الموضوع
:
في الذكرى الـ35 لوفاة عبد الحليم حافظ
عرض مشاركة واحدة
#
4
31/03/2012, 00h07
MUNIR MUNIRG
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
تاريخ التسجيل: May 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 85
المشاركات: 568
رد: في الذكرى الـ35 لوفاة عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ...... على الفايسبوك
أحاول في هذه الزاوية مقاربة ذكرى عبد الحليم حافظ الخامسة والثلاثين لأنني أحبه أولاً، ولأن الفايسبوك كما يتبدى، لا يخلو من أغنياته يتناقلها الجيل القديم، والجيل الجديد على شكل هدايا متبادلة تُمتع الأذن والروح، وهي ظاهرة مؤكدة على حضور فن عبد الحليم وديمومة هذا الحضور وتفوّقه مازال على كل الغناء الراهن.
ألفتُ بداية،
وأُذكرّ مدمني سماعه، الى أن بين المقطعين الثاني والثالث في الأغنية الرائعة للمطربة الراحلة هدى سلطان: 'يا ورد الجناين يا سيد الورود'،- وقد كفّت الاذاعات منذ زمن عن إذاعتها، بما فيها اذاعة القاهرة نفسها -، نسمع عزفاً منفرداً من عبد الحليم حافظ على آلة 'الأبوا'.
الأبوا هذه ـ كان حليم يعزف عليها بتمكن، كما على البيانو، بينما يشوب الضعف عزفه على العود، ويجهل كيفية دوزنة أوتاره ـ هي آلة النفخ الخشبية، حنونة الصوت، بالغة الذبذبات الرهيفة، لينة الانعطافات، منها اكتسبت حنجرة عبد الحليم، طابعها وأسلوبها في الأداء-
الأبوا طبعت حنجرة عبد الحليم بعمقها، وان اقتصرت ذروة صوته على المقامات التي خلت من أرباع الصوت، مثل النهوند والعجم والحجاز. أيضاً، شاب تأثر صوته بـ الأبوا ضعف في قفلات الطرب وفي التحكم بعملية الانتقال بين المقامات الشرقية، ما جعل ذكاء عبد الحليم الحاد، يتدارك هذا النقص، مبقياً على سوية معينّة في اختياراته الغنائية، متجنباً فنون التلوين المقامي والقفلات التي برع فيها كبار المغنين.
ضعف حنجرة عبد الحليم في المنافسة الحادة مع حناجر مكتملة، لم يحرجه او يمنعه حتى، من التعبير عن موقفه من الغناء العربي الكلاسيكي، لمّا غنى:'يا سيدي أمرك' محاولاً البرهنة من خلال غنائها على قدرته على أداء نماذج من هذا الغناء المقامي، مع سخريته من هذه النماذج نفسها في آن، باعتبارها موضة قديمة زالت، وزال زمنها.
النكهة العصرية المميزة، إذن،- البادية حتى اللحظة - والحنان العميق، الحزن، والرقة والليونة أخاذتا الجمال، سمات صوت عبد الحليم شبانة (غيّر اسمه من شبانة الى حافظ عرفاناً بجميل حافظ عبد الوهاب، الاذاعي الذي فتح له أبواب الإذاعة) وتعبيراته، ضمن ظاهرة جديدة غير فردية، ولا تقتصر عليه وحده، بل بدت عملاً جماعياً ضمّ مطربين وملحنين وكتاب أغنية أمثال محمد فوزي وهدى سلطان وكارم محمود ومحمد الموجي وكمال الطويل ومأمون الشناوي وحسين السيد ومرسي جميل عزيز وسمير محبوب، كاتب: 'صافيني مرة' ومحمد علي أحمد كاتب: 'على قد الشوق' ومحمد حمزة، وحتى الشعراء صلاح جاهين والأبنودي. التغيير إذن، شمل الألحان، وكلمات الاغاني والتوزيع الموسيقي في نتاج عبد الحليم حافظ، ما خلّف فراغاً كبيراً إثر رحيله، لم تتوفر إثره مواصفات موازية في أي ممن ترشحوا بعده لملء هذا الفراغ.
ترك حليم أغنيات فاقت الثلاثمئة أغنية، صمد معظمها حتى اللحظة من حداثتها بالمعنى العميق والشامل، فرادتها وتنوعها. لا يعنيني كمّ الاوكتافات التي حملها صوته، أو قدرته على الوصول بقفلات الغناء الى خواتيمها السليمة، كما لا أحب التفرج عليه في حفلاته المتلفزة، ولا تسريحة شعره الغريبة، ولا عينيه الصغيرتين المبللتين بالمرض. أكره طريقته في قيادة الفرقة الموسيقية فارداً يديه، مولياً ظهره لجمهوره أو مصفقاً بتوقيع مستفز، ذارعاً خشبة المسرح طولاً وعرضاً، ناشداً مشاركة محبيه وحضوره، مصاحبته الغناء والتصفيق.
مع ذلك أحب عبد الحليم. لا أحد يعرف سر الحب. صحيح أن شكله ليس مرادي في أشكال الرجال، ولا طريقة لبسه وغموض حياته العاطفية. سوى انني ضحية قانعة من ضحايا صوته في أغنياته القديمة، وأفلامه القديمة، بإبتسامته، وقامته القليلة تلك، المائلة أبداً كما لو تستجدي جهة تتكئ عليها. قميصه الأبيض، وباذلاً جزء عنقه الأسمر لحنان ما. لمن يبذل جزء عنقه؟ ثم يستره كلياً، في بلوفر بقبة عالية.
إذا، الاختزال! اختزال ما يمثله لي حليم. ليس الحب كله، بل ما يظهر من عنقه في مشهده الجانبي، وما يختفي خلف صوته من عاطفة معاقة، ليس مقدرا لها العيش.
بعد خمسة وثلاثين عاماً على رحيله، تنتابني طمأنينة الى خلو العالم من الرومانسية. الرومانسية تجعلك ترتكب حماقات ثم تندم على ارتكابها. رحل حليم ورحلت الرومانسية معه، ورحل الغناء العاطفي الذي يجعلك تنعس. أحب صوته من مكان ما فيَّ. اذا ما تذكر أحدنا قصة ما ُيدعى حبه الأول، يعرف يقيناً من أين يأتي حبنا لصوت عبد الحليم.
تسجيلاته القديمة وترقد صامتة في مكتبتي، رائعة مع ذلك و محجوزة لذكـــــــرى أول قصة حب. لما أســــــمعها، تسرد لي أنباء الاشتـــــــعال ذاك، ويعنّ للحب مــــعاودة الاشتعال هنا أو هناك.
إشتكى عبد الحليم لأكثر مما يجب. لوعة وشوق وفراق.. وأسكته المرض. ربما يمكنني تصوّر هذا الجزاء بأنه الأفظع. ولكن في الحقيقة، ان الشيء الأفظع، هو عدم وجود الحب، لذلك نبحث عنه، ونطارده في صوت عبد الحليم، الصوت المائدة العامرة لعاطفة نعرف أنها موجودة. عبد الحليم لم يكن يعرف، لذلك بدا مقنعاً.
عناية جابر القدس العربي
الصور المرفقة
386592_293553260689383_187973607914016_974895_536594155_n.jpg
(33.8 كيلوبايت, المشاهدات 95)
407152_311875322190510_187973607914016_1035285_833503610_n.jpg
(46.4 كيلوبايت, المشاهدات 95)
الملفات المرفقة
ياورد الجناين يا سيد الورود هدى سلطان.mp3
(766.1 كيلوبايت, المشاهدات 26)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....
قل
ل
ل
زمان
ارجع يا زمان.
عودة الي الزمن الجميل.
منير
التعديل الأخير تم بواسطة : MUNIR MUNIRG بتاريخ 31/03/2012 الساعة
00h40
MUNIR MUNIRG
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة MUNIR MUNIRG