
30/09/2012, 16h00
|
 |
رحمة الله عليه
رقم العضوية:625469
|
|
تاريخ التسجيل: February 2012
الجنسية: عربي
الإقامة: السويد
العمر: 73
المشاركات: 692
|
|
|
رد: نوتات من تدوين أحمد الجوادي
ربع التون التركي
بقلم: أحمد الجوادي
لقد نشرت هذا الموضوع منذ أكثر من سنتين، وقد سرق هذا الموضوع ولم يكتب السارق اسمي، لذا اقتضى التنويه.
بداية أحببت أن أنوه إلى أن هناك لبس أو سوء فهم عندنا نحن العرب حول الربع تون التركي ونتصور بأن ربع التون التركي هو دائما ربع تون عالي جدا وهذا الكلام غير دقيق.
سوف أبدأ بتجربة موسيقية فيزيائية:
لو كان قارئ هذه الأسطر عازف كمان أو فيولا أو شيللو فممكن أن يعمل هذه التجربة البسيطة جدا:
أرجو أن ينصب (يدوزن) الآلة على الدوزان الغربي أي في الكمان من الوتر الغليظ للرفيع: صول ري لا مي، ثم يضع الاصبع الأول على وتر ري ليصدر نوتة مي طبيعي، يقوم بدوزان أو بضبط هذه النوتة باستخدام العزف على وترين مع وتر لا، سوف تصدر نوتة مي الطبيعي المضبوطة تماما.
بعد ذلك يعيد الكرة ويضبط نفس النوتة أو نوتة مي لكن هذه المرة مع وتر صول، سوف يحصل على نوتة مي لكنه سوف يلاحظ هذه المرة بأن نوتة مي الصادرة من هذا التآلف هي ناقصة قليلا أو أنها أخفظ من نوتة مي الأولى أو أن صوتها أغلظ بقليل جدا. ممكن إجراء نفس التجربة على نوتة سي الطبيعي مع وتر مي أو صول.
هذا شيء معروف في الموسيقى الغربية لكن مثل هذه المعلومة نادرا ما تجدها في كتاب معين.
نوتة مي الثانية، أو نوتة مي الصادرة من عزفها مع وتر صول هي تقريبا نفسها نوتة مي التركية (العالية).
من لا يعزف الكمان أو آلة وترية ممكن أن يسأل صديقا عازف كمان لكي يجري هذه التجربة أمامه.
هناك بعض الموسيقيين العرب من لا يستخدم أسماء النوتات الفرنسية أي دو ري مي لذا سوف أعيد كتابة النوتات الفرنسية وما يعادلها بالإنجليزية:
Do = C, Re = D, Mi = E, Fa = F, Sol = G, La = A, Si = B (in German) Si = H Si bemole = B
علي أن أستخدم كلمة (تقريبا) لأن أرباع التونات وأنصافها هي أشياء غير ثابتة أبدا وهي تتغير من وقت لآخر أثناء العزف بالنسبة لموقعها من العزف ووظيفتها، (هناك بعض العازفين يجهلون أو لا يتمكنون من التحكم في تغيير هذه النوتات، مثل هؤلاء العازفين يكون عزفهم أشبه بعزف ماكنة وليس عزفا حيا، يفترض أن يأتي هذا التحكم بواسطة الإحساس).
قلت بداية بأن ربع التون التركي ليس بالضرورة أن يكون كله ربع تون عالي، السبب في ذلك هو أنه يوجد أكثر من نوع ربع تون في الموسيقى التركية، ففي بعض السلالم يكون ربع التون عالي جدا (أي يشبه نوتة مي الثانية التي حصلنا عليها من التجربة) وهذا يعني أنه توجد أرباع تون تركية ليست عالية بل قريبة من ربع التون العربي.
السلالم التركية التي يكون فيها ربع التون عاليا (أي ربع التون الذي يقترب من النوتة طبيعية) هي: الراست وعائلته والسيجاه وعائلته.
(نلاحظ بأنني قد تعمدت كتابة سيجاه بهذه الطريقة لأنني أتمنى أن يلفظها كل الموسيقيين العرب بالشكل الصحيح حيث أن حرف الجيم هنا يجب أن يلفظ هنا بحسب اللهجة المصرية)، مع الأسف فإن الغالبية العظمى من العرب يلفظون هذه التسمية (والكثير من التسميات الأخرى) بطريقة غير صحيحة حيث ان هذه التسميات هي ليست عربية بل هي إما أن تكون فارسية أو تركية (هكذا يجب أن تلفظ كلمة سيكاه Segah وليس Seeka بحيث تكون الياء مخففة وليست قوية). السبب في ذلك هو أن هذا الحرف مفقود في اللغة العربية لكنه موجود في بعض اللهجات العربية، ففي العراق وبعض الدول العربية يستخدم الحرف گ والذي هو مستعار من اللغة الفارسية وتكتب (سيگاه) وفي تونس الخضرا يستخدم الحرف ڤ بدلا من هذا الحرف غير الموجود في اللغة العربية.
ربع التون التركي في مقام الهزام:
من السلالم المستخدمة كثيرا في الموسيقى العربية والتركية على حد سواء هو سلم الهزام والذي هو أحد فروع سلم السيجاه، في هذا السلم تكون درجة الاستقرار هي مي ربع التون، تكون هذه النوتة في الموسيقى التركية عالية جدا وتكاد أن تقترب من نوتة مي الطبيعي.
