علي أبوناجي]

برحيل الفنان محمد بوليفة تفقد الساحة الفنية الموسيقية والطربية الجزائرية عملاقا من عمالقتها أرى في الظروف الحالية استحالة تعويضه . هاهم الكبار يا إخواني ينسحبون من الحياة في صمت الواحد تلو الآخر ولا شيء يعزينا فيهم سوى إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولن يبقى بين أيدينا منهم سوى آثارهم الفنية التي جادوا بها في زمن الجود والجودة الفنية . ليس فراقكم هو الذي يصعب علينا فحسب أيها الكبار وإنما خلو الساحة من جيلكم الجميل أيضا وهذا هو الأقسى والأصعب . بتوديعكم واحدا واحدا نودع أنسنا والزمن الجميل الذي جاد بكم وجدتم به و الذي لا أظنه يعود . فوداعا يا من صنعتم الزمن الجميل و آنستمونا فأحسنتم إيناسنا وأطربتمونا فاحترمتمونا ودخلتم بيوتنا بكل أدب واحتشام فبوأناكم بدل البيوت القلوب وأحببنا من أجلكم ذاك الزمان واتصل حنيننا إليه وما أظنه ينقطع ، فشكرا لكم شكرا جميلا يوافي جميل صنيعكم ، رحم الله الراحلين منكم و غفر لهم ومتع بالصحة الأحياء الباقين منكم وجعلهم عزاء لنا عنكم و لو إلى حين ، وأنت يا محمد بوليفة يا طودا انهد ولكن في صمت ، في صمت أكررها لأنك ملآن والأشياء الفارغة هي التي تحدث الضجيج ، رحمك الله وطيب ثراك وغفر لك وعظم فيك أجر أسرتك والأسرة الفنية وكل محب لك و الحمد لله في السراء والضراء.