[الرضواني]

من الواضح أن كل المغاربة المتتبعين لما يجري في الحقل الموسيقي المغربي، يعرفون جليا السلبي من الايجابي، والمليح من القبيح، ولقد أبدع بعض الكتاب والملحنين والعازفين والمغننين، وكل من له ارتباط بالموسيقى، فأجادوا، والتاريخ يسجل لهم ذلك، ولكنهم فئة قليلة، أما الباقي وهم المتطفلون على هذا الميدان وقد دخلوه عبر الزبونية، وووو، فكانت مساهمتهم سببا في تمييع الأغنية المغربية، وتأخرها عن الركب الحضاري العربي، فكل من هب ودب يشتري كلمات ولحنا ويؤدي لجوقة من العازفين الملهوفين على الدرهم ثمنا قليلا، ثم يتفاهم ماديا مع وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة، فيصبح يعد ذلك من المشهورين بالأغنية الواحدة والوحيدة، وبعدها يأفل نجمه، ولا يبقى له أثر، وهكذا دواليك، أما المواهب الطموحة، المليئة بالنبوغ، والتي في استعاطتها امتلاك قلوب كل العرب بالفن الأصيل الهادف، فلا يتعامل معها أحد، لقلة شأنها المادي فقط، وما هذا الا سبب من الأسباب التي جعلت موسيقانا في خبر كان.
ويبقى الفن الأصيل في خندق اخواننا الشرقيين، والمصريين منهم خاصة، فنا خالدا الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، اذ أتصور قبل قيام الساعة بدقائق،( والساعة من علم الله) أن أحدا من العرب يستمع الى أم كلثوم أو محمد عبد الوهاب، وقد يكون ذلك سنة 2.000.500 ميلادية، ومن يعلم؟
وخلاصة القول ان الفن الموسيقي المغربي رغم غناه الثراثي الأصيل، لن يرقى لو بقي على هذه الحالة، حالة أصحابه الحسودين ، الحقودين، الماديين، الذين يكرهون كل ما هو فن دون مال، ويحبون كل ماهو عفن وبمال، وينسون المآل.