كلنا نذكر سولو الكمان للرائع الراحل الكبير الأستاذ أحمد الحفناوي في أغنية رسالة من تحت الماء، الكثيرين لا يعرفون بأن هذا السولو هو عبارة عن هزام تركي، لقد تعمدت أن أضع في الفيديو تقسيم لعازفة كمان تركية اسمها جنان (وهي مطربة أيضا) والتقسيم هو هزام على درجة سي (نصف بيمول التركي)، ووضعت بعدها مباشرة السولو الشهير للأستاذ الحفناوي، سوف نلاحظ بأن درجة الاستقرار هي نفسها (مع مراعاة الفرق بين الدوزان بسبب أن التسجيل الثاني للحفناوي هو قديم وهذا السبب في أن النوتات أعلى بقليل من الأصلي)، معروف بأن اسم هذا السلم سيكون راحة الأرواح بسبب أن درجة استقراره على نوتة سي ربع التون (هنا ربع التون التركي العالي).
ربع التون التركي في مقام الصبا:
لو استمعنا لسلالم أو مقامات أخرى تحوي على ربع التون غير المقامات التي تم ذكرها سابقا للاحظنا بأن ربع التون فيها يختلف عن المقامات السابقة وهو ليس عاليا بنفس القدر.
لو استمعنا لمقام الصبا للاحظنا بأن ربع التون عاليا لكنه ليس كما هو في المقامات السابقة، (سوف يكون الحديث على أن الصبا في مكانه الأصلي أي على نوتة ري) نلاحظ أن النوتة الثانية والتي هي مي نصف بيمول تكون في الصبا التركي عالية أيضا لكنها أخفض مما هي عليه في الهزام أو باقي السلالم السابقة، لكن ما يترتب على ذلك هو تغيير باقي النوتات أي نوتة فا أي الدرجة الثالثة من السلم تكون (أحيانا) أعلى بقليل مما هي عليه، أما الدرجة الرابعة من السلم أي صول بيمول فهي (غالبا) ما تكون أعلى مما هي عليه في مقام الصبا العربي، لكن علينا أن نتذكر ما كتبته سابقا وهو أن ربع التون وباقي النوتات ليست ثابتة بل هي متغيرة، لقد وضعت ملف صوتي للكارينيت من مقام الصبا سوف تلاحظون بأنه في البداية تكون النوتات فا وصول بيمول عالية وليست كما في الصبا العربي لكنها في آخر الملف أي عندما يقترب العازف من الاستقرار تتغير لتكون أقرب للأصوات المستخدمة في الموسيقى العربية.
ربع التون التركي في مقام البياتي:
ننتقل لمقامات أخرى مثل مقام البياتي والمسمى لدى الأتراك بالعشاق (ليس العشاق المصري)، نلاحظ لدى سماعنا للتقاسيم المرفقة في الفيديو بأن ربع التون أي الدرجة الثانية من السلم (مي نصف بيمول في حالة أن البياتي على نوتة ري) هي قريبة جدا من ربع التون العربية.
أرباع التون في الموسيقى العربية:
هنا علي أن أنوه بأن ربع التون في الموسيقى العربية هو الآخر غير ثابت أي أنه يختلف من مقام لآخر وأيضا فهو يختلف من منطقة جغرافية لأخرى فربع التون في العراق هو عالي نسبيا وربع التون في مصر هو متوازن ويقع تقريبا في منتصف المسافة (أي ثلاثة أرباع التون تقريبا صحيحة) وربع التون في سوريا وبلاد الشام فهو منخفض جدا بحيث يقترب من نصف التون.
غير ذلك فربع التون العربي أيضا يختلف من مقام لآخر فربع التون في مقام الراست على الدو أو نوتة مي نصف بيمول هي ليست نفسها في مقام البياتي على نوتة ري أي مي نصف بيمول، والخطأ الذي يقع فيه الكثير من العازفين هو جهلهم بأن ربع التون مختلفة وهذا هو السبب الذي يكون عزف البعض أحيانا غير مريح للأذن أو أن المستمع يحس بأن هناك خللا في هذا العازف، (هناك أشياء وأمور أخرى كثيرة جدا تتسبب في هذا أيضا) وأيضا علي أن أنوه بأن حتى البيمولات هي ليست نفسها في كل المقامات فهي الاخرى تتغير.
في الفيديو يكون البيات على درجة سي في التسجيلات الثلاثة ويكون مقام الهزام على درجة دو نصف البيمول (التركي) في الفيديو الأول.
(بعد كل ما تقدم لدي ملاحظة وهي أننا في أغلب الدول العربية نستخدم المصطلحات الفرنسية مثل دو ري مي وبلانش ونوار، في حين أن هذه المصطلحات هي ليست عالمية بل هي محلية ولو ذهب موسيقي لا يعرف إلا المصطلحات الفرنسية للعمل في الولايات المتحدة أو استراليا أو بريطانيا أو ألمانيا أو غيرها لجابه صعوبة شديدة في الاختلاط والتفاهم الموسيقي ولصعب عليه العزف مع الأوركسترات، وهذا ما كان يصادفه الكثير من الموسيقيين الروس حينما يهاجرون للولايات المتحدة أو كندا أو استراليا على سبيل المثال حيث أنهم يستخدمون التسميات الفرنسية، لذا أنصح الشباب العربي أن يتعلموا أو على الأقل يعرفوا عن الطريقة العالمية، لا يوجد مكان لكي أتطرق لذلك الآن).
أرجو مشاهدة الفيديوين الملحقين، لقد أعدت صناعة الفيديوين بعد تعرض الموضوع للقرصنة، وهناك اختلاف بينهما.
https://vimeo.com/275493069
https://vimeo.com/275493227
https://vimeo.com/275827400
خالص تحياتي
أحمد الجوادي
التعديل الأخير تم بواسطة : أحمد الجوادي بتاريخ 19/06/2018 الساعة 18h04
|