[تيمورالجزائري]

"ابراهيم الخليل"

قصيدة جميلة جدا رفعت من قبل بصوت عبد الكريم دالي..وهي تروي قصة إبتلاء سيدينا إبراهيم وإسماعيل ورؤيا الأول بأنه يذبح الثاني...

للتعريف بهاته الشخصية المحورية وأب الركح المسرحي الجزائري إرتأيت أن أقترح لكم مقالا يتحدث عن هاته الشخصية الفريدة..نرى محي الدين في يمين الصورة بجانب أحد المخرجين الشباب في ستينات القرن الماضي
نستغفر قبل مانقول :ندمت نهار و ليل
على النبي الرسول ابراهيم الخليل
أتاه ملاك في المنام ،،قالو: ابنك ضحيه
سما عليه السلام،، و طار النوم عليه
ثلث ليالي بالكمال ،،و هو يوقف عليه:
ضحي بابنك الغزال الله طلب عليه
آمن و فزع الرسول،، قالو: الطاعة ليه
دمعو تسيل لا تزول على العزيز عليه
الصباح في سياق الفجر،، عيط لاسماعيل
ابنو فر من الحجر انتع عمو الحنين
خرج الرسول للفضاء،، تم ارفد عينيه
قال: الصبر من القدر ،، رغم انو نضحيه
نشف دموع الشقاء،، و ارجع لاسماعيل
القى زوجتو معنقة وليدها لحنين
ارمى يدو على الغلام،، واعطى روحو ليه
قال لزوجتو بالبسال: نروح نحوس بيه
قالتلو: اصبر يا رسول نروح نلاقيه
نبدلو دوك الذلول بالثوب اللي يواتيه
امو ماهيش عالمة واين رايح بيه
فرحانة بيه سالمة: و اتهلالي فيه
خرج و صار في الخيام ،،و امو من بعيد
تبعت و تزيد في السلام لوليدها الحنين
ابراهيم زاد في الخلا،، و ابنو يتبع فيه
يسمع الطير في العلا قال: راح يضحيه
اسماعيل خاف من البلا،، قالو يا رسول:
اسمع الطير في العلا آش راه يقول؟
قالو يا ابني الغزال :راني نسمع فيه
هاداك ابليس النحيس لعن الله عليه
لما وصلو للجبل،، عليه السلام
قلبو منحور قد فشل،، عيط :يا رحمن

سلم عليه من الجبين،، دمعو فضحت بيه
قالو: يا ابويا الحنين،، ما بكاك حزين؟
قالو: يا كبدي الغلام،، الله طلب عليك
اتاني ملاك في المنام طلب مني نضحيك
قالو: الطاعة يا رسول،، و امي اعلمها
علاش يا ابي ماتقول،، كنت نشبع منها
عنق ابنو بالغزر،، مانيش عالمها
الله اللي رزقني الصبر هو يعلمها
اركع باسومن الجبين،، و ارفد قبل بيه
ارما يدو على السكين،، رايح يضحيه
قالو: ارفد الكموم،، و طم جلالك
لا ترشهم بالدموم،، امي تفطن بيك
لما جا يجري عليه،، ملك نزل قفاه
قالو: اعطف ما بين ايديك و احكم واش وراك
انفزع ابراهيم الخليل ،،و عتق اسماعيل
ماكان سلاك القليل من الصادقين
الله يرزقنا الصبر مع الصابرين
كما رزق الصبر ابراهيم الخليل على ابنو الحنين
----------------------------------------



"بالغناء وصلت إلى الخشبة والخشبة هي التي دفعتني إلى المسرح"
سر الكواليس ... بشطارزي يؤسس للمسرح بالجزائر ويغيب عن الفرقة الفنية للجبهة؟

قصته ومساره يقتربان من الأسطورة المسرحية الجزائرية، لأنه رجل أعطى المسرح والجزائر كل حياته مع لغز كبير... نعم محي الدين بشطارزي الكاتب والمخرج والممثل مسرحي والموسيقي والعلم الجزائري هو من وضع أسس المؤسسة المسرحية في الجزائر غير أنه لم يكن في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني برفقة صديقه مصطفى كاتب الذي كرمه قبل وفاته في بيته بسانت أوجان وأهداه جائزة مهرجان المنستير الذي توج به شخصيا ليقول له لو لم تكن أنت ما كنا لنشارك في مهرجانات ولا لنتوج ، نعم فلولاه لما كان لا طه العامري ولا أسماء أخرى فقط منها حسن الحسني بوبقرة مثلا.

