[عصمت النمر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الجوادي

عزيزي الدكتور الرائع عصمت باشا المحترم

نعم بالتأكيد لم تأخذ فرقتنا فرقة التخت العربي حظها من الإعلام وللسبب الذي ذكرته.

المايسترو يسري قطر كان يعمل في الفرقة العربية أي فرقة عبد الحليم نويرة، وعلى حد ما أذكر أنه كان قد قال لي أكثر من مرة بأنه كان نائبا عن نويرة، وحصلت خلافات بينه وبين نويرة مما دفعه لترك الفرقة.
بدأ المايسترو يسري قطر (والذي كان أستاذي لمادة الموسيقى العربية في معهد الكونسيرفتوار) بالتفكير بتشكيل فرقة للموشحات. كما تعلم ويعلم الجميع فإن فرقة نويرة كانت فرقة حكومية أي أن العازفين والمنشدين كانوا يستلمون رواتبهم من الدولة، لكن فرقتنا كانت فرقة أهلية أي غير مدعومة حكوميا، في البداية كنا نتمرن لفترة قاربت السنة ونحضر لبرامج كثيرة، كان هناك دعم مادي لنا من بعض الأشخاص المحبين لهذا الفن الراقي، لأن الفنان المحترف لا يمكن أن يعمل بالمجان، لا أحب أن أذكر أسماء الداعمين الماديين، ربما أنهم لن يوافقوا على ذكر أسمائهم.

لقد كان الأستاذ عبد العزيز بيك العناني رحمه الله (فقط الآن ومنك عرفت بأنه قد انتقل إلى جوار ربه)، كان داعما هاما جدا للفرقة وذلك بواسطة مكتبته الموسيقية الفريدة جدا، من هذه المكتبة كانت الفرقة تنهل الأدوار والطقاطيق وغير ذلك لأنه رحمه الله كان لديه تسجيلات لكل الاسطوانات التي تم طبعها في مصر والوطن العربي، أنا شخصيا كنت أذهب مع صديقي باستمرار إلى شقته (في المنيل على ما أذكر) لكي نستمع إلى بعض النفائس التي يمتلكها. لقد كان يمتلك نسختين من كل اسطوانة، واحدة يستمع لها والثانية يبقيها كاحتياط.

بواسطة مكتبة الأستاذ العناني رحمه الله كانت الفرقة تعزف الأعمال بدون أي تحريف عن الأصل، حيث كنا نقدمها كما هي في التسجيل الأصلي. وكان هناك أشخاص يأتون لكي يقوموا بتحفيظ الكورال منهم أذكر ابن الملحن الكبير "القباني" وكان يقوم بتحفيظ الكورال ألحان والده، وكان الأستاذ إبراهيم زكي بيك خورشيد كان يقوم بتحفيظ الكورال أغاني الشيخ زكريا أحمد حيث أنه كان صديقا مقربا جدا للشيخ زكريا، وكان يغني بالضبط بنفس طريقة الشيخ زكريا وكأنك تسمع للشيخ زكريا، وبالمناسبة فقد كان عازف كمان أيضا، يعزف بنفس أسلوب سامي الشوا، وعلى ما أذكر فهو لم يكن محترفا بل هاويا.

لقد كان العناني بيك رحمه الله إنسانا طيب القلب وغاية في الخلق والأدب.
قبل حوالي أربع سنوات كنت في زيارة لصديق عزيز وهو شخصية عراقية معروفة جدا يسكن في لندن ولديه مكتبة موسيقية فيها نفائس ونوادر ليس لها مثيل، وكلمته عن مكتبة الأستاذ عبد العزيز العناني وطلب مني أن أعرف عنوانه لأنه كان يريد أن يشتريها، لكنني عبثا لم أستطع أن أفعل.

هذه هي صورتي معه في مهرجان قرطاج في تونس عام 1977



وهذه صورة أخرى في نفس المهرجان، يجلس من اليمين إلى الشمال: الأستاذ عبد العزيز العناني، ثم إداري (عذرا لا أذكر اسمه) ثم مايسترو يسري قطر، ثم الأستاذة إيزيس فتح الله، ثم الأستاذة عائشة صبري (عميدة كلية التربية الموسيقية سابقا، المسمى بمعهد الزمالك).



أما السبب في عدم تسليط الأضواء على فرقة التخت العربي فقد أشرت حضرتك له، لقد كان نويرة أحد أقرباء الرئيس الراحل السادات، وفرقة التخت العربي بقيادة يسري قطر تعتبر فرقة منافسة للفرقة العربية بقيادة عبد الحليم نويرة، وأصلا وفي البداية كانت فرقة التخت العربي فرقة منشقة من الفرقة العربية حيث هناك بعض الأعضاء أصلا كانوا أعضاء في فرقة نويرة، منهم: السيدة عائشة حسن "لست متأكدا" والسيدة وداد سليمان والسيدة برلنتي عمر "لست متأكدا" والأستاذ محمد الطناني، وطبعا المايسترو يسري نفسه. والقصاصة التي فيها صورتي والتي أخذتها من مجلة آخر ساعة كانت عبارة عن مقالة فيها هجوما "مبطنا جدا" على الشخص الداعم الرئيسي للفرقة "لا أود ذكر اسمه". حتى أن الصورة المنشورة في المجلة كانت مقلوبة، أي أن عازفي الكمان كنا نظهر وكأننا نمسك الكمان باليد اليمنى، وقمت أنا بقلب الصورة بواسطة الكومبيوتر.



كتبت قبل فترة ذكرياتي في المرات الأربع التي عزفت فيها مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ونشرت الموضوع هنا في المنتدى وحينما شاهدت موضوعك عن فرقة التخت العربي فكرت بأن أكتب ذكرياتي مع هذه الفرقة المتميزة، حيث أنني عملت فيها طيلة فترة بقائي في القاهرة، أي منذ أن كنت في سنة أولى عالي إلى أن تخرجت من الكونسيرفتورا، لكن على العموم فقد كتبت الآن بعضا من ذكرياتي الهامة عن الفرقة.

أخيرا، لك مني خالص الحب والمودة

أخوكم/ أحمد الجوادي

---------

المبدع والفنان القدير احمد بك الجوادى
اطال الله فى عمرك واعطاك الصحة والعافية
ها انت تفتح لنا نوافذ ذاكرتك الشيقة عن جزء هام من التاريخ الموسيقى فىمصر الحبيبة لذا وجب الشكر ...
اتمنى ان تمدنا بما تملك من ذكريات موثقة بالصور عن فرقة التخت العربى حتى نعطى كل ذى حقا حقه
تقبل مودتنا واعتزازنا بكم كمبدع وفنان كبير نعتز به