عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07/10/2012, 14h51
الصورة الرمزية علي سيف
علي سيف علي سيف غير متصل  
Banned
رقم العضوية:151031
 
تاريخ التسجيل: January 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 59
المشاركات: 431
Smile رد: المبتهل الشيخ سيد النقشبندى

القصيدة الكاملة لابتهال الشيخ سيد النقشبندي رحمه الله ( يا من رأى عمراً )



ما لي و للنجم يرعاني يرعاني و أرعاهُ = أمسى كلانا يعاف الغمض جفناهُ

لي فيك يا ليل آهات أرددها = أواه لو أجدت المحزون أواه

لا تحسبني محباً يشتكي وصباً = أهون بما في سبيل الحب ألقاه

إني تذكرت و الذكرى مؤرقة = مجداً تليداً بأيدينا أضعناه

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد = تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

ويح العروبة كان الكون مسرحها = فأصبحت تتوارى في زواياه

كم صرفتنا يد كنا نصرفها = و بات يملكنا شعب ملكناه

كم بالعراق و كم بالهند ذو شجن = شكا فرددت الأهرام شكواه

بني العمومة إن القرح مسكم = و مسنا نحن بالألام أشباه

يا أهل يثرب أدمت مقلتي يد = بدرية تسأل المصري جدواه

الدين والضاد من مغناكم انبعثا = فطبقا الشرق أقصاه و أدناه

لسنا نمد لكم أيماننا صلة = لكنما هو دين ما قضيناه

هل كان دين ابن عدنان سوى فلق = شق الوجود و ليل الجهل يغشاه

سل الحضارة ماضيها و حاضرها = هل كان يتصل العهدان لولاه

هي الحنيفة عين الله تكلؤها = فكلما حاولوا تشويهها شاهوا

هل تطلبون من المختار معجزة = يكفيه شعب من الأجداث أحياه

من وحد العرب حتى كان واترهم = إذا رأى ولد الموتور آخاه

و كيف كانوا يداً في الحرب واحدة = من خاضها باع دنياه بأخراه

و كيف ساس رعاة الإبل مملكة = ما ساسها قيصر من قبل أو شاه

و كيف كان لهم علم و فلسفة = و كيف كانت لهم سفن و أمواه

سنوا المساواة لا عرب ولا عجم = ما لامرئ شرف إلا بتقواه

و قررت مبدأ الشورى حكومتهم = فليس للفرد فيها ما تمناه

و رحب الناس بالإسلام حين رأوا = أن السلام و أن العدل مغزاه

يا من رأى عمراً تكسوه بردته = و الزيت أدم له و الكوخ مأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقاً = من بأسه و ملوك الروم تخشاه

سل المعالي عنا إننا عرب = شعارنا المجد يهوانا و نهواه

هي العروبة لفظ إن نطقت به = فالشرق و الضاد و الإسلام معناه

استرشد الغرب بالماضي فأرشده = و نحن كان لنا ماض نسيناه

بالله سل خلف بحر الروم عن عرب = بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا

فإن تراءت لك الحمراء عن كثب = فسائل الصرح : أين المجد و الجاه

و انزل دمشق و سائل صخر مسجدها = عمن بناه لعل الصخر ينعاه

و طف ببغداد و ابحث في مقابرها = عل امرأ من العباس تلقاه

هذي معالم خرس كل واحدة = منهن قامت خطيباً فاغراً فاه

إني لأشعر إذ أغشى معالمهم = كأنني راهب يغشى مصلاه

ألله يعلم ما قلبت سيرتهم = يوما فأخطأ دمع العين مجراه

أين الرشيد و قد طاف الغمام به = فحين جاوز بغداداً تحداه

ملك كملك بني التاميز ما غربت = شمس عليه و لا يرق تخطاه

ماض نعيش على أنقاضه أمماً = و نستمد القوى من وحي ذكراه

لا در در امرئ يطري أوائله = فخراً ، و يطرق إن ساءلته : ما هو

ما بال شمل بني قحطان منصدعاً ؟ = رباه أدرك بني قحطان رباه

عهد الخلافة في البسفور قد درست = آثاره ، طيب الرحمن مثواه

عرش عتيد على الأتراك نعرضه = ما بالنا نجد الأتراك تأباه

ألم يروا كيف فداه معاوية = و كيف راح علي من ضحاياه

غال ابن بنت رسول الله ثم عدا = على ابن بنت أبي بكر فأرداه

لما ابتغى يدها السفاح أمهرها = نهراً من الدم فوق الأرض أجراه

ما للخلافة ذنب عند شانئها = قد يظلم السيف من خانته كفاه

الحكم يسلس باسم الدين جامحه = و من يرمه بحد السيف أعياه

يا رُبَّ مولىً له الأعناق خاضعة = و راهب الدير باسم الدين مولاه

إني لأعتبر الإسلام جامعة = للشرق لا محض دين سنه الله

أرواحنا تتلاقى فيه خافقة = كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه

دستوره الوحي و المختار عاهله = و المسلمون و إن شتوا رعاياه

لاهم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً = فامنن علينا براع أنت ترضاه

راع يعيد إلى الإسلام سيرته = يرعى بنيه و عين الله ترعاه


ا
لقصيدة بعنوان وقفة على طلل للشاعر محمود غنيم. من كتاب ( سر تأخر العرب و المسلمين ) للشيخ محمد الغزالي ص113

رد مع اقتباس