عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14/03/2012, 23h13
د.نعمان د.نعمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380958
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: فرنسية
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 1,127
افتراضي رد: عن زيارة محمد عبد الوهاب الى العراق عام 1932

اليكم القصيدة كما جاءت في ديوان الزهاوي (دون تحريك او تعديل) :

قصيدة الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي

محمد عبد الوهاب

الاغاني تصبي ولست بدار .... أي شيء فيها من الاسرار

أهو الوحي هابطاً من علوّ .... ام هو السحر بّين الآثار

ماجمال يحس بالسمع الا .... كجمال يحس بالابصار

رب صوت من الغناء رقيق .... طال عند استماعه استعباري

ولقد يملأ القلوب سرورا .... كبيوت يغرقن في الانوار

انه مطرب لكل الشياطين وكل الملائك الابرار

حبذا ما في الشدو من كهرباء .... فعله في الاعصاب والدم سار

****

ان خير الغناء ما كان يأتي .... عن شعور في غفلة الافكار

واذا لم يكن أتى عن شعور .... فهو غث من الطلاوة عار

هل شعور الفنان الا كسيل .... زاخر في واد بعيد القرار

والاغاني اذا شجتك الاغاني .... غير امواج ذلك الزخار

واذا ما فاض الغناء تجيش النفس حتى كأنها في غمار

وتظل الابصار شاخصة والسمع في لهفة الى التكرار

وكأنما نراه بالسمع منا .... وكأنا نصيخ بالابصار

وكأن الزمان يذهب نسيا .... وكأن المكان اجمع وار

تحسب النفس عنده انها في .... عالم غير عالم الاوزار

عالم لا عداء فيه ولا حقد ولا رغبة باخذ الثار

ارسل الطرف في الجماهير تبصر .... ماله في الوجوه من آثار

طالما هاجت السرور او الاشجان اغنية على قيثار

هي نار مشوبة يتصبى .... سامعيه حسيس تلك النار

ينكأ الجرح من يغني ويأسو .... كطبيب بموقع الداء دار


****

ظفر الروض بالهزار اخيرا .... بعد طول انتظاره للهزار

جاءه طائراً فلما تغنىّ .... اكبرته جماعة الاطيار

سمعته وعندما سمعته .... خرجت اعجابا من الاوكار

تتوالى اغرودة بعد اخرى .... كانفجار يأتي وراء انفجار

ولقد سرّ السامعين حوار .... بينه في الهوى وبين القماري

وكأن الازهار في الروض آذا .... ن تفتحن لاستماع الحوار

****

اجمع الشعب في العراق على التر .... حيب بالعبقريّ والاكبار

بامير الغناء من شهدت آ .... يات الحانه له باقتدار

ولو ان الاسماع كانت عيونا .... لرأتها لماعة كالدراري

اسمعوا من محمد شدوه .... فهو امام في فنه ذو ابتكار

انه خير من تغنى فاشجى .... سامعيه وخير موسيقار

يرفع الصوت جاهرا ثم يلقي .... هامسا ما يلقي الى الاوتار

كثر الناشؤن في كل فن .... غيران الكفاة غير كثار

حسبه في زعامة الفن ماقد .... حازه من ذيعوعة واشتهار

انجبته مصر وكم انجبت مصر رجالا عادوا لها بالفخار

لست اخشى بوار تلك الاغاني .... انها للخلود لا للبوار

نغمات اودعتها كل اشجا .... نك تغلي فآذنت بانفجار

انت فيها نفخت من روحك الدا .... مي فجاءت كالنار ذات الاوار

فهي تحكي انات قلب كليم .... جاء يشكو جور الزمان الضاري

وهي تحكي رنات ثكلى اصيبت .... بوحيد لها كضوء النهار

****

كان فينا استماعها منك يوما .... وطرا حافزا من الاوطار

وصبونا الى اللقاء ولكن .... حال دون اللقاء شحط المزار

ثم لما هبطت بغداد رحبنا .... ثبات بالكوكب السيار

ثم لما انفجرت تشدو ثملنا .... كالذي اسكرته كأس العقار

ولقد كان صوتك العذب قبلا .... في الفنغراف مالئا كل دار

فاذا ما رفعت في مصر صوتا .... رددته بقية الامصار

يرفع السباقين ان لهم في .... كل شوط براءة من عثار

يا امير الغناء ايه فانا .... قد فتنا بفنك السحار

يا امير الغناء انك منا .... لجدير بالحمد والاكبار

هز لحن به شدوت مجيدا .... كل ما للقلوب من اوتار

ان من لا يهزه منك لحن .... حجر جامد من الاحجار

في 7 نيسان سنة 1932
__________________
يا دجلة الخير : ما يُغليكِ من حنَقٍ .. يُغلي فؤادي ، وما يُشجيكِ يشجيني
يا دجلة الخير : أدري بالذي طفحت ....... به مجاريك من فوقٍ إلى دوُن
أدري بأنكِ منْ ألفٍ مضتْ هَدَراً .......... للان تَهْزَين من حكم السلاطين

الجواهري
رد مع اقتباس