| 
			
			 
			
				24/09/2012, 14h41
			
			
			
		 | 
	| 
		
			|  | مواطن من سماعي رقم العضوية:495011 |  | 
					تاريخ التسجيل: February 2010 الجنسية: عراقيةالإقامة: العراق
 
						المشاركات: 423
					 |  | 
| 
 | 
	
	| 
				 رد: ستار جبار 
 
			
			                                                      
 المطـرب الراحــــل سـتار جبــا ر
 
 
 ستار  جبار.. مطرب إشتهر في سبعينات القرن الماضي ، وكان لقساوة الحياة التي  عاشها ، وقساوة المدينة ، والمؤسسة عليه ، أن رحل في حادث مؤسف، غريب من  نوعه ،، كان لصوته الشجي والمميز من بين المطربين الآخرين .. مما حدا باغلب  الملحنين المهمين في ذلك الوقت ، أن يعطوه من الحانهم ، وان يحتضنوا  موهبته ، وصوته ، .
 ولـد ستار جبــار في مدينة الناصرية عام 1946 من أب  مسلم وأم مندائية ، حيث كان ابوه المرحوم ( جبار ونيسه ) كما كان يكنى نسبة  الى الى اسم امه ، لأنه فقد والده مبكرا ، وأصبح برعاية أمه ،  حيث إشتهر  في تلك المدينة بغناءه ، وصوته الطربي الرائع ، ومشاركاته المعروفة في  الأفراح والمآتم ، والمناسبات الأخرى ، على حد سواء ،
 حمل الفنان الراحل ستار جبار لقب أبيه ( ستار ونيسه ) لفترة طويلة نسبة الى لقب والده وعرف في مدينته الناصرية ، بذلك.
 منذ  طفولته كان يستمع الى صوت والده وهو يتغنى بطور خاص به ( وهو طور الصبي)  الذي ابتدعه واصبح طورا ،غناه الكثير من المطربين في تلك المدينة حتى غدا  معروفا إعتمده كل من غنى اللون الريفي في الغناء والى يومنا هــذا ... ،  وكذلك كان يستمع الى أقران والده من المطربين المشهورين في تلك المنطقة ،  الذين ساهموا في إحياء جميع المناسبات، في تلك المنطقة ، منهم المرحوم خضير  مفطورة ، والراحل حسن داوود ، ووالده جبار، ومن بعدهم محمد قاسم الأسمر..
 
 من  كل هؤلاء إستلهم ستار جبار حبه للغناء والطرب ، ونشا في هــذا المحيط ،  إضافة الى جدته التي كانت أيضا تؤدي الغناء والطرب في مناسبات معينة ،  وكانت أيضا معروفة في المدينة ، حفظ منهم الكثير من الأشعار والألحان  وألوان الغناء والطرب والأداء، وتشجع وتحفر وبدعم من المحيطين به من مطربين  ، ووالده ايضا ، نظرا لأمتلاكه صوت واداء رائعين ، وإحساس مرهف للكلمات  والأشعار والتي كانت شائعة ، في تلك المنطقة.
 
 طفولته كانت قاسيه  جدا ، حيث دخل المدرسة متأخرا ، ولم ينل العناية الكافية ، خاصة بعد إنفصال  ، الوالدين ، وزواج أمه من رجل آخر ، ووالده من زوجة أخرى ، حيث عاد الى  حضن جدته من أبيه ، والتي ماتت وهو لازال صبيا ، في ظروف قاسية ، من تشرد  وضياع ، وفي مجتمع قاسي ، أيضا ،
 وبالرغم من كل هــذا كان ، إشتهر ستار  في مدينته ، صوتا مطربا ، وشجيا ، يختاره أبناء المدينة لإحياء مناسباتهم ،  في الأعياد ، والأعراس ، والسفرات ، والمناسبات السارة ، وحتى في مجالس  العزاء في عاشوراء .. الخ ...
 لم يتسنى لستار جبار إكمال دراسته ،أو  تعليمه ، نظرا لما هو عليه من قساوة الحياة والمجتمع ، ولظروف عائلته  المشتته ، ومعيشته المرتبكة ،ومشاعره المتضاربة ، تجاه نفسه والآخرين ،حيث  الخوف ،والقلق ، والعنف ، والميل للعراك دون سبب ، كل هذا جعله يتخلف في  دراسته والرسوب في مرحلة المتوسطه ، وفشله هــذا اضاف له هما آخرا ، وقلقا ،  ومأساة أخرى ، حيث أقيد الى الخدمة العسكرية ، في ريعان شبابه ، حيث أمضى  خدمته العسكرية في الصحراء الغربية من العراق ، في ظروف قاسية ، لاتمت  للأنسان بصلة ،وكان لايعود الى مدينتة الا القليل ، حيث يقضي اجازته  القصيرة ، مشردا ، دون مأوى ....
 
