عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25/09/2012, 04h13
الصورة الرمزية احمد عيدان
احمد عيدان احمد عيدان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:495011
 
تاريخ التسجيل: February 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 423
افتراضي رد: طالب القره غولي

طالب القره غولي لـ (الصباح):‏ غيرت مسار الأغنية العراقية





23/9/2012 12:00 صباحا

كان يصفه بليغ حمدي بأخطر ملحن
حاوره - سامر المشعل‏
للملحن طالب القره غولي صدى ‏يتردد بعمق خارطة النغم العراقي، ‏اذ فتح بمخيلته المرهفة وموهبته ‏المتفردة افاقا رحبة في التذوق ‏الغنائي، وانبجست من بين انامله ‏الروائع الغنائية مثل " اعزاز "، ‏‏" البنفسج "، " روحي "، " ‏جذاب "، " تكبر فرحتي بعيني ‏‏"، " اتنا اتنا "، " حاسبينك "، ‏‏" يا ضوه ولاياتنا " وغيرها من ‏الاغاني، التي تعرشت في ذاكرة ‏الابداع العراقي.. بعد هذه الرحلة ‏الطويلة في سفر الاغنية العراقية، ‏طرق خلالها العديد من المقامات ‏والايقاعات، التي اصبحت ثروة ‏وطنية يفخر بها ابناء الرافدين .. ‏الحنين اعاد ابو شوقي من السويد ‏برحلة دراماتيكية الى العراق ‏وبنفس وتيرة الحب والاعتزاز ‏لاسرة جريدة (الصباح)، شددنا ‏الرحال صوب الناصرية ثم اتجهنا ‏الى ناحية النصر، لنحل ضيوفا ‏على "ابو شوقي"، تحاورنا معه ‏بحديث شيق اماط اللثام عن الكثير ‏من الاسرار والمفارقات ‏والذكريات الممتعة والجريئة ‏لتجربة احترافية تجاوزت 42 ‏سنة ابداعية . ‏
مشاعر ليست مزورة

• ما صدى استقبال الجمهور لك ‏ومهرجانات الاحتفاء التي بدأت ‏في الناصرية وانتهت في بغداد ‏بعد عودتك الى العراق؟
‏- لم اتوقع ان استقبل بهذه ‏الحفاوة والتكريم ومشاعر الحب ‏التي غمرتني وخصوصا في ‏الناصرية، لم احتمل هذا الحب ‏ولذت بالبكاء، عندما اجد الناس ‏تقبل يدي وتغرقني بمشاعر ‏جياشة.. بقيت ابكي في القاعة ‏ولاول مرة اشعر بمشاعر حقيقية ‏ليست مزورة، ازاحت الكثير من ‏غيوم الحزن التي انتابتني في اخر ‏ايامي في السويد. ويضيف في ‏السويد يفتقرون للحياة ‏الاجتماعية، العراقيون هناك ليس ‏لهم حياة اجتماعية قائمة على ‏التوادد والمحبة والتواصل ‏الانساني ولقاءات وجلسات سمر ‏حميمية كتلك التي نعيشها في ‏العراق.. الذين اتوا بي الى السويد ‏لم يعد لديهم الوقت لمهاتفتي.. ‏كنت اتمنى اي شخص يكلمني ‏بالهاتف، اريد ان احكي.. بقيت ‏اياما لم يكلمني فيها احد، وعندما ‏كنت اكلم ابني شوقي وبناتي ‏اصبحوا يحسون ان صوتي قد ‏تغير ! يقولون لي ( شبيه صوتك ‏‏)، اقول لهم هناك ترك.. من اتيت ‏الى العراق، كثيرون قالوا لي ‏استاذ طالب ( وين اجيت ) للحر ‏وانقطاع الكهرباء.. راح تتبهذل.. ‏لو باقي في السويد.. ويرد على ‏هذا التساؤل؟.. الان نحن عايشين ‏في جهنم، وهذه الحياة عندي الذ ‏ما يكون لاني عايش هنا وسط ‏اهلي واولادي وزملائي ‏واصدقائي وناس يحبوني.‏

• انت محظوظ ؟
‏- نعم انا محظوظ وهناك الكثير ‏من الاشارات التي استدل منها ‏على اني محظوظ فعلا.. منها ‏عندما كنت في سوريا، وبدأت ‏المعارضة تنشط، وتطفو بعض ‏المشاكل ضد الدولة، واخذ ‏العراقيون يقلقون، يصل ‏اسماعهم.. كلام فيه توعد ‏للعراقيين في سوريا.. في هذه ‏الاثناء بقيت حائرا.. اين اذهب، ‏الاردن صارت صعبة وتحتاج الى ‏فيزا واستقرار اخر. واذا تأتيني ‏فيزا الى السويد وفي الوقت ‏المناسب، وعلى عجل رتبت ‏اموري وقلت في نفسي عندما ‏اصل الى السويد يحلها الف ‏حلال.. وكنت اشعر بالم في العظم ‏وراجعت طبيبا سوريا يضمد ‏رجلي بين الحين والاخر.. وصلت ‏الى السويد في الليل، ازداد الالم ‏بعد برحلة متعبة وعندما وصلت ‏الى استوكهولم كنت في قمة ‏الاعياء لاحظوا عليّ التعب، ردت ‏دكتور يضمد لي رجلي، وفي وقت ‏متأخر من الليل، كان هناك دكتور ‏عراقي، قلت له غير ضمادي، ‏فاجابني اجابة صادمة، انت الان ‏في حالة خطرة جدا، وصولك الى ‏السويد هو اغرب من الغرابة، ‏كيف وصلت للسويد في هذه ‏الليلة؟!! وقال لي انت في حالة ‏خطرة، عندك كنكرينية وهذا ‏النوع ينتشر بسرعة في الجسم، ‏ثم نصحني ان ادخل المستشفى ‏من صباح الغد.. ذهبنا في اليوم ‏التالي الى المستشفى وبعد اجراء ‏الفحوصات قرروا بتر رجلي.‏

لأول مرة أسمع ألحاني

• هل تشعر بانك خالد في ذاكرة ‏الناس، وانت مازلت على قيد ‏الحياة ؟
‏- عند مجيئي للعراق، حدث شيء ‏غريب لدي لم اتحسسه سابقا، ‏سمعت الحاني باصوات مطربين ‏اخرين كجزء من الاحتفاء ‏بتجربتي، سمعت الحاني بشكل ‏اخر، رهيب وكأني لم اسمعها من ‏قبل.. بقيت اصفن معقولة هذه ‏الحاني!! اغنية " ياخوخ ‏يازردالي "، هذه اول اغنية ‏الحنها وهي اغنية مهملة في ‏الاذاعة، عندما غناها احد ‏المطربين، استمتعت بجماليتها ‏وكانت مفاجئة لي، بقيت ابكي.. ‏سمعتها بتركيز غريب وكأني لم ‏اسمعها من قبل بهذا الشكل.. ‏الخلود لم يأتِ في بالي.. وشعرت ‏بفرح هائل جدا لهذا الانجاز الذي ‏قدمته.‏

علمت نفسي العزف وكتابة ‏النوطة

• متى تحسست ان في داخلك ‏فنان ؟
‏- من زمن الشباب وقبل ان ‏اصبح معلما .. كنت انحت ‏بالصخر، فلم يكن احد من اهلي او ‏اقربائي لديهم ميول فنية او ‏يشجعني على الفن، فأنا في جو ‏عائلي محافظ وطابع المدينة هو ‏طابع ديني، بدأت مع نفسي، ‏علمت نفسي العزف وكتابة ‏النوطة في غرفة مغلقة، وانا ‏اساسا امتلك موهبة الغناء، اثناء ‏اختباري الاول في الاذاعة في عام ‏‏1969-1970 كان احد اعضاء ‏اللجنة المرحوم روحي الخماش ‏قال لي اكيد انت احد طلابي، وانا ‏ناسيك.. قلت له، استاذ انا لم ادخل ‏معهدا أو ادخل دورة ولم اتعلم ‏عند استاذ بالموسيقى.‏

زعل فاضل عواد

• في حوار سابق لي معك، قلت ‏لي بأنك قدمت للاذاعة كمطرب ‏وملحن؟
‏- نعم قدمت مطربا وملحنا، كنت ‏قريبا من اجواء السياسة ‏والصحافة، علما انني لست ‏صحافيا أو سياسيا.. كنت في تلك ‏الفترة جيئة وذهابا بين بغداد ‏والناصرية، والهدف هو الدخول ‏الى عالم الاذاعة.. كنت اقبل ‏بالرفض ولا يعطوني مجالا.. ‏وسطت احد اصدقائي يعرف ‏شخصا مقربا من مدير الاذاعة ‏انذاك.. قلت له انا اصرف نصف ‏مرتبي في بغداد وارجع للناصرية ‏بخفي حنين، لا اريد شيئا سوى ‏ان يسمعوني، اذا زين يقبلوني، ‏واذا لا ليس يطردوني وحسب ‏وانما اكتب لهم تعهدا على ورقة، ‏ان اخذ علقة ضرب بما يشاؤوا.. ‏وصل كلامي هذا الى المدير العام ‏وكان في وقته الطبقجلي وبدوره ‏خابر الفنان علاء كامل، قال لهم ‏هناك ولد من الناصرية اسمعوه.. ‏جاءت لجنة مكونة من علاء كامل ‏وروحي الخماش وخزعل مهدي ‏وجوزيف حنا وخضر الياس.. ‏قدمت في الاختبار اغنية محمد ‏عبد الوهاب " عندما يأتي المساء ‏‏" وكانت من الاغاني الصعبة جدا ‏فيها تحويلات لايؤديها الا ‏الشخص المتمكن وغنيتها بشكل ‏متقن، واستطعت ان احوز على ‏قبولهم وموافقتهم.. ويضيف ‏القره غولي قبل ذلك كنت اشارك ‏في بعض البرامج التي يشرف ‏عليها المرحوم كمال عاكف وكان ‏للفنان فاضل عواد دور بارز في ‏الفرقة وكان يقلد الفنان عوض ‏دوخي في طريقة غنائه.. عندما ‏اتيت غنيت لعوض دوخي، ‏فتفوقت على فاضل عواد والكل ‏ارتاح لطريقة غنائي وقالوا انت ‏وين وفاضل وين.. فزعل عليّ ‏فاضل عواد. ‏

لا أشعر بغيرة

• من من الملحنين كان يشكل لك ‏منافسة ابداعية؟
‏- لم اشعر بمنافسة من احد ‏الملحنين على الاطلاق، كان في ‏البداية كوكب حمزة، عندما يلحن ‏اغنية لازم اسمعها جيدا وكأنه ‏واجب ملح، كي اقيمها، حتى اقدر ‏ان الحن احسن منها.. لا اشعر ‏بغيرة من احد، عندي اسلوبي ‏الخاص في التلحين، في شغلة ‏تسمعها تقول انه ابداع ما تقدر ‏توصله، لكن في ابداع ايضا ‏تستطيع ان تعمل احسن منه، هذه ‏الحالة دائما تنتابني، لكن كوكب ‏سافر وكمال السيد، مثل بيضة ‏ديك بس بيضة وحدة بيضها ‏وانتهى بعد ما عنده شيء، بعد ‏لحن اغنية " المكير " بدأ يعمل ‏اشياء عادية.. " المكير " عمل ‏مدروس فيه موسيقى وغناء، ‏بعدها لحن لاشخاص ما يمكن ان ‏يصبحوا مطربين مثلا لحن لفتاح ‏حمدان وقدمه للاذاعة، المطرب لا ‏تتوفر فيه صفة واحدة فقط، لابد ‏ان تتوفر مواصفات كثيرة حتى ‏يصبح مطربا، الاعمال التي قدمها ‏كمال السيد بعد المكير بائسة، هذا ‏يعني انه ما عنده شيء مثل ‏الملحن علي عبد الله، فنان ‏متواضع الحانه تقليدية، ليس فيها ‏عمق، جاءت عنده اغنية هي " ‏ياكاع ترابج كافوري " اثناء ‏الحرب.‏

‏" ياكاع ترابج كافوري " ‏صارت وبالا على ملحنها

• لكن هذه اهزوجة وانخدمت ‏اعلاميا اثناء الحرب لانها اغنية ‏تعبوية؟
‏- بالتالي هو اشتهر بها، اسوق ‏كلامي مستشهدا بالملحن علي ‏عبد الله على سبيل المثال.. لان ‏علي قبل هذه الاغنية ما كان ‏بالعدة، بعد " ياكاع ترابج ‏كافوري " اصبح بالعدة، في هذه ‏الاثناء كانت الحرب والاغاني ‏تلحن وتقدم بشكل سريع، بحيث ‏لم يكن لدينا الوقت الكافي نحفظ ‏المطربين، نخط كلمات الاغنية ‏بلافتات كبيرة ونضعها في ‏المسرح بحيث على بعد خمسين ‏متر يستطيع المطرب ان يقرأها، ‏علي عبد الله كان يتهرب، لانه ‏يسمع الالحان، التي تقدم من قبل ‏الملحنين الاخرين، اعلى مستوى ‏من الالحان التي يقدمها، ثم التفت ‏اسئل عنه اجده قد سرق نفسه من ‏القاعة خلسة، " ياكاع ترابج ‏كافوري " صارت وبالا عليه، اما ‏ان يقدم مثلها أو احسن منها.‏

واقع الاغنية سيئ

• ما هي الاضافة التي قدمتها ‏للاغنية العراقية ؟
‏- كنت احكي مع نفسي واقول لازم ‏اغير واقع الاغنية العراقية!!.. ‏احكي لك بصراحة هذا الكلام لم ‏اتجرأ ان اقوله امام اي واحد، في ‏نظري كان واقع الاغنية سيئا، ‏الاغاني كانت عبارة عن جملة ‏واحدة تتكرر موسيقى وغناء.. ‏جملة لا تتعدى ثمان بارات، واردد ‏مع نفسي، هل معقول ان الغناء ‏العراقي بما يمتلك من الوان ‏وانغام، لا نستطيع ان نعمل اغنية ‏متكاملة لها اطار وطابع موسيقي ‏وغنائي خاص.. ما نتمكن ان ‏نعمل اغنية فيها معنى وفيها ‏قصة.. هذه اسئلة كنت احدث فيها ‏نفسي، ولا اتجرأ ان احكي هذا ‏الكلام مع الاخرين في ذلك الوقت، ‏لان اتوقع ان يقولون لي " وينك ‏وين جرودك " هذا الكلام اكبر ‏منك.. ويعود الفنان الكبير طالب ‏القره غولي بذاكرته ليستل منها ‏شريط الذكريات عندما كان في ‏ناحية النصر وهو يحمل هذه ‏الاحلام الكبيرة، قائلا كنت انا ‏ومعلم صديق لي ثم تصاهرنا.. ‏كنت اطلع انا واياه بعد العشاء في ‏ناحية النصر ونجلس نتحدث في ‏المقهى ثم نرجع لننام، لايوجد ‏شيء اخر لاتوجد سينمات أو ‏سهر أو ترفيه اخر.. اقول ‏لصديقي المعلم في يوم من الايام ‏ستجدني متقدما في مجال الاغنية ‏العراقية، ويقابلني باستنفار " ‏وينك وين اجرودك " كان يستنكر ‏بميانة هذا الكلام وانا اقول له ‏يأتي يوم واغير مسار الاغنية ‏العراقية.‏
ويواصل القره غولي حديث ‏الذكريات انا كنت احفظ الغناء ‏بالطريقة التقليدية، ثم اغنيها ‏وبعدها اسمع الاغنية وافرز ‏اصوات الالات الموسيقية كل ‏واحدة على حدة، فاسمع آلة ‏الكنترباص على حدة ولا اسمع ‏بقية الالات واتحسس الة ‏اللاورغن والة الكمان.. اتمعن ‏كيف تشتغل الالات، اسلوبي ‏بالسماع متعب جدا.. من اسمع ‏اغنية لعبد الوهاب مثلا على ‏الفور اقول لماذا الاغنية العراقية ‏جملة واحدة تتكون من ثمان ‏بارات تتكرر، والاغنية لا تتعدى ‏كونها ترجمة للكلام ليس فيها ‏موسيقى، والاغنية تغرف من ‏بستات المقام العراقي ولها اجواء ‏المقام العراقي، وليس للاغنية ‏العراقية ملامح تختص بها.. امر ‏التغيير كان هاجسي، كنت دائم ‏التفكير فيه. فعندما اقدم لحنا لا ‏اقدم فيه موسيقى بسيطة، لحنا ‏فيه عدة مقاطع وكل مقطع له لحن ‏خاص مع مقدمة موسيقية هناك ‏جو موسيقي في الكوبليهات مع ‏مقامات متنوعة. ‏

