[وسام الشالجي]

الاخ الحبيب نور عسكر
سعدت جدا بتقديمك لرأيك فيما كتبه الكاتب (يحي ادريس) عن الفنان يوسف عمر . كنت مترددا بعض الشيء فيما اذا كان من الصواب ان انشر هذه المقالة ام لا , لكني في النهاية ولاني احب ان يقال ما هو (مع) وما هو (ضد) قررت ان انشره عملا بمبدأ الامانة التي احرص داما على ان يكون موجودا في .

ان رغبة الفنان في البقاء بتماس مع فنه ومهنته هو ليس معابة ولا اثم كما يظنه البعض بل هو جزء من حب الحياة والرغبة بالبقاء اللتان هما من صفات الكائنات الحية دون استثناء . واذا كان هناك من يظن بان من العيب على الفنان ان يغني وقد ذهب صوته وراحت صحته فانما هو ليس الا ات من شعور مقابل يتمنى به هذا بان يغادر ذلك الفنان موقعه لكي يترك له الساحة ليأخذ دوره بعده . انا لا اقول بان الكاتب يحيى ادريس هو مغني وكان يريد ان ان يحصل على مكانة بعد يوسف عمر , لكني اقول بان هذه هي سنة الحياة وهذا هو الصراع بين الاجيال الموجود من الازل والذي سيبقى حتى تقوم الساعة . الكل يريد ان يأخذ موقعه وتبقى الساحة حكرا له , وهذا ليس عيب ايضا على اي من الاطراف . كان والدي رحمه الله يعمل رئيسا لرابطة السياحة حتى الخامسة والثمانين من عمره , ورايت الكثيرين ممن هم اصغر منه بعشرين عاما ينتقدونه لانه باق يعمل حتى هذه السن ولا يترك لهم فرصة لكي يحلوا محله . ومن سخرية القدر ان بعض من كانوا ينتقدونه ماتوا قبله .

نحن لن نستطيع ان نغير شيئا من هذه المشاعر ولا من هذه الاراء , الشيء الوحيد الذي يغيرها هو مبدأ طاغ لا يمكن تغييره , ذلك هو:
"ان الافضل والاجود هو الذي يبقى وهو الذي يفرض نفسه دائما"
لا العمر ولا القوة ولا الصحة .