 الى بغـــداد....
 بعد  إكمال خدمته العسكرية ، وتسريحه من الجيش اواخر الستينات توجه ستار جبار  الى بغداد،كسائر أبناء منطقته، فناني ومطربي مدينته الناصرية ، غادرعلى أمل  الحصول على فرصته الأخيرة ، في قبوله كمطرب في مؤسسة الأذاعة والتلفزيون ،  المؤسسة الوحيدة التي يستطيع من خلالها إثبات وجوده في الساحة الغنائية  التي كانت تضم خيرة مطربي العراق في أول ظهورهم ، سواء كانوا من ابناء  المدينة ، أو غيرهم ، .
 تقدم الى لجنة فحص ، أو إختبار المطربين ، في  المؤسسة دون مساعدة من أحد ، وهذه اللجنة التي كانت تضم ، خيرة موسيقي  العراق ، منهم روحي الخماش ، وسمير بغدادي ، ومنير بشير وكانت النتيده ،  رفضه كمطرب ،لتدني ثقافته الشخصية والموسيقية ، ولكن صوته وأداءه كان مميزا  ، بإعتراف اللجنة ، وكانت النصيحة ، بأن ينضم الى فرقة الإنشاد لتطوير  قابليته الموسيقية، والتعرف وبشكل علمي ، والممارسة ، على علم الموسيقى  والغناء ، والأداء والنطق السليم ،وكذلك فعل ، وغنضم الى فرقة الإنشاد في  المؤسسة ،.
 
 المحــطة الأهــم
 وجد المطرب ستار جبار ، نفسه ، بين  مجموعة من فنانين ، ومطربين ، وشعراء ، وموسيقيين ، وفي جو لايخلو من  التنافس ، والتسابق على الظهور، تعرّفَ أثناء تواجده ، في هــذا الجو الفني  ، على أسماء من الفنانين والشعراء ،  كان يحلم أن يكون إلى جانبهم ، أو  بينهم ، فهناك طالب القرغولي ، وكمال السيد، وزامل سعيد فتاح ، وحسين نعمة ،  وحسن الشكرجي ، وسمير بغدادي ، وعريان السيد خلف ،وفؤاد سالم ، وسامي كمال  ، وحميد منصور ، وحينها ظهر صوت المطرب فاضل عواد ، وآخرين ممن تحتفظ  الذاكرة العراقية إبداعهم في مجال الموسيقى والغناء والطرب ، .
 تمرس  ستار جبار بشكل جيد ، وإكتسب خبرة جيده من زملاءه المنشدين ، والموسيقيين ،  والملحنين والمطربين الذين انشد معهم .. وكل كان يقتنص الفرصة ليغني  منفردا ، ومن بين زملاءه هناك الكثيرين الذين أصبحوا مطربين فيما بعد ...  كفاضل عواد الذي إشتهر بإغنيته المشهورة ( لاخبر) وسعدون جابر الذي بدأ  يلمع نجمه في تلك الفترة ،
 إختاره الملحن محمد جواد أموري ، صدفةَ ،  أثناء تسجيل إحدى الأغنيات ليعطيه لحنا كان بمثابة الإنطلاقة الأولى لستار  جبار ، ألا وهي أغنيته الشهيرة والجميلة( أفز بالليل ) من كلمات الشاعر  عريان السيد خلف، بعدها أعتمد كمطرب في الاذاعة والتلفزيون ، وإستمر في  إحياء المناسبات ، والحفلات، داخل وخارج المؤسسة ... وسجل الكثير من  الأغاني له وللفرقة آنذاك ،وإختاره الملحن كوكب حمزه وأعجب بصوته ليغني  بعضا من ألحانه ، وبعض الملحنين الآخرين ، أصبح مطربا معروفا في فترة  السبعينات ...
 كانت حياته في بغداد ليست على مايرام ، ولاتختلف عما  عاناه في طفولته وصباه ، حيث التشرد ، وقساوة الحياة ، والدخل المحدود ،  والسكن الردىء ، يتنفل بين الفنادق الرخيصة ، ومطاعم الأرصفة ، ينخره الفقر  والحرمان ، في مدينة غريب فيها ، يعيش على مساعدات الأصدقاء والمحبين ،  ومايحصل عليه من مشاركاته في تسجيلات بعض الأغاني في المؤسسه ، والتي  لاتشبع رمقاَ ،
 وبالرغم من كل ماتقدم من آلالام ،ومآسي ،ومعاناة الفنان ، كانت هذه هي محطته الأهم ،حيث ماكان له أن يطمح أكثر مما هو عليه .
 
