أشترك المرحوم يوسف عمر مع الشخصية البغدادية الظريفة دعبول البلام في فلم
سعيد أفندي عام 1957
وقرأ مقام صبا رائع وجميل
ناموا وعين الصب ليس تنام
في أحدى حانات بغداد القديمة
وأنقل لحضراتكم أحدى أشهر طرائف دعبول مع
المرحوم نوي باشا سعيد
رئيس الوزراء العراقي السابق في العهد الملكي
دعبول البلام
المعروف عن المرحوم نوري باشا انه كان أريحياً ويحب الفرفشة والحياة البغدادية البسيطة لهذا كان مثلاً يهوى المقام العراقي ويطرب له بل كان ضليعا بتفرعاته ويحضر الحفلات الخاصة التي تقام في البيوت أو الأماكن الأخرى التي تضم مطربي المقام أمثال الأستاذ محمد القباني أو رشيد القندرجي كما كان يحب الغناء البغدادي وكان يهوى الاستماع الى المطربات أمثال صديقه الملايه وسليمه باشا وعفيفة اسكندر وغيرها من المطربات الاخريات المعروفات في ذلك الزمن ،أعود إلى الموضوع الذي نحن بصدده ، أذ أن اصل الحادثه كما رويت (لاكما نشرت) هي أن المرحوم نوري السعيد أصطحب يوما المرحوم الملك فيصل الأول في نزهة نهرية وذهبا معا الى (شريعة المجيديه) والتي هي الآن الساحل النهري لمدينة الطب وطلب من البلام (دعبول) أصطحابه بنزهه نهرية ، كان البلام دعبول يجلس في (بلمه) ويحتسي المشروب وكأسه يتكون من نصف غلاف برتقالة أتخذها كأسا لمشروبه والنصف الآخر كان يمثل (مزه) لمشروبه ، بدء الباشا كما هي طبيعته بمداهرة ومداعبة دعبول البلام (الذي لم يكن يعرف شخصيته)بمساومته في أجور النزهة التي يطلبها وطال التفاوض بينهما حيث طلب دعبول البلام مبلغ مائة فلس وعرض الباشا مبلغ عشرين فلسا وبعد مفاوضات شاقة بين البلام دعبول والباشا أستقر الاتفاق على أن يكون مبلغ الرحلة (خمسين فلسا ) وركب الملك فيصل ونوري باشا (البلم) للقيام بالنزهة المطلوبة ، حينها لم يكن هناك تلفزيون وصور المسؤولين غير معروفة لدى العامة من الشعب ، لم يكن دعبول (يعرف) من هم الأشخاص الذين سيقدم لهم الخدمه المطلوبه كما أسلفنا ، سار (البلم) برحلته الترفيهية ولأن الواجب يتطلب قيام المضيف باستضافة ضيفه كما هي العادة البغدادية السائدة في ذلك الوقت،قدم دعبول كأس مشروبه (من العرق) وهو نصف برتقالة كما ذكرنا إلى المرحوم نوري باشا الذي تناوله منه وأخذ منه رشفة وأعاده لهُ وعلى طريقته البغدادية في المداعبة سأل نوري (دعبول) : هل تعرف من الذي يجلس بجانبي ؟ رد عليه دعبول وهو يقوم بواجبه بالتجديف في النهر (بالنفي) عقب نوري باشا مخاطباً دعبول بأنه الملك فيصل (دمدم) دعبول مع نفسه وبصوت مسموع (مصله مصه) صار صاحبه الملك (بالمصه الثانيه) سيكون هو رئيس الوزراء ، قهقه نوري السعيد عالياً وقال له انه فعلا رئيس الوزراء واستمر الباشا في دهره مع دعبول متسائلا منه اذن من هم في نظره أذا لم يقتنع بما أوضحه له ؟ أجابه وهو يجذف في البلم وقد فعل المشروب في رأس دعبول فعله : أثنان من (السرسريه) (شلعو أفادي حتى ينطوني الكروه ، صار واحدهم ملك واللاخ رئيس الوزراء يثرمون براسي بصل عبالهم اني سكران لو غشيم). انتهت النزهة وغادر الملك ونوري (البلم). في اليوم التالي أوعز نوري باشا إلى الأجهزة المختصة باحضار (دعبول) إلى مقر رئاسة الوزراء ولدى جلبه من قبل الشرطة إلى المقر أنهار(دعبول )وهو يرى نوري باشا أمامه وانحنى على قدم رئيس الوزراء متوقعا مصيراً أسود جراء تصرفه في نزهة النهر ولكن المفاجأة بالنسبة له تمثلت بقيام نوري باشا بمد يده ورفعه من الأرض واجلاسه على كرسي بجانبه واستمر بمداعباته على الطريقة ذاتها التي أجراها معه أثناء النزهة غير ان دعبول البلام كان ساكتاً ولاتعليق له على مداعبات الباشا له وعندما سأله رئيس الوزراء لماذا لايجيب عليه كما فعل في البلم رد عليه دعبول وهو يرتجف خوفا انه الآن (مقطوع اللسان) لانه يعرفه لهذا لايستطيع الكلام كما كان أثناء السفرة النهرية ، قهقه الباشا على اجابته ونفحه بعشرة دنانير لشراء الملابس وطلب إعادته إلى موقع عمله. هذه هي الحادثة بحذافرها التي تداولها المطلعون عليها من كبار السن أو المنقولة عنهم والتي أستمعت اليها من مصادر عدة وفي فترات مختلفة وهي في جوهرها قريبة الى واقع الحادثة كونها لم تتباين في عرضها بين العديد من الروايات التي استمعت إليها ورويت بهذا المجال وفي مناسبات مختلفة ، أملاً الى كوني قد ساهمت في توضيح حقيقة الحادثة .
المقال منقول كاملا بدون تصرف
__________________
القلب يعـشق كـل جميل ... وياما شفت جمال يا عين