[صلاح داود]

صحيح ان ثمة تنافر بين ماهو شعري وماهو سياسي من حيث المبدا ..ولكن لو نظرنا الى الماضي غير البعيد وبالذات اذاعة صوت العرب لراينا غزارة منقطعة النظير بالغاني الوطنية لعمالقة الطرب العربي وبالأخص أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب..وأني عندما اقترحت تنزيل مدائح الشيخ صباح الجنابي..فللصدق في تعبيرها وشعريتها وغنائيتها..اليس في النادي اغان مثل إلهي ليس لي الاك عونا..نحن تشدنا الجودة والأصالة..وكلنا نعلم ماحدث بالعراق من آلام ونكبات على يد المحتل.زفكيف نكبت صوتا أدان الحتلال وحرك المشاعر لمقاومته..في الواقع انا اعيش في النرويج وعواصم العالم في متناول خطوتي..ولكن لابديل لوطني العربي الذي يتعرض لهجمة تهدف النيل من مرتكزات التراث وتحويل ذائقة الزمن الجميل الى الراب والبنك والركي ومالى ذلك من موسيقى واغان تخاطب الجسد ..فنحن العرب نسمع لنطرب اما الغرب فيسمع ليرقص..والرقص عندنا لايليق الا بالراقصات..ان الغرب يريد تخنيث العربي والنيل من ارضه وكرامته وثرواته ..ونحن في طلبنا المتواضع ماكانت ارادتنا زرع السياسة بل الذوق والصدق ولاسيما في الإنشاد الديني والموالد..واني عند مقارنتي للهولندي الطائر بالبرسفال اميل الى تفظيل الهولندي الطائر لأنها موسيقى تثير روح المغامرة والمبادرة بينما لاتثير البرسفال المشاعر نفسها على الرغم من مؤلفهما هو فاغنر نفسه..وعندما استمع ثوار لأم كلثوم اتحرك للدفاع عن قضاياي العربية في الحافل الدولية بل اقاتل من اجل هذه القضايا..ولكل شيء وقته وكما نقول في الموصل( كلشي بوقتو طيب) ..اني ارحب بكل انواع الموسيقى واستمع اليها ولكن اتمنى لو تفادى اصدقائنا الطيبين في نادينا العريق الحساسية المفرطة..تجاه ماهو ديني وسياسي..ولو ازلنا الدين والسياسة من مضامين الأغنية العربية لفقدت اللآغنية راسها وربما روحها وامست قلبا نابضا يفتقر الى عصب التاريخ ونهضة الروح..