لقاؤه بمظفر النواب

• اغنية روحي انت اخذتها من ‏ديوان " الريل وحمد " وليس ‏باتفاق مع مظفر النواب؟
‏- كل اغاني مظفر لم اتفق على ‏غنائها معه، ولم تكن بيني وبينه ‏معرفة، عندما لحنت الاغاني، ‏وفي وقت متأخر عندما التقيته ‏حكى لي، وكان متابعني اينما ‏يرحل سواء في الشام أو ليبيا.. ‏قال لي النواب: نحن نسمع ‏الاغاني العراقية من فرط شوقنا ‏للعراق.. نسمع الاغاني ولا تعرف ‏من ملحنها، فيقول انا كنت اعرف ‏الحانك، كنت اراهن على الحانك، ‏اعرف ميزات الحانك، واقول اي ‏النواب، ان هذا اللحن لطالب.. ‏ويؤكد القره غولي ان النواب كان ‏راضيا عني كل الرضا، وهو رجل ‏يحكي بصراحة ولا يجامل، وفي ‏سوريا انا ذهبت للتعرف عليه.‏
ويسرد القره غولي حكاية تعارفه ‏بالشاعر الكبير مظفر النواب، ‏ويقول كان يجلس بالليل في بار ‏اسمه قصبجي في شارع التجارة ‏بدمشق، والبار عبارة عن مكان ‏صغير يرتاده عدد معروف ومحدد ‏من الزبائن الذين يتكررون على ‏المكان، ولا يأتيهم شخص ‏غريب.. قصدت المكان ادور على ‏النواب، فشاهد صاحب المكان ‏شخصا غريبا، فقال لي تفضل انت ‏لاول مرة تأتي الى هنا.. قلت اسأل ‏عن استاذ مظفر النواب قال عندك ‏موعد معاه، هل تعرفه؟ قلت لا ‏والله لا اعرفه.. جئت لغرض ‏التعرف عليه.. قال النواب لا يأتي ‏الى هنا دائما، اذا تريد اعطني ‏اسمك واني اخبره، والامر متروك ‏له.. قال من حضرتك؟ قلت له اني ‏طالب القره غولي.. قال انت طالب ‏القره غولي، معقوله!!.. قلت له ‏ما القصة؟.. قال " يازلمه نحن ‏ليلية نحكي بيك وبالحانك ".. ‏وعلى الفور خابر مظفر قال له ‏تدري من هنا؟ طالب القره ‏غولي.. تحدث معي ورحب بي، ‏وكان ساكنا في منطقة بعيدة ‏اسمها دمر، واعتذر عن المجيء ‏قائلا الليلة لا استطيع المجيء، ‏عندي شغل، وغدا سوف انزل ‏ونلتقي في نفس المكان.. وفعلا ‏التقينا في اليوم التالي، فكان ‏يهمني ان ارى وقع الحاني عليه.. ‏فقال النواب انا لا اسمح لاحد ان ‏يغير شيئا في كلامي أو يضيف ‏شيئا، انت لم تغير شيئا وانما ‏اضفت شيئا وانا مرتاح لهذا ‏التغيير.. فقلت له اين الاضافة، ‏اني بصراحة نسيت.. قال في ‏قصيدة " روحي " في مقطع ( ‏عتبها هواي ما يخلص عتب ‏روحي ) انت اضفت هذه الجملة ‏وهي متماشيه مع الكلام.. هذه ‏الاشادة والرضا، افرحتني ‏واعطتني زخما من الثقة. ‏

يلحن في احلامه

‏• انت كنت اعلانا واسعا لقصائد ‏مظفر؟
‏- لم افتعل التلحين له، الذين لحنوا ‏لمظفر من بعدي لحنوا له اشياء ‏مفتعلة، شافوا طالب لحن له ‏فراحوا يلحنون له.‏

‏• انت باحث وليس ملحنا نمطيا ‏يأتيه الكلام لعنده ؟‏
‏- نص البنفسج اتاني به الفنان ‏سعدي الحديثي، وقال لي قصيدة ‏البنفسج اشتغل عليها اذا تقدر.. ‏ويواصل القره غولي حديثه.. هي ‏قصيدة معقدة تشعر ان ايقاعاتها ‏متنوعة وليس ايقاعا واحدا وفيها ‏فكرة، بحيث كنت من اشتغل ‏لمظفر لحن كنت انسى كل الدنيا.. ‏المفارقة الغرائبية التي يسردها ‏طالب في هذا اللحن انه وصل ‏بتلحينها الى مقطع " شلون ‏اوصفك وانت كهرب وانه كمرت ‏عيني دمعة ليل ظلمه " يقول عند ‏هذا المقطع توقف اللحن، بقيت ‏حائرا كيف ادخل هذا المقطع ‏بشغل جديد، عصى علي وبقيت ‏لمدة شهر اتفكر وقلق، كيف ‏الحنه؟.. وفي ليلة من الليالي ‏واني احلم بالكلام، واثناء الحلم ‏اني قاعد الحن ترأى لي اني ‏دخلت بلحن مقطع شلون ‏اوصفك.. اول ما فزيت ركضت ‏الى العود وعزفت اللحن وسجلته ‏فورا.. هذا اللحن اجزم جزما كاملا ‏باني لحنت بالحلم.‏