من مواليد 5 ديسمبر 1897 بالجزائر العاصمة، توفي في 6 فيفري 1986 بالجزائر، ببدايته كانت قارئا للقرآن الكريم في مساجد الجزائر العاصمة وكان يشارك مع طلبة المدارس الإسلامية في تمثيل عدة مسرحيات، حتى لفت انتباه الشيخ مفتي بوقندورة الذي كان يشرف على كورال ''القصَّادين'' ، قرر أن يضمه إلى فرقته ثم وجهه نحو ثلاثة شيوخ محمد بن قبطان وبن شاوش ومحمد لكحل، ليصبح بعد ذلك قصَّادا ينشد المدائح الدينية، وفي سن الـ 21 سنة أصبح بشطارزي معلم المقرئين· لما كان لوقع صوته من السحر الخاص وهو يصدح بالمدائح الدينية بالجوامع في مختلف المناسبات الدينية حتى أنه تلقى تشجيعا خاصا من الشيخ ابن باديس الذي احضر فرقة القصَّادين من قسنطينة إلى العاصمة ودعاه لإحياء مدائح دينية بجوامع قسنطينة، كما كان أيضا يساعد والده في التجارة. .

من بين المصادفات العجيبة التي شكلت منعرجا هاما في حياة بشطارزي عندما يتسلل ثلاثة موسيقيين فرنسيين معروفين جدا آنذاك إلى المسجد لاكتشاف الأناشيد العربية الجزائرية وهم " موزينو لاو سيرور، ادموند يافيل، وسانت ساينس" وقع في نفوسهم سحر صوت شاب يملك صوتا صادحا قويا كان بالنسبة لهم كنز حقيقي سرعان ما تلقفوه وكان الأكثر تحمسا في هذا المشروع الصوتي الكبير إدموند يافيل الذي سيتحول إلى معلمه الثاني بعد المفتي بوقندورة ليرسم له الطريق نحو الخشبة من خلال إدخاله إلى جمعيته المسماة "المطربية" وما هي إلا اشهر قليلة من العمل على صوته حتى ساعده يافيل على تسجيل أغاني دينية في أسطوانات عام 1919 حققت نجاحا كبيرا..

انظم بعد ذلك إلى رابطة الطلبة المسلمين وكان في الآن وقته كثير الاهتمام بالأوبرا فحاول التنويع في ما يقدمه من حفلات دينية في إطار ذات الجمعية وذلك من خلال تقديم أشكال شبه أوبراتية استلهمها من متابعاته الدرامية، ولكن هذا التجديد لم يكن ليعجب معلمه الأول مفتي بوقندورة، وازدادت الأمور سوء عندما اقترح عليه أستاذ يافيل المشاركة في "الحفلات المغربية" المنظمة في كورسال بالعاصمة، هذا الأمر الذي أثار غضب مفتي بوقندورة لأن أمرا مثل هذا لا يمر بسهولة خاصة وأن قصَّادا جاب جوامع العاصمة مادحا في الرسول الكريم ومقرئ للقرآن الكريم سيقف على الخشبة أمام الراقصات..

عائلة بشطارزي ترفض توجه الإبن للغناء بالأوبرا... بداية الأزمة
وهو الأمر الذي لم تهضمه عائلة محي الدين الذي عاش لحظات مرة إثر هذه النقلة نحو الخشبة لكن شغفه بها جعله يمضي عقدا مع يافيل لمدة عشر سنين بذلك بدأ يسجل منذ عام 1921 أغاني دنيوية ومن جهة أخرى كان يؤدي حفلات في مختلف المدن إلى جانب الحفلات الخيرية وكي يثري برنامج الحفلات التي كان يقدمها قرر أن يقدم سكاتشا صغيرا مع أن معلمه الثاني لم يتحمس للأمر ولم يتوان في تجسيد هذه الرغبة عند أول دعوة من طرف سينما تريانون بباب الوادي حيث قدم مقطوعة هزلية أداها علالو أو سلامي علي صديقه الذي تعرف إليه عندما دخل مدرسة المطربية ، علالو الذي كان بدوره مأخوذا بشيطان المسرح على حد تعبير بشطارزي في مذكراته، من هنا سيبدأ التكوين الجنيني للمسرح الجزائري..

