جلال حرب
( 1918- 2006م )
أحد أعلام فن الموسيقي والغناء في مصر
جلال حرب أحد رواد فن الغناء في مصر بل كان يعد قبل رحيله أقدم مطرب في مصر والعالم العربي..
قال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب: إنه صوت يمتاز بالثقافة والخجل
ولد المطرب والملحن الكبير الفنان جلال حرب في الرابع والعشرين من شهر مارس عام 1918م بحي محرم بك في مدينة الإسكندرية
نشأته
وكان جلال حرب الشقيق الأصغر لثلاثة أخوة أكبرهم عبد الحكيم الذي أصبح مديرا عاما لبلدية الإسكندرية ، ومحمود المهندس بالقوات البحرية ، ثم الأخت التي أرسلتها وزارة المعارف في بعثة دراسية إلى إنجلترا مع بعض زميلاتها من الجيل الأول للمتعلمات
أما والد جلال حرب فهو محمد محمود حرب الذي كان يعمل ضابطا بالسواحل ثم مديرا ببلدية الإسكندرية ، وكان الوالد من هواة الفن والأدب يجمع في صالون منزله صفوة الأدباء وعشاق الطرب بالإسكندرية من أمثال عبد الحي حلمي ، وسيد الصفتى ، وعلي الحارث
لم يدرك جلال حرب هذه المرحلة فقد توفي والده وهو بعد في الثالثة من عمره ، وإن كان قد ورث عن والده موهبة الصوت إلى جانب العزف على آلة العود التي كان والده يهوى العزف عليها
وبعد وفاة والد جلال تعهده شقيقه الأكبر عبد الحكيم بالرعاية وكان يكبر جلال بثماني سنوات ، وكان هو أيضا مرهف الحس محبا للفن والأدب حصل على شهادة البكالوريا بقسميها العلمي والأدبي بتفوق ، وكان جميل الصوت يحفظ كثيرا من أغاني التراث ومنها أدوار عبده الحامولي ومحمد عثمان ، كما كان عضوا في جماعة نشر الثقافة مع صفوة أدباء وشعراء الإسكندرية مثل عبد اللطيف النشار وعتمان حلمي ويوسف فهمي الجزايرلي ، وشيبوب وغيرهم ، كما كان أيضا عضوا بمعهد موسيقى الإسكندرية الذي خرج أجيالا من أساتذة الموسيقى ، وفي هذا الوسط الفني نشأ جلال حرب وترعرع
مرحلة التعليم
التحق جلال حرب بمدرسة محرم بك الابتدائية.. واهتم بآلات الموسيقي حتى عندما التحق بالدراسة الثانوية ( مدرسة العباسية الثانوية) كان العضو المؤسس لفريق الموسيقي بها.. وأصبح رئيسا له إلى جانب دراسته بمعهد موسيقى الإسكندرية
وفي المرحلة الثانوية بدأت مواهبه الأدبية والفنية تظهر فظهرت موهبته في التلحين كما سار في كتابة الأشعار وشارك في مجموعة لكتابة القصة القصيرة، وظهرت ميوله الفنية أكثر وأكثر في مجال الرسم والخط العربي أيضا
وكان جلال حرب عضوا في فريق التمثيل بالمدرسة والذي كان يقدم على مسرح المدرسة بعضا من روائع يوسف وهبي وأعمال شكسبير ، وكان جلال يقدم بعض الأغاني على العود خلال البرنامج
وفي هذه المرحلة بدأت صلة جلال حرب بجمهور الحفلات العامة من خلال مسرح نادي موظفي الحكومة بالإسكندرية ، والذي كان يقع في عمارة المواساة بمحطة الرمل
بعد إتمامه الدراسة الثانوية سافر جلال حرب إلى القاهرة ليلتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية حيث إن جامعة الإسكندرية لم تكن قد أنشئت بعد ، وكان العميد وقتها د. طه حسين
في هذا العام بدأت صلة جلال حرب بالموسيقار محمد عبد الوهاب والذي استمع إليه وهو يغني على مسرح قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة
في بداية العام التالي بدأت جامعة الإسكندرية مسيرتها بافتتاح كلية الحقوق فآثر جلال حرب أن يعود إلى مرتع صباه ليلتحق من جديد بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية
مرحلة الإذاعة :
اشترك جلال حرب في حفل نادي موظفي الحكومة عام 1940 م ، و قامت إذاعة القاهرة ببثه علي الهواء مباشرة ، حيث استمع إليه الملايين وعرفوا جلال حرب لأول مرة ، ومنهم الموسيقار الكبير مدحت عاصم ، فأرسل له من يستدعيه إلي القاهرة.. وعلي الفور تم اعتماده مطربا وملحنا ومن يومها بدأت صلته بالإذاعة .
وقد أعجب به الموسيقار محمد عبد الوهاب إعجابا شديدا وقال عن صوته: إنه ملائكي وصاحب صوت يمتاز بالثقافة والخجل!
مرحلة السينما
بدأت عام 1945م حين اتصل به الموسيقار محمد عبد الوهاب يعرض عليه بطولة فيلم ( الحب الأول ) بالاشتراك مع المطربة رجاء عبده ، ومن المعروف أن عبد الوهاب كان ينتج أفلاما غنائية يقوم هو ببطولتها بداية من فيلم ( الوردة البيضاء ) عام 1934م
وعندما أسند إليه عبد الوهاب بطولة فيلم من إنتاجه هو ( الحب الأول) مع المطربة ( رجاء عبده) والتي غنت فيه أشهر أغنياتها ( البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي .. وعيوني لما بكوا دابت مناديلي) اعتقد الناس لفرط التشابه في الصوت بينه وبين عبد الوهاب .. وكذلك الألحان إن الموسيقار الكبير يتخفى وراء صورة ( مطرب صاعد)
وردد الناس مع جلال حرب أغنيته الشهيرة في الفيلم ( هي.. هي لا .. مش هي) .
.......يتبع