منـــع

‏• في فترة من الفترات بعهد ‏النظام السابق منعت هذه الاغنية؟
‏- في فترة منعت هذه الاغنية وهي ‏بالحقيقة غير ممنوعة، من لحنت ‏‏" حن وآنه احن ".. سالت مرة ‏مسؤولا كبيرا، لماذا المنع ؟ قال ‏لي انت اين سجلتها؟ قلت له في ‏الاذاعة وبفرقة الاذاعة، قال ( لعد ‏شلون ممنوعة).. ويوضح الفنان ‏طالب القره غولي هذا الالتباس، ‏على اساس شعر مظفر فيه ‏اشارات للحزب الشيوعي وكل ‏واحد يفسر ذلك على هواه، لكن ‏هناك حلقات وسطى بالاعلام مثلا ‏في قسم التنسيق من يجد اغنية " ‏ليل البنفسج " لمظفر النواب، ‏يخاف ان تكون ممنوعة ويتحفظ ‏على بثها ويقول في نفسه، اخاف ‏تطلع ممنوعة وتقع برأسي، ‏فلماذا المجازفة، وهذه الحلقات ‏الوسطى ليس لهم رأي دائما ‏متخوفون ومهززون لكنهم بالتالي ‏مؤثرون. ‏

مع بليغ وعبد الوهاب

• كل الذي يعرف تجربة القره ‏غولي يدرك بانك مشروع نجم ‏عربي، ايضا كنت مؤهلا بحكم ‏موقعك الوظيفي وخطوات باتجاه ‏الساحة العربية وتلحينك لنجوم ‏عرب مثل وردة الجزائرية ووديع ‏الصافي وسميرة سعيد وسوزان ‏عطية.. لماذا لم تصبح نجما ‏عربيا؟
‏- كنت تحت ثقل المسؤولية، وما ‏كان احد من المسؤولين يساعدني ‏للوصول الى الساحة العربية، ‏عندما كنت اسجل لوردة كان معي ‏الاعلامي المعروف وجدي الحكيم ‏مدير المنوعات في صوت العرب ‏بالقاهرة وتربطني به صداقة ‏ورفقة مشتركة، قال لي لماذا لا ‏تاتي الى القاهرة، وتلحن من ‏هناك وتنطلق، انت ليست موهبة ‏عادية، انما الحانك تسمع على ‏صعيد عربي.. ويسترجع القره ‏غولي هذا الحديث بالقول.. ‏القاهرة تحتاج الى وضع خاص، ‏ان يكون لك سكن جيد ومرتب ‏جيد، او على الاقل مبلغ محترم ‏تبدأ به خطواتك الاولى، كي اركز ‏نفسي، وفوق كل هذا احنه كنا في ‏حالة حرب وما " يفكون منك ‏ياخه ".‏

• انت ضمن قناعاتك ممكن ان ‏تكون نجما عربيا؟
‏- نعم انا ممكن ان اكون نجما ‏عربيا.. ملحنا لمطربين من ‏المغرب العربي الى سوريا.‏

• التقيت بالموسيقار محمد عبد ‏الوهاب؟
‏- نعم التقيت بمحمد عبد الوهاب.‏

• قال بحقك شهادة ما ؟‏
‏- لم يقل شهادة بحقي، لكنه قال ‏شهادة بحق الغناء العراقي ‏عموما، قال " انا لا يمكن ان ‏يؤثر بي غناء عربي غير الغناء ‏العراقي"، لانكم تغنون بشكل ‏غريب تغنون من الداخل.‏

• ماذا قال عنك بليغ حمدي؟
‏- بليغ صديقي كل ليلة نسهر انا ‏وبليغ عندما اكون بالقاهرة، بليغ ‏ماعنده شيء اسمه نهار، حياته ‏كلها ليل، وعندما اذهب معه اشبع ‏انتظار، يأتيني بالثانية عشر ‏بالليل، يكون توا قد استيقظ ‏واغتسل.. يلبس ملابسه ويطلع ‏يسهر. كان عندما يقدمني ‏ويعرفني على المجتمعات ‏المصرية يقول " هذا اخطر ملحن ‏‏"، اقول له بلبل " شنو " اني ‏رئيس عصابة " شنو " انت ‏تقدمني اخطر ملحن !!.. تربطني ‏ببليغ علاقة جدا قوية بالاضافة ‏الى الملحن محمد الموجي.‏

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 13/05/2013 الساعة 02h12
رد مع اقتباس