علالو ومنصالي وبشطارزي يؤسسون للمسرح بالجزائر والرابط شيطان المسرح
بذلك كان محي الدين بشطارزي وعلالو ومنصالي الرواد الأوائل للمسرح الجزائري إلى جانبهم آخرون شكلوا فرقة البداية هم "داحمون، حسن كاتب، سي موح، محمد فرحي، عبد الحميد، موسى خداوي، منصوري، شكري، عزيز لخال، وعلال لعرفاوي" كان هؤلاء يقدمون سكاتشات وأشكال مسرحية بسيطة تقوم على الفلكلور والموروث الشعبي وغالبا ما كانوا يعتمدون على التأليف الجماعي.. بعد هذه الأشكال المسرحية البسيطة قررت الفرقة أن تقدم عرضا مسرحيا متكاملا على أن يكون عربي خالص غير مترجم عن الفرنسية ولم يكن الأمر بالهين لأن الفرقة كما قال بشطارزي جاءت من العدم لغياب بحوث مسرحية جزائرية تركن إليها، وكانت تأمل أن تجد الخيط في الفرق المسرحية العربية التي كانت تزور الجزائر في ذلك الوقت لكن دون جدوى إلا أن الصدفة لعبت دورها عندما عاد منصالي من بيروت وأحضر معه كتبا من بينها مسرحية مكتوبة بالعربية تحمل عنوان " في سبيل الوطن" وفورا قاموا بالتمارين لمدة ثلاثة أشهر لتعرض أول مرة يوم الجمعة 29 ديسمبر 1922 على خشبه كورسال وقدمت بالفصحى وحققت نجاحا كبيرا رغم نقص جمهور المسرح الدرامي إلا أنها حققت بعض ما كان يطمح إليه محي الدين بشطارزي..

وبعد ذلك جاءت تجربة "فتح الأندلس التي قدمتها الفرقة بالبليدة في 18 جوان 1923 لتتوالى بعد ذلك العروض المسرحية وكان أول نص مسرحي لمحي الدين عام 1927 تحت عنوان " الجهَّال المدعين العلم " وقد أثرى حقيقة ربرتوار المسرح الوطني إلى جانب مذكراته التي تشكل مرجعا أساسيا حول تاريخ المسرح الجزائري في ثلاثة أجزاء كتبها قبل وفاته ويحمل المسرح الوطني إسم محي الدين بشطارزي حاليا تكريما لمسيرته الحافلة بحب المسرح بعد الاستقلال استلم إدارة الكونسرفاتوار الوطني بالعاصمة ولمدة 7 سنوات، وقام بإنشاء ذاكرة له عبر وثائق ومخطوطات للنشر ورغم كبر سنه إلا أنه كان آنذاك يشارك بمهام أخرى لجمعية الفخارجية. في مذكراته يعترف بشطارزي " أتحدث كثيرا عن صوتي الصادح ؟ لا أستطيع أن أكف عن ذلك!! لأن توجهي نحو الغناء مرتبط جدا بتاريخ المسرح، فالأول والثاني متشابكان إلى درجة أنني اعجز عن الفصل بينهما..بالغناء وصلت إلى الخشبة والخشبة هي التي دفعتني إلى المسرح الذي تغلغل بداخلي حتى العمق.." ،توفي الأستاذ محي الدين بشطارزي يوم 06 فيفري 1986م بالعاصمة الجزائرية عن عمر 88 سنة ودفن بمقبرة القطار بالعاصمة..غير أن التاريخ بأسراره لم يكشف السبب الحقيق في عدم إنضمامه لفرقة جبهة التحرير وإن كان وراء بروز أهم أعضائها.

موليير سبب نزع فكرة المسرح غير الملائم للعائلة بالجزائر
في كتابات الناقد أحمد شنيقي توقف عند تأثر الرجل الأول في المسرح الجزائري بالفنان العالمي "موليير" قائلا أنه سبب نزع فكرة المسرح غير ملائم للعائلات الجزائرية، في حين تحدث الأستاذ غوتي دوقاس عن المسار الفني لمحي الدين والذي لم يقتصر عمله على الجزائر وحسب فقد قام بجولة فنية إلى العاصمة الفرنسية باريس في سنة 1926 وعمره لا يتجاوز السادسة والعشرون. ...محمد شماني نشر يوم: 11 أوث 2012