 كــارثـة الموت
 
 موتــه كحيــاته ، حيث المعاناة والسقم الذي عاشه العراقيون ، من حروب وحصار ، وعوز ، وجوع ، وتشرد ، وترقب لحرب قادمة ويأس .
 كان  يعيش في بيت قديم في العاصمة بغداد المهددة ، بالقصف ، والدمار ، ومعاناة  الحصار ، والركض لتدبير لقمة العيش ، بيت متهالك ، أركانه مهدمة ، يهتز مع  حركة الطائرات في السماء ، ومع استمرار الانقطاعات في الكهرباء ، لجأ ستار  جبار الى تخزين المواد الحارقة( كسائر العراقيين ) ، كالبنزين مثلا، وفي  ليلة كان فيها الظلام دامسا يخيم على المدينة وأهلها ، ليلة باردة ، ولابد  للعراقي من الاستعانة بالمحروقات ، من البنزين ، والنفط ، والغاز ، وغيرها  من مواد غذائية ... الخ
 في تلك الليلة وفي بيته المتواضع هـــذا ، كان  يخزن ( البنزين) في غرفة على سطح داره ، وأثناء إحدى الضربات الجوية على  بغداد في حرب الخليج الثانية ، وإنقطاع الكهرباء ، هـَمّ ستار لاحضار  القليل من البنزين ، وبيده نار مشتعلة ( فانوس أو لالــه ) ليضىء المكان ،  وما أن فتح غطاء برميل البانزين ، شـَبّت النيران ، لتحرق المكان ، وإشتعلت  لتلتهم جسده ، رغم محاولاته لإنقاذ نفسه ، ولكونه وحيدا في المكان لم يسطع  أحــد ، إنقاذه ،وظل يعاني بضعة أيــام في أحـد مستشفيات بغداد ... حتى  مماته ، وحيـــدا ، راحـــلا دون عــزاء...
 
 قـــا سم حســن
 
 ملاحظـة  :-
 أعلب  المعلومات الواردة في هــذا المقال من مداخلة للاستـاذ فائز السهيلي الذي  عـَرَِف الفنان عن قرب طيلة حياته  ، ومداخلات أخرى لمن رافقوه في مسيرته  الفنية والذاتيه من ملحنين وموسيقيين ، في أمسية تذكارية عن الراحل ، في  غرفة القيثارة السومرية على الشبكة الالكترونية ( البالتاك) .
 
 
 
 
                                           	                                                             
 
 
 
 
 
		
		
		 
			
			
			
			
				  |