الفنان يوسف عمر وأمير الغناء الريفي عبد الأمير الطويرجاوي
في مشاركة الأخ العزيز "وفي المطيري" رقم (41، تجدون رابطها أدناه) يتحدث يوسف عمر في مقابلة صحفية عن تأديته لكافة أطوار الأبوذية و تأثره بالمرحومين نوري النجار و عبد الأمير الطويرجاوي (1885 – 1970 ) وانه كان يقلدهم حرفياً . وان صوت يوسف عمر كان قريباً من صوت الطويرجاوي للدرجة التي كان يتصور فيها بعض معجبي الطويرجاوي عند سماعهم لأداء يوسف عمر لأحدى وصلات الطويرجاوي بأن الصوت يعود الى الطويرجاوي نفسه.
ان ما ورد في الفقرة اعلاه هو بالنسبة لي مهم للغاية ويؤكد ما توصلنا اليه في مثبت الطويرجاوي وبمساعدة الأستاذ زياد الشالجي قبل أكثر من سنتين . لقد سبق وان ذكرت في ذلك المثبت ان الطويرجاوي كان قد عاصر رواد المقام العراقي امثال نجم الشيخلي ورشيد القندرجي وكذلك الأستاذ محمد القبانجي والمطرب الكبير يوسف عمر. وقد غنى وقرأ المقام معهم في المقاهي البغدادية القديمة. والمعلوم ان الطويرجاوي له خبرة واسعة باصول المقامات التي تمرس في ادائها وهو ايضاً اول من عَرَّفَ المدينة بالأبوذية وأول فنان ريفي يقرأ المواليد مع المطربين الكبيرين محمد القبانجي ويوسف عمر.
تجدون ادناه رابط للمشاركة رقم (14) في مثبت الطويرجاوي . ارجو من محبي المقام العراقي والغناء الريفي على حد سواء الاستماع الى ملف تلك المشاركة وهي لجلسة قديمة جداً مشتركة بين عملاق الأغنية الريفية الطويرجاوي وعملاق المقام العراقي يوسف عمر.
يبدأ يوسف عمر الجلسة بأبيات شعرية مطلعها :
نصب الهوى شبكاً علي فأصادني ... فأصبحت في شرك الهوى أتقلبُ
ويجيبه الطويرجاوي بأبوذية "وأطير" :
أريد أقضي وياكم "يا بو يعقوب" دوم وأطير من همومي.
في نظري ان المستمع عندما يستمع الى صوت يوسف عمر يتصور ويخيَّلْ له انه صوت الطويرجاوي ، ولكن عندما يستمع الى صوت الطويرجاوي "الهادر والرهيب" فلا يمكن للعارف الا ان يقول أن هذا الصوت هو صوت الطويرجاوي ، والفرق بين الصويتين يصبح واضحاً.
ادعوكم أخوتي الى اكتشاف هذه العلاقة القديمة بين يوسف عمر والطويرجاوي التي ستتيح لمن لا يعرف الطويرجاوي الأستماع والاستمتاع بهذا الصوت الذي اضطر للإختفاء مدة 18 عاماً بسبب تأييد صاحبه لحركة مارس عام 1941 ضد المستعمر الانجليزي. ولهذا السبب تم التعتيم على هذا الصوت الذي يجهله الكثير من الناس.