ارسل لي اخي العزيز (مصطفى قرداغي) بهذه القصة الصغيرة التي هي عبارة عن ذكرى لطيفة عن الفنان يوسف عمر
_____________________
عندي ذكرى لي مع يوسف عمر بصفته احد رواد المقام العراقي . ذكرى لطيفه حين جمعتني واياه مع احد اصدقائي الاعزاء في الاعظمية هو صفوان مدحت الحاج سري
الاخ صفوان (أبو بهاء) ما كان موفقاً في دراسته ولم يتمكن من اكمالها كبقية اخوته رغم اهتمام والده الراحل به . ولما اعدم والده (مدحت الحاج سري) جاءه ذات يوم صباح مرزا (في صيف 1971) ليعطيه اجازة أستئجار رقعه صغيره في كورنيش الاعظميه ليفتح بها كشك لبيع الهمبركر حيث اشتهر به ونال اعجاب رواده واخذت جموع الشباب والعوائل تتقاطر عليه . وكنت يوميا وبعد اوقات الدوام اذهب لمساعدته في تهيئة العمل ومعي صديقنا الراحل حسين عبدالجبار العنبكي . تطورت امكانياته شيئا فشيئا بحيث اراد توسيع الكشك الى مطعم واعترضت عليه بعض الجهات الدينيه في الاعظميه بكون المنطقه لا تتقبل الكازينوهات احتراما لجامع الامام ابي حنيفه . لكنه استطاع ان يستحصل موافقة امانة العاصمه بمساعدة شخص صباح مرزا حيث اعطاه الموافقه وتم استئجار بيت قديم في نهاية الكورنيش وربما الاخوه الحضور يعرفون موقعه .
ساهمت معه كثيرا في اعمار البنايه لتهيأتها لتصبح مطعم , ولدى الافتتاح قررنا اقامة حفل للمقام العراقي يغني بها الفنان يوسف عمر حصريا وللعوائل فقط . تم توجيه الدعوه لعوائل بغداديه من المنطقه ومنهم الدكتور توفيق وهبي الامين والدكتور فكرت شوقي وتجار من امثال اولاد عيسى الزئبق والعديد من كبار عوائل منطقة الاعظميه .. اللطيفه التي حدثت لي وللاخ صفوان انه في تحضيرات الحفله قمنا باجراء البروفا على الحفلة . وكان هناك موسيقي في الاذاعه يعزف على الكمان وهو ضرير وهو من اعضاء الفرقه الموسيقيه ليوسف عمر هو الاستاذ الراحل ذنون , ومعه بالطبع عازف الجوزه شعوبي ابراهيم الذي كان يناديه يوسف عمر (ابن ماهيه) .
وفي المسار جاءنا للكازينو يوسف عمر ومعه شعوبي وذنون البصير لأجل البروفا وطلب منا ابو يعكوب ان نهيئ مستلزمات الشراب المفضل عنده ، كانت ساعه متاخره في ليلة شتاء بغدادي , وبعد قراءة بعض المقامات القصيره والعزف القصير ايضا ومعها الدردشه والضحك والطرائف اشترط عازف الكمان ذنون ان نقوم بتسجيل الجلسه والا فانه لن يحضر الحفله . توسلنا اليه متذرعين بان الكازينو لا يملك جهاز تسجيل بعد ولكنه رفض باصرار , فاضطر صفوان ان يغيب قليلا ليأتي بحوض غسيل للمواعين من المطبخ (مغسلة) الذي كان جاهزا للنصب حجمه بقدر حجم أجهزة التسجيل الكبيرة التي كانت شائعة في بداية السبعينات وهمس ليوسف عمر وشعوبي بان يغضا النظر عن المغسلة ويتصرفا وكانها فعلا جهاز للتسجيل . سكتنا وبدأ العزف والبروفا مرة اخرى على اساس ان التسجيل جاري على قدم وساق تلبية لطلب العازف ذنون .. والمضحك في الامر هو ان المشكله لم تنتهي عند هذا الحد وانما بعد انتهاء البروفا طلب ذنون سماع ما تم عزفه من اجل تحديد النواقص ونقاط الضعف لتلافيها اثناء الحفلة الفعلية . عند ذلك اسعف الموقف ابو يعكوب وجرّه من يديه وقال له بان الوقت قد تأخر وليس هناك من مجال لسماع التسجيل فانقذ الموقف وبالتالي حفظ ماء مجه الصديق صفوان وانقذه من محنة عناد العازف ذنون ..
ارجو ان تكون هذه الحكايه الطريفة قد اعجبتكم وتقع ضمن فعاليات احتفالية الفنان يوسف عمر والسلام عليك