أصل البستات العراقية
تحية طيبة
{ مرابط مع انا المسيجينه }
الأستاذ خيري العمري :
{ طبيعة الحال إلى جانب هذه البستات التي تعبر عن مشاعر التعلق بالعثمانيين بستات معاكسة تعبر عن التبرم بالحكم العثماني ... و كان الحكم العثماني في شيخوخة يعاني الكثير من مظاهر ...... و ربما كان من ابرز المظاهر التي يشكوا البغداديون التجنيد الإجباري ... فالتجنيد الإجباري كان محل شكوى لدى البغداديين ... و هناك بستة أو أغنية في بغداد تقول ... شباب اليلعبون الحاح راحو وأخذهم عسكر السلطان ... فما هي هذه الأهزوجة ... يقال في تفسيرها و في روايتها أن الجندرمة اخذ يطبق قانون التجنيد الإجباري كان يقتحم أحياء بغداد و يلقي القبض على شبابها و يقودهم إلى ساحات الحرب ... وحدث في إحدى المرات أن امرأة عجوز كانت في قنبرعلي غابت عن محلتها مدة شهرين أو ثلاثة و عندما عادت تفقدت أبناء المحلة الذين كانوا يلعبون الحاح ... فلم تجد لهم اثراً ... فلما سالت البقال أجابها ... شباب اليلعبون الحاح راحو وأخذهم عسكر السلطان ... طبيعي إلى جانب التجنيد الإجباري كانت هناك مواقف أخرى تثير تذمر البغداديين ... موقف الجيش العثماني عندما تخلى عن الدفاع عن بغداد خلق شعور بخيبة الأمل عند العراقيين ... فعبرت البستة المعروفة ... مرابط ماريده الميرابط .. عن هذا الشعور بل أن هذه البستة غمزت عسكر السلطان انه اكتفى بنصب الخيام و شرب الحليب و الجاي ... و في أواخر العهد العثماني زادت الأزمة الاقتصادية و هبطت العملة و أصدرت الحكومة النوط الذي كانت لا تسدد قيمته إلا بعد مرور سنة ... و قد عبرت وقد دفعت هذه الوطأة الاقتصادية بعض الفقراء بحيث كانوا يزوجنهن لقاء هذا النوط البائس وقد انتشرت في تلك الفترة الأغنية المشهورة التي تعبر فيها الفتاة عن محنتها وهي في الحقيقة محنتها و محنة الوضع الاقتصادي السائد ... انا المسيجينه انا .. انا الباعوني هلي بالنوط و الوعده سنة ... و ألان سينشد لكم الأستاذ يوسف مرابط و بعدين انا المسيجينه . } مع التقدير