صديقي الحبيب أستاذ احمد "ارمندو" المحترم
فعلا وكما تفضلت، فمن الصعب جدا أن تكون الأعمال فردية أو أن المجهود الفردي هو مثل الحفر بواسطة الأظافر على الفولاذ.
لا أخفي عليك فأنا لست مدعوما من أي جهة لأنني لا أنتمي إلى أي جهة أو جماعة سياسية.
سوف أروي عليك بعضا من ذكرياتي بعد خروجي من الوطن العربي.
أولا: حينما كنت طالبا في كونسيرفتوار القاهرة، كانت العميدة الدكتورة سمحة الخولي رحمها الله تهتم بي اهتماما كبيرا جدا، وكانت تقول لي: يا احمد، انت ها تبقى سفير كونسيرفتوار القاهرة في العراق.
وفعلا بعد أن عدت للعراق وانتشر اسمي بين الوسط الموسيقي، بدأ ذلك يعكس مصر وتقدمها في الموسيقى (وطبعا هذا لا يخفى لا على القاصي ولا على الداني)، لكنني كنت خير ممثل ليس فقط لكونسيرفتوار القاهرة، بل لمصر موسيقيا، ليس لسبب أنني خريج الكونسيرفتوار فقط، بل لأنني عملت كثيرا في مصر مع الكثير من الفرق، حتى مع أوركسترا القاهرة السيمفوني عملت لفترة وجيزة جدا حينما طلبوا أفضل الطلاب من الكونسيرفتوار ومعهد الموسيقى العربية.
بعد ذلك شاءت ظروفي وأجبرتني ظروف بلدي على ترك الوطن، إلى الوطن الثالث وهو الأردن، حيث عملت عشر سنوات، هناك كنت أمثل بلدين، مصر والعراق. وشاءت الأٍقدار أن أهاجر إلى أوروبا، فأصبحت في الأوساط التي أعمل بها والأوساط الموسيقية أمثل ليس فقط مصر والعراق، بل الدول العربية، وأنا أحاول قدر الإمكان حينما أسأل من أين أنا، أن يكون ردي: أنا عربي.
أما بالنسبة للدعم الدولي وأقصد دعم السفارات، فهذا هو أمر محزن. يؤسفني أن أقول أن الكثير من السفارات العربية ليست لها علاقة بالفنانين الذين ينتمون للبلد. والحال أسوأ في قنوات التلفزة العربية. كلها محسوبية ومنسوبية وجهوية.
بالنسبة للآلات الشرقية، أتمنى أن يفعل ذلك أحد أساتذة الموسيقى العربية، مثل أخي الغالي الأستاذ محمد الألآتي، أو غيره.
أخيرا أتمنى لك كل الصحة
خالص محبتي
أحمد الجوادي