عرض مشاركة واحدة
  #149  
قديم 04/03/2012, 09h10
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

فتح الربيع عينيه وهو قاعد مكانه لا يستطيع حراكا وقد انتابه ذهول وتملكه فزع شديد مما رآه . أخذ يفرك عينيه غير مصدق أنه يقظ غير نائم . بعد أن استجمع قواه أزاح الغطاء عنه فى رفق وهو يمسح حبات العرق من على جبينه رغم برودة الليل . جلس فى فراشه وهو يقول لنفسه .......... وبعدين !. ما الحكاية يا ترى . ما هذا الذى يحدث لى ,ما كل هـذه الألغـاز ؟..


إستجمع أفكاره وهو يحاول أن يسيطر على حواسه ويستعيد وضاءة ذهنه ثم قام متسللا خارج الغرفة فى خفة وقد قرر فى نفسه أمرا . توضأ ثم بدل ملابسه على عجل وانطلق خارج الدار تاركا زوجته تغط فى نومها دون أن تشعر به . كان الظلام الدامس لا يزال يلف المكان . شعر بقشعريرة تهز كيانه وسرت فى أوصاله رعدة كادت توقعه أرضا مع تتابع لسعات الهواء البارد كأنها إبر من جليد تخترق جلده وتسرى فى عظامه . تمالك نفسه وعاد مسرعا إلى داره ليحضر عباءة ثقيلة وضعها على كتفيه وشملة من الصوف لف بها وجهه . عاد أدراجه مرة أخرى متخذا طريقه إلى دار صديقه يونس بن عبد الأعلى الذى كان يسكن بالقرب منه . ليس غيره يعرض عليه ما جرى له فى ليلته ويلقى إليه بما ينوء ظهره بحمله ملتمسا لديه الرأى والمشوره . هو أكثر أصدقائه رجاحة عقل وحكمه ..
لم يتعجب صاحبه من حضوره إليه فى هذا الوقت المتأخر من الليل وفى هذا الجو العاصف . كان معتادا على مثل ذلك منه من قبل كثيرا .
بادره بالسؤال فى لهفة ومودة عن خروجه من داره الآن فى هذا الزمهرير القارس . لم يجبه على سؤاله بل قال له .....
ــ هيا ارتدى ملابسك يا صاحبى ..
تعجب من طلبه هذا ورد قائلا ............
ــ إلى أين نذهب فى هذا الوقت . هل أصاب شيخنا الشافعى مكروه لا قدر الله ؟.
ــ لا أدرى ,لكنه أمر جائز ..
رد قائلا وهو يجذبه من يده فى إشفاق ..........
ــ لم أفهم بعد . أعتقد أنى لن أفهم منك شيئا وأنت على تلك الحال . هلا بالله عليك دخلت وقصصت على فى روية ما عندك . سأستمع إليك وأنا أرتدى ملابسى فإنى أراك قلقا مضطربا ..
فى داخل الدار أخذ يقص عليه ما جرى له فى ليلته من أمور عجيبة لا يجد لها تأويلا ثم أردف قائلا ..........
ــ كل ما أخشاه يا أبا موسى أن يكون لشيخنا نصيب مما رأيت فى ليلتى . إنى رأيتها رؤيا حق كما أراك الآن وأنت ترتدى ملابسك والله شاهد على صدق قولى ..
قال له وهو يضع عباءته على كتفيه ......
ــ لن يخرجنا من هذه الحيرة يا أبا حامد إلا ساكن جزيرة الروضه ..
ــ من تعنى ؟. آه الشيخ الزاهد عبد الرحمن أبى المواهب . أجل يا صاحبى صدقت إنه رجل صالح وله علم بتأويل الأحاديث . هيا بنا إليه ..


يتبع .. إن شاء الله ...........................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس