أخى الحبيب البعيد القريب والأديب الانسان...سعادة الدكتور أنس بيك البن ...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد
أشكر لك أخى كريم اهتمامك وطيب قولك وأؤكد لكم أن ما كتبته كان مختصرا لدراسة أعدها الآن للمشاركة بها فى سيمنار الجامعة الأمريكية القادم فى أواخر شهر مارس الحالى إن شاء الله ...وهى محاولة مخلصة ودين مستحق متواصل لمصرنا الحبيبة ولثورتنا الغراء ومحاولة أكاديمية موضوعية لإشعال الوعى التاريخى الممبنى على الاعتبار والنظر فيما سبق من تجارب البشر للتعلم واتقاء الشرور وتصحيح المسار,حتى لا يعيد التاريخ نفسه على صناع تاريخ البشرية وحضارتها وموئل الحكمة المختزنة فى نفسها وذاكرتها.ولا يخفاكم أخى الحبيب أن الثورة الفرنسية الرائدة ,قد جرى عليها ما جرى على الثورات عبر التاريخ وكان مآلها الفشل الذريع ,حيث اقتنصها زائفو قادتها واستأصلوا شأفة خلصائها ,ولم تلبث الا قليل حتى توسد أمر فرنسا امبراطور وليس ملك وهو نابليون بونابرت وورثته الذين تداولوا أمر فرنسا عبر فترات وظروف ليس أمامنا متسع لشرحها ,وباتت بهم ومعهم فرنسا كالمستجير من الرمضاء بالنار وقادوها الى شر الهزائم واسوأ المصائر الى أن تجلت حكمة الشاعر الذى قال :
رب يوم بكيت منه فلما... صرت فى غيره بكيت عليه
فى ذلك الشعب البائس وعادت الملكية متوسدة مستأسدة مدعومة بمساندة أعداء فرنسا التاريخيين وفى مقدمتهم عدوتها اللدود بريطانيا,وتظل فرنسا متخبطة ملتاثة حتى بعد ثورتها الثانية 1848م ولا يبارحها الهزال حتى تهزمها ألمانيا الوليدة فى الحرب السبعينية وترضخ باريس لإرادة وأقدام المنتصرين ويظل حالها كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى فلا هى من الشعوب المتسيدة المهيمنة صاحبة الكلمة العليا ,ولا هى من الشعوب المستضعفة الباحثة عن صيغ جديدة وهبات تمحو الوهن وتستعيد العافية ,,,,
أخى الحبيب هدف الدراسة أن تنهض همم المصريين ويعودوا الى وعاتهم و مخلصيهم وخبرائهم وينتقلوا نقلة دستورية وتنظيمية وتوعوية تأخرت منذ قرون , لتعلم مصر الدنيا كدأبها منذ فجر التاريخ..ولك فى الختام شكرى وشوقى وتقديرى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته